هدنة هشة في السودان.. دوي مدفعية وتحليق مقاتلات في الخرطوم

الصليب الأحمر يحذر من كارثة إنسانية محتملة على حدود السودان وتشاد. ونشطاء يكتبون إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يشكون من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

  • دوي مدفعية وتحليق مقاتلات في الخرطوم يهدد اتفاق وقف إطلاق النار
    دوي مدفعية وتحليق مقاتلات في الخرطوم يهدد اتفاق وقف إطلاق النار

أفاد سكان سودانيين، اليوم الثلاثاء، بأنه يمكن سماع دوي نيران مدفعية وتحليق طائرات حربية في مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم، مما أثار المخاوف من اندلاع قتال عنيف وخرق وقف إطلاق النار.

وقال سكان آخرون إن الخرطوم شهدت أجواء هادئة نسبياً في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، غداة بدء سريان وقف إطلاق النار الخاضع لمراقبة من السعودية والولايات المتحدة.

وكتب نشطاء إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يشكون من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تُرتكب بحق المدنيين قالوا إنها "وقعت مع احتدام القتال".

وبعد خمسة أسابيع من المعارك الضارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، اتفق الجانبان يوم السبت على هدنة تستمر اسبوع بهدف تسهيل وصول المساعدات.

وبالرغم من استمرار القتال خلال سريان فترات سابقة لوقف إطلاق النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار يأتي بناء على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.

وحذر فولكر بيرتس، مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، أمس، من تزايد "الطابع العرقي" للصراع العسكري ومن تداعياته المحتملة على دول الجوار.

وكتب نشطاء سودانيون رسالة إلى بيرتس يشكون فيها من القصف العشوائي والغارات الجوية على مناطق سكنية وكذلك أخذ المدنيين كدروع بشرية وعمليات القتل خارج نطاق القضاء والتعذيب.

الصليب الأحمر يحذر من كارثة إنسانية محتملة على الحدود بين السودان وتشاد

وقال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، إن اللاجئين السودانيين يتدفقون إلى تشاد بوتيرة سريعة جداً ولدرجة يستحيل معها نقلهم جميعاً إلى أماكن أكثر أماناً قبل بدء موسم الأمطار في أواخر حزيران/يونيو، مشيراً إلى خطر وقوع كارثة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع إنّ ما بين 60 إلى 90 ألفاً فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع الصراع في السودان الشهر الماضي.

وتجمّع عشرات الآلاف في مخيم مؤقت بقرية بوروتا التي كان يتمركز بها بيير كريمر من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأسبوع الماضي.

ومن المتوقع أن يكون الوصول إلى المنطقة صعباً بعد بدء موسم الأمطار لأن الجداول الكبيرة، المعروفة باسم الوديان، ستحول دون وصول الإمدادات.

وتشكل النساء والأطفال نحو 80 بالمئة من اللاجئين. وانفصل الكثير من هؤلاء الأطفال عن آبائهم أثناء فرارهم من إقليم دارفور الذي امتد إليه العنف بين طرفي الصراع من العاصمة الخرطوم في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها تسعى لنقل اللاجئين المتجمعين في المناطق الحدودية إلى مخيمات لاجئين قائمة بالفعل في تشاد وإنشاء خمسة مخيمات جديدة.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنّه "يعكف على تكثيف عملياته في 6 ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 ملايين شخص معرّضين للخطر، فضلاً عن مساعدة أولئك الذين يفرّون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان".

وقدّرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص، كما قدّرت حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد وللفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة -الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام- بنحو 3 مليارات دولار.

اقرأ أيضاً: السودان: البرهان يعفي حميدتي من منصبه.. والاشتباكات تندلع جنوب دارفور

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك