منظمات دولية تردّ على تشكيكات بايدن: أعداد الشهداء موثَّقة
منظمات دولية تردّ على تشكيك الرئيس الأميركي، جو بايدن، في عدد شهداء مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتؤكّد أنّ العدد موثّق ومؤرّخ.
بعد أن شكّك الرئيس الأميركي، جو بايدن، في قائمة أعداد الشهداء، التي يقدّمها المسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة، أكدت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان أنّ الأعداد المعلنة "دقيقة، إلى حد كبير، وموثّقة ومؤرّخة".
وكان بايدن قال إنه "لا يثق بالعدد الذي يعلنه الفلسطينيون"، من دون توضيح السبب. وفي مقابل ذلك، ردّت وزارة الصحة في قطاع غزة بنشر وثيقة من 212 صفحة، الخميس، تضم الأسماء وأرقام بطاقات الهوية لأكثر من 7000 فلسطيني، قُتلوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
من جهته، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان، أُرسل إلى "رويترز"، "إدراج بيانات وزارة الصحة في تقاريرنا، ومن الواضح أنها تستند إلى مصادر".
"إسرائيل" تقوم بقتل المدنيين في #فلسطين طواعية والذين قتلتهم "إسرائيل" 70% منهم من الأطفال والنساء"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 26, 2023
المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة #الميادين #غزة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/k4qI9ExrB8
وأعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن أعداد الشهداء موثَّقة بصورة عامة، وأنها لم تجد تناقضات كبيرة عند التحقق بشأن الضربات السابقة على غزة.
بدوره، قال عمر شاكر، مدير "هيومن رايتس ووتش" في فلسطين المحتلة، إن "من الجدير بالذكر أن الأرقام التي تصدر، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، متسقة، بصورة عامّة، أو في إطار المنطق الذي يمكن للمرء توقعه لأعداد القتلى، نظراً إلى كثافة القصف في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان".
وأضاف لـ"رويترز" أن هذه الأرقام تتماشى مع ما يمكن توقعه في ضوء ما نراه على الأرض، من خلال ما يقوله الشهود وصور الأقمار الاصطناعية.
نحو ألف جثة لا تزال تحت الأنقاض في غزة
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن المنظمة تلقت تقديرات تفيد بأن هناك نحو ألف جثة، لم يتم تحديد هوياتها، إذ لا تزال تحت الأنقاض في غزة، ولم تدرَج بعدُ في عدد الشهداء.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقرير، في موقعها الإلكتروني، يوم الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2015، إن عدد القتلى في الصراع، الذي دار في تموز/يوليو وآب/أغسطس 2014، في غزة، بلغ 2322 شخصاً. وأفادت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بأن 2251 فلسطينياً استُشهدوا.
اقرأ أيضاً: منصور من الأمم المتحدة: "إسرائيل" تقتل المدنيين طواعية.. 1000 شهيد في فلسطين يومياً
الأمم المتحدة تؤكد صحة حصيلة الشهداء
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن أعداد القتلى، الصادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، أثبتت "صدقيتها" في المعارك السابقة، بعد أن شكّكت واشنطن في حصيلة الحرب الحالية.
وأفاد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، للصحافيين في القدس المحتلة، بأنه "في الماضي، على مدى جولات النزاع الخمس أو الست في قطاع غزة، عُدَّت هذه الأرقام ذات صدقية، ولم يسبق لأحد أن شكك فيها".
"الفلسطينيون يدفنون شهداءهم في مقابر جماعية ومعظمهم مجهولو الهوية في ظل فقدان الاتصالات"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 27, 2023
مراسل #الميادين أكرم دلول #فلسطين #غزة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/Eu9fDsWf8F
وأكد لازاريني استشهاد 57 من موظفي الأونروا منذ بدء العدوان الإسرائيلي، موضحاً أن الحصيلة، التي سجّلتها الوكالة الأممية، تعكس معدل الحصيلة الإجمالية المعلنة في غزة.
وأشار إلى أن نسبة موظفي الأونروا، الذين استُشهدوا مقارنة بالعدد الإجمالي للعاملين ضمن الوكالة، يتوافق مع نسبة سكان غزة، الذين استُشهِدوا مقارنة بالعدد الإجمالي لسكان القطاع، وهو ما يثبت صحة بيانات وزارة الصحة.
وقال للصحافيين في القدس: "لدينا النسبة نفسها تقريباً".
وزارة الصحة تعلن أسماء الشهداء
وجاءت تصريحاته بعد أيام على إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه "لا يثق" بالأرقام التي تعلنها وزارة الصحة في غزة.
وفي اليوم التالي، ردّت وزارة الصحة بنشر قائمة مفصّلة بالأسماء والأرقام لبطاقات الهوية والجنس والعمر لنحو 7000 شخص استُشهدوا في غزة.
وقالت الوزارة: "قرّرنا أن نخرج ونعلن بالتفاصيل والأسماء، وأمام العالم بأسره، حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ شعبنا، أمام أنظار العالم وعلى مسمعه".
وقال مسؤولو وزارة الصحة، في مذكّرة توضيحية مرفقة بالقائمة، إنّ لديها قاعدة بيانات رقمية للشهداء.
وفي الوقت نفسه، يقوم العاملون في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة بتسجيل الشهداء وفق نماذج خاصّة، يتمّ إرسالها خلال 24 ساعة إلى وزارة الصحة.
وتمّ تكليف جهاز خاص داخل وزارة الصحة "التأكّد من أنّ البيانات لا تتضمن نسخاً مكرّرة أو أخطاء"، قبل إضافة المعلومات إلى قاعدة بياناتها المركزية.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنّ التشكيك الأميركي في عدد شهداء مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة هو "إنكار وقح لحجم المحرقة، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وهذه ليست المرة الأولى التي تُحاول واشنطن التضليل والتعتيم على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فسبق أن حاولت فبركة الأخبار الخاصة بقصف الاحتلال لمستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزّة، من خلال توجيه أصابع الاتهام بالمسؤولية عن المجزرة تجاه صواريخ مقاومة الشعب الفلسطيني نفسه، في سرديةٍ واضحة الافتراءات ومليئة بالخداع المكشوف.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، لليوم الـ21 على التوالي، مستهدفاً منازل المدنيين الفلسطينيين، بينما تجاوز عدد الشهداء في القطاع 7 آلاف، وهناك عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين، وفقاً لما أعلنه مكتب الإعلام الحكومي في غزة.