نقابة أطباء السودان: كارثة إنسانية وانهيار كبير في القطاع الصحي

السكرتير الإعلامي للجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان تفيد بانهيار كبير للوضع الصحي للسودان، وسط انقطاع كامل لشبكة الاتصالات ونقص المواد التموينية.

  • نقابة أطباء السودان: كارثة إنسانية وانهيار كبير في القطاع الصحي
    أطباء وعاملون في القطاع الصحي السوداني يحاولون العمل ضمن الإمكانات المتاحة (أرشيف)

قالت السكرتيرة الإعلامية للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان رزان الدوري للميادين إن "أغلب مستشفيات أم درمان باتت في مرمى النيران، وسط انقطاع كامل في شبكة الاتصالات، ونقص في المواد التموينية".

وأضافت الدوري أن "هذه الحرب العبثية تؤدي إلى انهيار كبير للوضع الصحي في السودان، ما انعكس كارثة إنسانية على البلاد".  

وأكدت أنه "إذا لم يتم التوصل إلى حل فالمستقبل سيكون مظلماً، وعلى الأطراف السعي لاتفاق، من أجل الحفاظ على ما تبقّى من هذا البلد".

ويوم أمس، حذّرت منظمة إغاثة من خطر تفشّي الأمراض نتيجة تحلّل جثث القتلى في شوارع الخرطوم التي مزّقتها حربٌ بين الجيش وقوات الدعم السريع، مستمرة منذ أربعة أشهر.

وأفاد بيان صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" (save the children) التي يقع مقرّها في لندن، أنّ "آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم"، مشيرةً إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد.

وكثّف الجيش السوداني أمس الثلاثاء جهوده لتحقيق مكاسب في العاصمة الخرطوم، في معارك تعتبر من الأعنف، منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع.

وقال سكان إن الجيش نفّذ ضربات جوية وقصفاً بالمدفعية الثقيلة، منذ الاثنين في محاولة للاستيلاء على جسر على نهر النيل، تستخدمه قوات الدعم السريع في نقل تعزيزات وأسلحة من أم درمان إلى مدينتي بحري والخرطوم، المدن الثلاث التي تشكّل، العاصمة الكبرى للسودان.

وجاء الرد قوياً من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى احتدام الاشتباكات في الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين وحالات نزوح.

وقال نشطاء في أحياء بشرق أم درمان إن تسعة مدنيين على الأقل لقوا حتفهم.

وقال أحد سكان العاصمة، إنّ "الوضع مرعب في أم درمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران، القصف من كل الاتجاهات".

وذكرت الأمم المتحدة أنّ أكثر من أربعة ملايين شخص نزحوا، من بينهم أكثر من 900 ألف فرّوا إلى البلدان المجاورة التي تعاني أصلاً من صراعات وأزمات اقتصادية.

وفرّ أكبر عدد من اللاجئين، أكثر من 377 ألفاً، إلى تشاد قادمين من منطقة دارفور بغرب السودان. وتزداد رقعة الجوع وتتزايد حصيلة الضحايا بين المدنيين نتيجة الصراع.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها سجّلت أكثر من 300 وفاة بين 15 أيار/مايو و17 تموز/يوليو بسبب مرض الحصبة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، نظراً لمحدودية التمويل الإنسانيّ.

وقال المتحدث باسم المفوضية وليام سبيندلر في إفادة صحفية في جنيف: "في ظل عدم استقرار المقام بعائلات كثيرة منذ أسابيع ومع القليل جداً من الغذاء أو العقاقير، ما زال هناك ارتفاع في معدلات سوء التغذية وتفشي أمراض ووفيات ذات صلة".

وتسبّب سقوط الأمطار الموسمية في نزوح في بعض أجزاء السودان، ومخاوف من انتشار الأمراض التي تنقلها المياه.

ومع القتال، يضطر السكان في العاصمة إلى التعايش مع انقطاع الكهرباء والمياه، وتفشّي النهب من قبل قوات الدعم السريع، وانهيار الخدمات الصحية ونقص الغذاء.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في منتصف نيسان/أبريل الفائت، عن مقتل 3900 شخص على الأقل، ودفعت أكثر من 4 ملايين آخرين إلى مغادرة منازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تطاولها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد، بحسب أحدث إحصاءات الأمم المتحدة.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة غالباً بوساطة من الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد.

اخترنا لك