مجلة أميركية: إبقاء القوات في العراق وسوريا مخاطرة بخسارة كارثية قد تتصاعد إلى حرب كبرى
مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" الأميركية تتحدث عن مخاطر إبقاء القوات الأميركية في سوريا والعراق، مؤكدةً أنّ الشلل السياسي والافتقار إلى الشجاعة سياسياً يسببان خسارة كارثية للجنود الأميركيين، وقد يتصاعدان إلى حرب كبرى.
نشرت مجلة "ذي أميركان كونزرفاتيف" الأميركية مقالاً تحت عنوان "عارنا الوطني في العراق وسوريا"، قالت فيه إنّ القوات الأميركية تخاطر بحياتها "بلا داعٍ" بسبب الشلل السياسي والافتقار إلى الشجاعة السياسية.
وذكرت المجلة أنّه عندما أجرى غريغ كارلستروم، الخبير الاقتصادي، مقابلة مع دبلوماسي أميركي، العام الماضي، سأله عن سياسة إدارة بايدن في سوريا. ورداً على ذلك، وفقاً لكارلستروم، "هزّ ذلك المسؤول رأسه وضحك"، وفق المجلة.
وأضافت: "من المؤكد أنّ إحدى المجموعات، التي لا تسخر بسياسة الرئيس بايدن تجاه سوريا (أو عدم وجودها)، هي أكثر من 70 جندياً أميركياً أُصيبوا في هجمات شنتها الميليشيات المتحالفة مع إيران على قواعد أميركية في سوريا والعراق، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس".
وأشارت المجلة إلى أنّ هذه القوات موجودة في العراق وسوريا كجزء من "عملية قتالية مدمرة للذات".
في غضون ذلك، أكّدت المجلة أنّ إبقاء القوات الأميركية في العراق وسوريا "من دون مهمة عسكرية واضحة" لا يجعل الولايات المتحدة أكثر أماناً، لكنه بدلاً من ذلك يخاطر بخسارة كارثية في أرواح الجنود الأميركيين، على نحو قد يتصاعد إلى حرب كبرى.
ووفقاً للمجلة، فإن "كون كثيرين من صنّاع السياسة لدينا عازمين على المحافظة على هذه السياسة يُعَدّ وصمة عار وطنية".
ولفتت إلى وجود "ما يقرب من 3500 جندي أميركي، منتشرين حالياً في مواقع استيطانية صغيرة ومكشوفة في سوريا والعراق. ولا يوجد في عدد من هذه القواعد سوى عدد قليل من الأفراد الأميركيين المتمركزين فيها، وغالباً ما تعتمد على شركاء محليين غير موثوق بهم لتوفير حماية إضافية"، مضيفةً أن "هذا يجعل هذه القواعد المعزولة أهدافاً سهلة للجهات التي تتطلع إلى معاقبة الولايات المتحدة".
وشدّدت المجلة على أنّ الجانب الأكثر خطورة في الوجود العسكري الأميركي المستمر في العراق وسوريا هو الخطر المتزايد، والمتمثل بـ"انجرار الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي كبير آخر".
وذكرت أنّ إيران ليست اللاعب الوحيد في المنطقة، الذي يجب على الولايات المتحدة أن تقلق بشأن الدخول في صراع أكبر معه، لافتة إلى التصادمات والمواجهات التي تحدث بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا.
وقالت إنّ "الجمود والجبن السياسيين حكما على الجنود الأميركيين في العراق وسوريا بأن يكونوا بمثابة أهداف سهلة لأولئك الذين يتطلعون إلى معاقبة الولايات المتحدة"، مؤكدة أنّ "الانسحاب" هو السبيل الوحيد لإعطاء الأولوية لحياة الأميركيين ومصالحهم".
وبحسب المقال فإنّه "من خلال الانسحاب من العراق وسوريا، لن تضطر الولايات المتحدة بعد الآن إلى القلق بشأن الانتقام من قواتها بسبب دعمها إسرائيل في حربها" على غزة.
وختمت المجلة مقالها بالقول إنه "ليس هناك ما يمكن إنقاذه من حطام سياسات أميركا الفاشلة تجاه العراق وسوريا، من خلال إبقاء القوات الأميركية في كلا البلدين. ويجب على بايدن إعادة قواتنا إلى الوطن، خشية أن يصبح رئيساً آخر يهدر حياة الأميركيين بلا جدوى في صحاري بلاد الشام".