مبعوث بريطانيا يجري محادثات مع "طالبان" في كابول
المبعوث البريطاني سايمن غاس يلتقي كبار أعضاء حكومة طالبان في كابول، اليوم، حيث تمّ البحث في كيفية مساعدة بريطانيا لأفغانستان في "مكافحة الإرهاب والتصدي لأزمة إنسانية متفاقمة".
أجرى المبعوث البريطاني سايمن غاس، اليوم الثلاثاء، محادثات مع كبار أعضاء حكومة طالبان الجديدة في كابول، هي الأولى منذ انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وأعلنت" طالبان" إقامة نظام جديد في البلاد، بعدما فرضت سيطرتها على العاصمة كابول في منتصف آب/أغسطس، وأطاحت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
ونشر مسؤولون في "طالبان" صوراً للقاء الأول بين المبعوث البريطاني الخاص إلى أفغانستان سايمن غاس، ونائبي رئيس الوزراء عبد الغني برادر وعبد السلام حنفي.
وتمكّن الوفد البريطاني من تأمين الإفراج عن الجندي البريطاني السابق بن سليتر الذي اعتقلته "طالبان" عند الحدود مع باكستان الشهر الماضي.
وقال مسؤول في الحكومة البريطانية إنّ سليتر "غادر كابول برفقة الوفد البريطاني".
وبحث الطرفان في كيفية مساعدة بريطانيا لأفغانستان في "مكافحة الإرهاب والتصدي لأزمة إنسانية متفاقمة"، وفي "توفير ممرّ آمن للأشخاص الراغبين في مغادرة البلاد"، وفق متحدث باسم الحكومة البريطانية.
وقال المتحدث إنّ الجانبين "تطرقا أيضاً إلى معاملة الأقليات وحقوق النساء والفتيات"، مشيراً إلى مشاركة القائم بأعمال بعثة المملكة المتحدة إلى أفغانستان مارتن لونغدن في الاجتماع.
دعوة إلى إشراك كل الأطراف
وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية حكومة طالبان، عبد القهار بلخي، أنّ الاجتماع "ركّز على محادثات مفصّلة بشأن إحياء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
لكنّ مسؤولاً بريطانياً شدّد على أنّ الزيارة لا تمثّل اعترافاً ولا "إقراراً بشرعية" طالبان، معتبراً أنّ الهدف منها هو "فتح قناة تواصل".
وقال المسؤول: "نحن واقعيّون جداً"، مضيفاً أن "من الجيد أن تكون قادراً على الدخول والخروج بأمان. إنه حوار براغماتي لتأمين ممر آمن وتوفير مساعدة إنسانية ومكافحة الإرهاب".
وتطالب باكستان المجتمع الدولي بالتواصل مع السلطات الجديدة في أفغانستان والمساعدة في إرساء الاستقرار في بلد يواجه خطر المجاعة.
عودة إلى المدرسة
وأعلنت الحركة خلال مسيرة نظّمتها أنه "تم استدعاء عدد من الموظفات الحكوميات للعودة إلى أعمالهن".
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، قاري سيد خوستي، إنّ كل العاملين في قسم جوازات السفر، "بمن فيهم الموظفات"، طُلب منهم العودة إلى عملهم، لافتاً إلى أنّ الوزارة تعتزم استئناف إصدار جوازات السفر بعدما توقفت هذه الخدمة إثر انهيار الحكومة السابقة.
وأكد مسؤولون في حركة طالبان ومدرّسون، اليوم، عودة الفتيات إلى بعض المدارس الثانوية في إحدى ولايات شمال أفغانستان، فيما لم يسمح لهن بعد بالعودة إلى مقاعد الدراسة في معظم أنحاء البلاد.
لكن المسؤول في وزارة التعليم محمد عابد أكد أنه "لم يطرأ أيّ تغيير على سياسة حكومة طالبان الموقتة المركزية"، قائلاً: "لا تزال المدارس الثانوية مغلقة بالنسبة إلى الفتيات".
وبينما سمحت الحركة للفتيات بارتياد المدارس الابتدائية منذ البداية، فهي لم توافق بعد على عودتهن إلى المدارس الثانوية، كما منعت عودة المدرّسات. وأوضحت أنه سيكون بإمكانهن العودة إلى المدارس الثانوية فور تمكّنها من ضمان أمنهنّ، وتطبيق الفصل المشدّد بين الجنسين.