واشنطن: إيران تستعد لإمداد روسيا بمئات الطائرات المسيرة
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يقول: إنّ لدى بلاده معلومات تفيد بأنّ الحكومة الإيرانية ستزود روسيا قريباً بمئات الطائرات المسيرة.
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنّ لدى بلاده معلومات تفيد بأنّ إيران تستعد لتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة، وتدريب جنود روس على استخدامها في الحرب الأوكرانية.
وأضاف في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أمس الإثنين، أنّ "روسيا أخفقت في تحقيق ما تريده في أوكرانيا، وتواجه بعض المشكلات المتعلقة بالأسلحة".
وأردف: "لدينا معلومات تفيد بأنّ الحكومة الإيرانية ستزود روسيا قريباً مئات الطائرات المسيرة، بما في ذلك طائرات مسيرة مسلحة".
وتابع: "تشير معلوماتنا أيضاً إلى أنّ إيران ستدرّب الجنود الروس على استخدام تلك الطائرات، وستبدأ بذلك في الشهر الجاري".
وفي السياق نفسه، صرّح سوليفان بأنّ بلاده ستواصل العمل مع أوكرانيا لتحقيق أهدافها، وأنّ المشاورات والحوارات بين أميركا وأوكرانيا مستمرة يومياً، بهدف "وضعهم في موضع قوي عندما يحين وقت المفاوضات"، وفق تعبيره.
وأوضح: أنّ "الولايات المتحدة تود أن تحدّ من عائدات الطاقة الروسية لكي تضعف تمويل موسكو الحرب على أوكرانيا، وتكون العقوبات ذات أثر أقل في الاقتصادات الأوروبية".
إيران متقدمة في صناعة المسيرات
وتمتلك إيران أنواعاً مختلفة من المسيرات، وفي السنوات الأخيرة، قامت القوات المسلحة الإيرانية، وخصوصاً القوات الجوية لحرس الثورة الإيراني، باستثماراتٍ مُكثَّفة في مجال الطائرات المُسيَّرة، وحقَّقَت إنجازاتٍ كبرى في هذا المجال.
وفي أيار/مايوم الماضي، زار رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إحدى القواعد السرية للجيش الإيراني لصنع الطائرات المسيّرة. وجال باقري في هذه القاعدة السرية مطلعاً على "أحدث الإنجازات الإيرانية في مجال صنع أنواع الطائرات المسيّرة العسكرية الهجومية بعيدة المدى للجيش الإيراني".
وقال باقري إنّ قاعدة المسيرات العسكرية جزء بسيط من إمكانيات إيران وقدراتها العسكرية، مضيفاً أنّ الطائرات المسيرة أصبحت الجزء الأهم في الحروب الجديدة، وأنّ بلاده ستواصل عملها للتقدم في هذه الصناعة وفقاً للاحتياجات.
وأبرز المسيرات الإيرانية المهمة الموجودة في هذه القاعدة هي "أبابيل 5" المزودة بصواريخ "قائم 9"، والتي تشبه المسيرة الأميركية "هيلفاير" (Hellfire)، وطائرة "كمان 22" التابعة للقوات الجوية، والقادرة على التحليق لمسافة 2000 كلم، وتحمل صواريخ "كروز" يصل مداها إلى 200 كلم، وتعرف باسم "حيدر"، وطائرة "فطرس" القادرة على حمل صواريخ "كروز" وقنابل عمودية.
وتمتلك إيران طائرة "شاهد 149"، وهي من أهم الطائرات المسيرة بعيدة المدى والتي تتمكن من الإقلاع والهبوط، على عكس الطائرات الإيرانية التي بُرمِجَت على الطيران وضرب هدف مُحدَّد على غرار صاروخ "كروز".
كذلك، تمتلك طائرة "آرش" المسيّرة الانتحارية التي يبلغ طولها 4 أمتار ونصف المتر، وهي نموذج مطور من "كيان 2" وتستخدم لأغراض الدفاع والقتال في آن واحد.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً عن تطوير إيران الطائرات المسيّرة واستخدامها، واصفةً هذه القدرة بأنّها تتزايد بسرعة وتتسبب في تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، وتتحدى أميركا وحلفاءها في المنطقة.
ونسب التقرير إلى مسؤولي دفاع أميركيين وأوروبيين وإسرائيليين قولهم إنّ هذه القدرة الإيرانية تغيّر المعادلة الأمنية في منطقة على حافة الهاوية.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ "التهديد الإيراني (...) يتكون من طائرات مسيّرة، تقوم إيران ببنائها منذ سنوات، وتعود إلى ثمانينات القرن الماضي عندما طورت برامج أبابيل ومهاجر لأول مرة، كما طورت طائرات مسيّرة أُطلق على جزء منها اسم شاهد، بما في ذلك شاهد 171، وهي نسخة من RQ-170 السرية الأميركية، وشاهد 129 وهي نسخة من بريداتور".
لماذا تطلب روسيا مسيرات من إيران؟
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير نشرته أمس، بأنّ روسيا طلبت طائرات مسيرة من إيران من أجل تجديد نظام الأسلحة الرئيسي، الذي تعرّض لخسائر في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة: "بينما تمتلك روسيا ترسانة واسعة من الطائرات المسيرة، فإنّ وصول الطائرات الإيرانية يمكن أن يساعد موسكو على تجديد نظام الأسلحة الرئيسي الذي تكبد خسائر فادحة خلال الصراع".
وأشارت إلى أنّ الطائرات المسيرة تؤدي دوراً مهماً في استهداف قوات العدو بالمدفعية، إذ يمكن للطائرات من دون طيار المسلحة التحليق فوق ساحة المعركة لساعات، وإطلاق صواريخ يمكنها تدمير الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى.