محاولة اغتيال الكاظمي... هل تسبب تغيّرات في المشهد السياسي العراقي؟
بعد تعرّض رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال فاشلة، أغلبية القوى العراقية تدعو إلى التهدئة والحوار وضبط النفس.
فشل محاولة اغتيال تعرّض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بواسطة طائرة مسيّرة مفخخة، ومن دون أن يصاب بأيّ أذى، حادثة بعنوانها وحيثيتها وتوقيتها ستمثل بالتأكيد تحولاً في المشهد السياسي والأمني العراقي.
مشهد لم يستعد عافيته عقب الانتخابات البرلمانية، بسبب استمرار التظاهرات التي تطالب بإعادة العدّ والفرز، وما تخللها من مواجهات أدّت إلى استشهاد عدد من المتظاهرين.
في المواقف الداخلية، فإن أغلب بيانات التنديد والاستنكار، رغم اعتبارها محاولة الاغتيال عملية إرهابية، لم يشر إلى تورّط أي جهة إرهابية في العملية.
وتعليقاً على أحداث اليوم، قال الباحث في مركز الهدف للدراسات الأمنية والسياسية كاظم الحاج للميادين، إنّ "هناك من يريد جرّ العراق إلى الفوضى"، وأضاف: "قبل يومين، تم استهداف المتظاهرين، وبعض القنوات لمّحت إلى سرايا السلام لإثارة الفتنة".
وتابع الحاج: "معروف لنا في العراق من هي الجهة التي تحاول جرّ البلاد إلى الفوضى"، مضيفاً: "لا يمكن تفسير سبب عدم تفعيل منظومة الدفاع الجوي الأميركي لإسقاط المسيّرات".
واعتبر أنّ "كلام الكاظمي عن معرفة منفذي الهجوم هو خطاب لا يتناسب مع الشارع العراقي المحتقن".
#المسائية | الباحث في مركز الهدف للدراسات الأمنية والسياسية كاظم الحاج لـ #الميادين: معروف لنا في #العراق من هي الجهة التي تحاول جر البلاد للفوضى. #الكاظمي pic.twitter.com/5oNS8gAHAn
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 7, 2021
محللون عراقيون: الغمز بأن المتظاهرين خلف الهجوم هدفه جر البلاد إلى الفتنة
بدوره، الباحث الاستراتيجي فاضل أبو رغيف شرح للميادين أنّه "يوجد طرف متربّص بالعراق استغلّ الاحتقان ليزيد التوتر"، مشيراً إلى أنّ "الغمز بأن المتظاهرين خلف الهجوم على منزل الكاظمي هدفه جرّ البلاد إلى الفتنة".
وتابع أنّ "الوضع في العراق لا يحتمل أي ضغط أو احتقان، لأن ذلك قد يتسبّب في انفجاره"، متسائلاً: "لماذا لم يتم استخدام منظومة السيرام الأميركية لصدّ الاعتداء على منزل الكاظمي؟".
وأشار أبو رغيف إلى أنّه لا يعتقد "أنه سيتم التجديد للكاظمي في رئاسة الوزراء".
#المسائية | الباحث الاستراتيجي فاضل أبو رغيف لـ #الميادين: يوجد طرف متربص بـ #العراق استغل الاحتقان ليزيد التوتير. pic.twitter.com/v3pONwYdSx
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 7, 2021
ماذا عن نتيجة التحقيق في الهجوم على منزل الكاظمي؟
الأكاديمي والباحث السياسي نبيل ميخائيل اعتبر أنّ "التوتر الأمني قد يبرّر لأميركا عدم الانسحاب من العراق"، مشيراً إلى أنّ "أميركا تثمن دور الكاظمي كرئيس للحكومة العراقية إلى حدّ كبير".
وأكد ميخائيل للميادين أنّ "الأيام المقبلة ستكون حرجة للعراق، عند إعلان نتيجة التحقيق في الهجوم على منزل الكاظمي".
#المسائية | الأكاديمي والباحث السياسي نبيل ميخائيل لـ #الميادين: التوتر الأمني قد يبرر لـ #أميركا عدم الانسحاب من #العراق. pic.twitter.com/etgxF9GFER
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 7, 2021
تنديد دولي وإقليمي بمحاولة اغتيال الكاظمي
ردود فعل إقليمية ودولية ندّدت بمحاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان شدّد على أنّ "مثل هذه الأحداث يستهدف استقرار العراق وأمنه". أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، فأكد أن "محاولة الاغتيال فتنة جديدة يجب البحث عنها في مراكز الفكر الخارجية".
وفيما سارعت الخارجية الأميركية إلى إدانة الهجوم، عارضة على "السلطات العراقية المساعدة في التحقيق"، شدّد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبيّ على "ضرورة تسليم مرتكبي الاعتداء للعدالة، وعلى عدم السماح للعنف بتقويض العمليات الديمقراطية".
بدورها، أعلنت الخارجية البريطانية وقوفها إلى "جانب حكومة العراق وقواته الأمنية وشعبه في رفض العنف السياسي وفي دعم التهدئة".
الخارجية التركية رأت "في العملية محاولة لإلحاق الضرر بسيادة العراق واستقراره". أمّا حلف شمال الأطلسي، فجدّد "تأكيده دعم مؤسسات العراق الأمنية والعسكرية".
كما استنكر العملية عدد من الدول العربية العملية، ودعت مصر جميع الأطراف إلى ضبط النفس، فيما أكدت سوريا وقوفها مجدّداً ضدّ الإرهاب، متمنّية للشعب العراقي السلام والاستقرار.
وتعرّض رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، لمحاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيّرة مفخخة.
وذكرت خلية الإعلام الأمني في العراق أنّ "محاولة الاغتيال الفاشلة للكاظمي حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء في بغداد"، مؤكدةً أنّ "الرئيس لم يُصب بأيّ أذى، وهو بصحة جيدة".
من جهته، أكّد الكاظمي، في تغريدة له على "تويتر"، اليوم الأحد، أنّ "صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه".