"وول ستريت جورنال": السودانيون يتضورون جوعاً مع استمرار القتال
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقول إنّ الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات كارثية من جراء الصراع الدائر في البلاد.
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الخميس، أنه بعد نحو ثمانية أسابيع من النزاع على السلطة بين كبار جنرالات السودان، تسبب نقص الغذاء ومياه الشرب في حالة طوارئ لكثيرين من سكان البلاد.
وأوردت الصحيفة أنّ "العنف الفوري للحرب يتفاقم بسبب الانهيار الوشيك للخدمات التجارية والمصرفية، والتي تدار بالكامل تقريباً من العاصمة الخرطوم وأم درمان".
وأضافت أنّ "الحصار في السودان يؤدي إلى تفاقم الجوع في دول جنوب السودان وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، والتي تستورد الكثير من طعامها ووقودها عبر السودان"، مشيرةً إلى أنّ "هذه البلدان استقبلت أكثر من 120 ألف لاجئ سوداني، ووصل كثيرون منهم ومعهم ما يزيد قليلاً على الملابس التي يرتدونها".
ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن أطباء سودانيين، أنّ 866 مدنياً على الأقل قُتلوا، وأُصيب أكثر من 3000، منذ اندلاع القتال، وفقد الملايين إمكان الوصول إلى مدّخراتهم، ولا يمكنهم دفع ثمن الطعام أو الماء أو النقل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "في مدينة بورتسودان، الأكثر هدوءاً (نسبياً، من المدن السودانية التي تشهد جولات قتال)، والمطلة على البحر الأحمر، لن تُفرغ السفن المليئة بالضروريات حمولتها، مثل السكر والأرز والقمح، لأنّ المستوردين يفتقرون إلى السيولة اللازمة لدفع ثمنها".
وقبل بدء القتال، كان واحد من كل ثلاثة سودانيين يعاني الجوع فعلاً، بحسب برنامج الأغذية العالمي. ويحذّر البرنامج من أنّ تناقص الإمدادات وارتفاع الأسعار سيضيفان 2.5 مليون شخص إضافي، إلى السودانيين، الذين لم يعودوا قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، في الأشهر الثلاثة او الستة المقبلة، وفق ما نقلته الصحيفة.
وأضافت أن "الحشود، في بلدات في أنحاء السودان، تصطفّ ساعات خارج البنوك على أمل سحب النقود، لكن يتم رفضها، إذ يقول عملاء البنوك إنهم لا يستطيعون، في كثير من الأحيان، الوصول إلى الأرصدة في الحسابات المصرفية، أو الاطلاع عليها، بحيث توقف كثيرون من الموظفين عن القدوم إلى العمل، وتعطل نقل الأوراق النقدية الجديدة بسبب القتال".
وبحسب الصحيفة، قدّر برنامج الغذاء العالمي، الأسبوع الماضي، أنّ مواد غذائية تقدَّر قيمتها بنحو 60 مليون دولار، سُرقت من منشآتها في جميع أنحاء السودان منذ بداية الحرب.
وتقول الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى إنها في حاجة إلى 3 مليارات دولار هذا العام، لتقديم المساعدات الإنسانية، والحماية لنحو 25 مليون سوداني، وأكثر من مليون لاجئ في الدول المجاورة.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، "حميدتي"، للأسبوع الثامن على التوالي.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهداتٍ متكررة بوقفٍ كاملٍ لإطلاق النار، وهو الذي يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرّر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، وهو الذي كان يُعَدّ من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.