لبنان يعلن تفكيك 17 شبكة تجسس تعمل لمصلحة "إسرائيل"

فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني يفكّك "17 شبكة تجسّس إسرائيلية"، ويشير إلى أنّها "تنشط في مختلف الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى سوريا".

  • التحقيقات تظهر أنّ بعض الذين كانوا يعتقدون أنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية
    شعبة المعلومات بدأت العملية قبل أربعة أسابيع

أعلن لبنان، اليوم الإثنين، تفكيك 17 شبكة تجسّس تعمل لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما كشف وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي، في عملية أمنية تُعَدّ الأكبر منذ 13 عاماً.

وقال الحلبي، في إثر جلسة لمجلس الوزراء، إن وزير الداخلية بسام المولوي أطلع المجتمعين "على ضبط 17 شبكة تجسّس لمصلحة العدو الإسرائيلي بعد عمليات متابعة"، موضحاً أن دورها "محلي وإقليمي".

ولفت مراسل الميادين إلى أنّ "وزير الداخلية اللبناني سيعقد في الساعات المقبلة مؤتمراً لكشف تفاصيل عن شبكات التجسس"، مشيراً إلى أنّ "هناك متابعة دقيقة لأشخاص مرتبطين بشبكات التجسس، ولم يُلقَ القبض عليهم بعد".

وقالت وزارة الداخلية اللبنانية "إننا أوقفنا حتى الآن 17 شبكة تعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي"، مشيرةً إلى أنّه "لا صحة لوجود أي خرق لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أو أي جهاز أمني".

وأكدت الوزارة أنّ "التحقيقات في هذه القضية لا تزال مستمرّة بإشراف القضاء المختص".

ونُقل عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قوله إنّ "ضبط هذه الشبكات يُثْبت مجدداً أهمية الأمن الوقائي والتنسيق القوي بين مختلف الأجهزة الأمنية المعنية بحماية لبنان، وإبعاد الساحة اللبنانية عن كل محاولة للعبث بالأمن وتخريب الاستقرار الأمني في البلاد".

وحيّا ميقاتي "شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الإنجاز الكبير الذي حققته في كشف مزيد من شبكات التجسس لمصلحة العدو الإسرائيلي، وتوقيف أفرادها والضالعين فيها".

وأشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان، بما وصفه بــ"الإنجاز النوعي".

وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية نقلت، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أنّ شعبة المعلومات بدأت العملية قبل أربعة أسابيع، وأوقفت حتى اليوم نحو 20 شخصاً، بينهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون.  

وأضافت أن التحقيقات أظهرت أن "12 من الموقوفين على الأقل كانوا على علم بأنهم يعملون لمصلحة إسرائيل"، في حين أن "الآخرين كانوا يعتقدون أنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية، أو منظمات غير حكومية".

ويُعَدّ تفكيك هذه الشبكات، وفق الصحيفة، "واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي نُفِّذت منذ عام 2009".

ولفتت الصحيفة إلى أن أحد الموقوفين اعترف بأنه بادر إلى الاتصال بالإسرائيليين، الذين نقلوه في إحدى المراحل إلى الأردن، حيث خضع لدورات متخصصة ولفحص كشف الكذب، ثم أُخضع لتدريب على استخدام طائرات من دون طيّار. وزُوِّد بإحداها، واستخدمها في بعض مهمّاته.

وأشارت إلى أنّ أحد الموقوفين يعمل في واحدة من الجمعيات التي ظهرت بعد 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأقرّ بأنه تلقّى تمويلاً لشراء آلاف الكمامات من أجل توزيعها، بعد أن يطبع عليها عبارة "كلّن يعني كلّن... نصر الله واحد منن".

وأقر ثلاثة من الموقوفين بأنهم، بناءً على أوامر من مشغّليهم، عملوا على الاستحصال على إفادات عقارية لمعرفة أسماء مالكي عقارات في مناطق متعددة، كما طُلب منهم استئجار شقق في عدد من المناطق، وترك مفاتيحها في أمكنة معيّنة، على حدّ تعبير الصحيفة.

يُذكَر أنّ السلطات اللبنانية أوقفت بين عامي 2009 و2014 أكثر من 100 شخص بتهمة التجسس لصالح "إسرائيل".

وفي الـ19 من آذار/مارس 2019، أعلن جهاز الأمن العام اللبناني توقيف لبناني يحمل الجنسية الكندية، يُشتبه في أنه يعمل "لمصلحة الاستخبارات" الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه اعترف بأنه "كُلِّف مهمّات تجنيد أشخاص لبنانيين لاختراق البيئة الحاضنة لحزب الله".

اخترنا لك