موقع أميركي: نفاق واشنطن مفضوح.. حان وقت رفع العقوبات عن كوبا

بعدما كانت إدارة ترامب السابقة قد أضافت كوبا على "لائحة الارهاب" قبل 9 أيام من انتهاء ولايتها، الرئيس الكولومبي المنتخب غوستافو بيترو يدعو إدراة بايدن إلى إزالة كاراكاس من لائحة الارهاب وتنفيذ وعده بهذا الشأن.

  • الرئيس الكولومبي المنتخب غوستافو بيترو (أ ف ب)
    الرئيس الكولومبي المنتخب غوستافو بيترو (أ ف ب)

"ما حدث مع كوبا هو ظلم"، قال الرئيس الكولومبي المنتخب حديثاً غوستافو بترو عندما سئل عن تصنيف كوبا كراع للإرهاب الدولي خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأضاف: "هذا الأمر يحتاج إلى تصحيح". بعده أشار بلينكن إلى أنه سيتم مراجعة التصنيف: "لدينا قوانين واضحة، ومعايير واضحة، وسنواصل حسب الضرورة إعادة النظر فيها لمعرفة ما إذا كانت كوبا لا تزال تستحق هذا التصنيف".

كانت إدارة بايدن تنظر منذ عامين في إعادة النظر في التصنيف الذي قدمه ترامب قبل أيام قليلة من مغادرته منصبه. وهو ما اعتبر "طلقة فراق" أقدم عليها ترامب مصممة لمكافأة مؤيديه الأميركيين - الكوبيين في فلوريدا، وتعقيد علاقات بايدن مع هافانا.

هذه المراجعة لم تجر بعد. وكان الأمر الرئيسي الذي قدّمه وزير خارجية ترامب وقتها مايك بومبيو لإعادة كوبا إلى القائمة، هو رفض الأخيرة تسليم قادة جيش التحرير الوطني إلى الحكومة الكولومبية.

في حين قالت هافانا إنّ "المتمردين كانوا يجتمعون في كوبا لإجراء محادثات سلام مع الحكومة الكولومبية، برعاية مشتركة من قبلها، ومن جانب دولة النرويج".

ثم في عام 2020، قطع الرئيس المحافظ الكولومبي إيفان دوكي المحادثات، ودعا ترامب إلى إعلان كوبا راعية للإرهاب لإيوائها المفاوضين. واليوم، بعدما استأنف بترو المحادثات، وطلب من كوبا والنرويج مرةً أخرى العمل كضامنين، وهو ما ينفي منطق بومبيو.

تمت إضافة كوبا لأول مرة إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب الدولي في عام 1982 من قبل الرئيس رونالد ريغان لمعاقبة هافانا على تسليح الحركات الثورية في أميركا الوسطى. "ومن المفارقات أنه بموجب مبدأ ريغان، كانت واشنطن تدعم الحركات المعادية للثورة في نيكاراغوا وأنغولا وأفغانستان، وهي حركات متهمة بارتكاب هجمات إرهابية ضد المدنيين، أسوأ بكثير من أي هجمات تدعمها كوبا، لكن هذا كان نفاق السياسة الخارجية للحرب الباردة"، وفق موقع "Responsible Statecraft" الأميركي.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي،وفق الموقعه، توقفت كوبا عن تقديم الدعم المادي للثوار الأجانب. واعترف مسؤولون في إدارة بيل كلينتون بأنه لم يعد هناك أي سبب لبقاء كوبا على قائمة الإرهاب، لكنهم لم يكونوا مستعدين للمخاطرة بخوض معركة سياسية مع الأميركيين - الكوبيين في جنوب فلوريدا من خلال إزالتها.

وعندما أمر الرئيس باراك أوباما بمراجعة تصنيف كوبا كجزء من سياسته لتطبيع العلاقات، خلصت وزارة الخارجية ومجتمع الاستخبارات إلى أنه يجب اتخاذ خطوة ازالتها. كما أشار وزير الخارجية جون كيري، فإن شكاوى واشنطن الأخرى ضد كوبا "تقع خارج معايير التصنيف كدولة راعية للإرهاب".

وكان أوباما قد رفع كوبا من القائمة في أيار/مايو 2015. ثم وقعت كوبا والولايات المتحدة مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال إنفاذ القانون، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب.

وبعدها، تجاهلت إدارة ترامب مذكرة التفاهم، وأعادت كوبا إلى قائمة الإرهاب. والآن بعد أن قرر بايدن على ما يبدو تحسين العلاقات مع هافانا، فإن إزالة كوبا من قائمة الإرهاب هو الخطوة المنطقية التالية.

وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022،  ذهب وفد أميركي إلى هافانا لمناقشة مسائل تتعلق بالهجرة والخدمات القنصلية من بين مواضيع أخرى تهمُّ البلدين، مثل التعاون في مجال إنفاذ القانون بما في ذلك مكافحة الإرهاب. واعتبرت هذه الخطوة، وفق الموقع، دليل صارخ على أن إبقاء كوبا على قائمة الإرهاب، أمر عفا عليه الزمن.

ويختم الموقع، يجب على بايدن أن يفي بالوعد الذي قطعه بلينكن لبترو العام الماضي: "الأمر بمراجعة إدراج كوبا كدولة راعية للإرهاب".

اقرأ أيضاً: 60 عاماً من الحصار الاقتصادي على كوبا.. كيف فشلت واشنطن؟

وفي 24 كانون الثاني/يناير الماضي، حثّت  مجموعة من 160 محامياً معظمهم من الولايات المتحدة، الرئيس بايدن، على "إزالة كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب". وطالب المحامون، بايدن بالشروع على الفور في "عملية مراجعة وإخطار لإزالة كوبا من القائمة الإرهابية".

وكانت الخارجية الكوبية قد شددت في وقت سابق على ضرورة أن تغيّر الولايات المتحدة سياستها تجاهها.

اقرأ أيضاً: أميركا ترفع بعض العقوبات عن كوبا.. وهافانا ترحّب بالخطوة وتصفها بالمحدودة

وبعد هذا الاعلان من جانب إدراة ترامب السابقة، أضيفت كوبا على "القائمة السوداء" المذكورة إلى جانب كل من إيران وكوريا الشمالية وسوريا، مقابل شطب إدارة ترامب السودان منها. 

اخترنا لك