مناورات ورفع مستوى التأهب.. "إسرائيل" تخشى استهداف حزب الله منصات الغاز
الإعلام الإسرائيلي يشير إلى أن المؤسستين الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال "رفعتا مستوى التأهب والاستعداد، على خلفية المشاكل والمماطلة في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية".
تحدَّثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بمناورات تضمّنت مجموعة من السيناريوهات، بينها "هجوم بالصواريخ على أهداف في المنطقة البحرية الاقتصادية"، وفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية.
وأفادت الجهات الأمنية بهذا الكلام، صباح اليوم، بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي قال إنّ "حزب الله يمكن أن يُهاجم إحدى منصات الغاز الإسرائيلية، وليس فقط منصة كاريش"، التي توجد على مسافة 80 كيلومتراً غربي حيفا".
كما أعلن السيد نصر الله أنّ حزب الله "قادر على ردع العدو، وضرب الأهداف التي يريد ضربها، في أيّ مكان في بحر فلسطين المحتلة، وفي البر".
اقرأ أيضاً: السيد نصر الله في "حوار الأربعين": صواريخنا الدقيقة تطال كل الأهداف الإسرائيلية براً وبحراً
ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ المؤسستين الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال "رفعتا مستوى التأهب والاستعداد، على خلفية المشاكل، والمماطلة في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية، ودخول المنصة لموقع كاريش، ونية استخراج الغاز في شهر أيلول/سبتمبر".
وتابعت أنه "من أجل الدفاع عن المنصات ومصالح إسرائيل في المنطقة البحرية، تمّ تشكيل منتدى متعدد الأذرع، يتضمّن وزارة الأمن، وسلاح البحر، وشعبة العمليات، وسلاح الجو، وقيادة المنطقة الشمالية، وأجهزة الاستخبارات، من أجل الاستعداد لإمكان محاولة حزب الله تنفيذ عملية عسكرية أو استفزازية، من أجل استفزاز إسرائيل، أو المسّ بعملية استخراج الغاز".
وأكدت المصادر الأمنية الإسرائيلية أنّ "رئيس شعبة الاستخبارات، أهارون حاليفا، خصص قوة وموارد للتهديدات في الساحة البحرية، وللدفاع عن المياه الاقتصادية".
اقرأ أيضاً: هذا ما كشفه السيد نصر الله للميادين بشأن المسيّرة الثالثة نحو "كاريش"
99 % من الاستيراد الإسرائيلي عبر البحر
وعلم موقع "والاه" الإسرائيلي أنه "جرت في الأشهر الأخيرة عدة مناورات لدى سلاح البحر، بقيادة رئيس الأركان البحرية دانيال هجري، وتعاملت خلالها مختلف الوحدات مع هجمات صواريخ جوالة (كروز)، وصواريخ دقيقة، وصواريخ عادية"، مضيفاً أنّه "يُفترض أن تجري، في الشهر المقبل، مناورة كبيرة أخرى تحاكي سيناريو في الساحة البحرية، وسيدمج فيها تحسينات تكنولوجية".
وبحسب الموقع، يجري "99% من الاستيراد الإسرائيلي عبر البحر، والخشية في المؤسسة الأمنية، ليست فقط المس بمنصات الغاز، بل المس بحرية العمل البحري لإسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "5900 سفينة تصل، كمعدل وسطي، إلى المرافئ البحرية، ونحو 53% منها تصل إلى ميناء حيفا، الذي أصبح مهدَّداً من جانب حزب الله، وأنّ نحو 300000 سيارة تصل إلى المرافئ البحرية على متن سفن كل سنة، و90% من القمح تُستورد على متن السفن".
وبحسب كلام مصادر في المؤسستين الأمنية والعسكرية، فإنّ "سفينة "أحي مغين"، وهي السفينة الأولى التي وصلت إلى إسرائيل، والتي تعطلت عمليات تجهيزها طوال عامين بسبب مشاكل التخطيط والإعداد غير الصحيحَين للمستوى السياسي والمؤسستين الأمنية والعسكرية".
وتابعت المصادر أن المسؤولين "في سلاح البحر يرفضون هذا الانتقاد والادعاءات بشأن مشاكل في الجاهزية، ويقولون إنّ سفينة "ساعر 5" (أحي لاهف) تستطيع الدفاع عن منصة كاريش أمام جميع التهديدات، وستبقى حول المنصة كلما تطلّب الأمر ذلك".
"القناة الـ12": تهديدات نصر الله ترتقي عدة درجات مرة واحدة
من جانبه، أشار معلق الشؤون العربية في "القناة الـ12" الإسرائيلية، يارون شنايدر، إلى أنّ السيد "نصر الله لم يهدد فقط بمهاجمة كاريش، بل وجَّه تهديداً ضد كل منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط"، مؤكداً أنّ "هذا الأمر يمثّل بالطبع ارتقاءً عدةَ درجات مرة واحدة".
وأضاف المعلق الإسرائيلي أنّ السيد نصر الله "قال هذا الكلام، وفي الخلفية تجري مفاوضات بين إسرائيل ولبنان منذ عدة أسابيع، بوتيرة مسرعة، عبر الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين. وهذه المفاوضات، على ما يبدو، كما فهمنا من التقارير في لبنان، تقترب من مرحلة التفاهمات والتوافقات، وهنا نصر الله يدفع بنفسه".
ولفت الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يوم أمس، في "حوار الأربعين"، عبر الميادين، إلى أنّ "الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنّما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من جانب إسرائيل، في مياه فلسطين، في مقابل حقوق لبنان".