ماكرون يعلن عن مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقول في ختام زيارته لمدينة جدة إن "السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكلٍ كاملٍ إعادة التواصل إلى العلاقة بينهما".
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مدينة جدة السعودية، اليوم السبت، أنه أجرى مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في "إطار مبادرةٍ لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت".
وقال ماكرون قُبيل مغادرته جدة في ختام جولةٍ خليجيةٍ قصيرةٍ إنّ "السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكلٍ كاملٍ من أجل إعادة تواصل العلاقة بينهما"، وذلك في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
وكتب ماكرون في تغريدة على تويتر: "مع السعودية، قطعنا التزامات تجاه لبنان: العمل معاً، ودعم الإصلاحات، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة والحفاظ على سيادته".
Avec l’Arabie saoudite, nous avons pris des engagements pour le Liban : travailler ensemble, soutenir les réformes, permettre au pays de sortir de la crise et préserver sa souveraineté.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) December 4, 2021
بيان سعودي فرنسي مشترك
بعد اللقاء، صدر بيان سعودي فرنسي مشترك، جاء فيه أنه "تم الاتفاق على العمل لضمان قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحاتٍ شاملةٍ".
وأوضح البيان أن هذه الإصلاحات "تشمل قطاعات المال والطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود"، بالإضافة إلى "ضرورة ألّا يكون لبنان منطلقاً لأيِّ أعمالٍ إرهابيةٍ تزعزع أمن واستقرار المنطقة".
وتابع البيان أنه تم الاتفاق كذلك على "إنشاء آلية سعودية - فرنسية للمساعدة الإنسانية، في إطارٍ يكفل الشفافية"، كما أشار إلى "وضع آلياتٍ مناسبةٍ بالتعاون مع دولٍ صديقةٍ لتخفيف معاناة اللبنانيين".
ميقاتي: الاتصال "خطوة مهمة"
ونقل مراسل الميادين عن مصادر حكومية لبنانية قولها إن "الاتصال بين ابن سلمان وماكرون مع ميقاتي كان إيجابياً".
وذكرت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، اليوم السبت، أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال إن الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "خطوة مهمة" نحو إعادة إحياء العلاقات مع السعودية.
وأضافت رئاسة الوزراء أنَّ ميقاتي "أكد على التزام حكومته بالإصلاح".
غرّد الرئيس ميقاتي ردا على تغريدة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: ان الاتصال الذي جرى بيني وبين فخامة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو بمثابة خطوة مهمة نحو إعادة احياء العلاقات الأخوية التاريخية مع المملكة العربية السعودية#لبنان #pcm https://t.co/x4j3XODIKX
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) December 4, 2021
وتأتي تصريحات ماكرون غداة إعلان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته، معبِّراً عن "أمله في أن يساهم ذلك في خروج لبنان من الأزمة".
وكانت الرياض أعلنت، في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استدعاء سفيرها لدى لبنان، وطلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال 48 ساعة، وذلك في أعقاب نشر مقابلة لقرداحي قبل تعيينه وزيراً، يصف فيها الحرب على اليمن بالعبثية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وصل إلى جدة صباح اليوم، في أول زيارة لمسؤول غربي رفيع منذ قتل السلطات السعودية للصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018.
ورأى ماكرون يوم أمس الجمعة أن من الضروري الحوار مع السعودية "الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم" للتمكّن من "العمل على استقرار المنطقة".
وقبل وصوله إلى السعودية، زار ماكرون كلاً من الإمارات وقطر، حيث جرى تناول عدة قضايا إقليمية، منها مفاوضات فيينا بين إيران والغرب، وإرسال بعثة دبلوماسية إلى أفغانستان.