كيف أثّرت العقوبات الأميركية والأوروبية في المروحيات القديمة التي تملكها إيران؟
وزير الخارجية الروسي يؤكد أنّ العقوبات الأميركية على إيران، ولاسيما في مجال الطيران، مسؤولة عن تعريض الناس للخطر. ما أثر هذه العقوبات في المروحيات القديمة التي تملكها طهران؟
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ عقوبات الطيران التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على إيران، وفرضها حظراً على توريد قطع غيار الطائرات، تعرّض الناس للخطر.
وفيما يتعلق بهذا الشأن، تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير مطوّل، الأثر السلبي للغاية الذي تركته العقوبات الغربية على إيران، في المروحيات القديمة التي تمتلكها الأخيرة.
وجاء ما عرضته الصحيفة بعد استشهاد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ورفاقهما، في تحطّم مروحية كانت تقلّهم إلى محافظة أذربيجان الشرقية، شمالي غربي البلاد.
والمروحية التي استقلّها المسؤولون الإيرانيون أميركية الصنع، وهي من طراز "بيل 212" (Bell 212)، وعمرها نحو 30 عاماً، كما أوردت الصحيفة.
وإذ أشارت الصحيفة إلى سوء الأحوال الجوية في أثناء رحلة المروحية، فوق المنطقة ذات التضاريس الوعرة، وسط ضباب كثيف، فإنّها لفتت في الوقت نفسه إلى أنّ سبب تحطّمها "غير واضح".
في هذا الإطار، أوضحت "فايننشال تايمز" أنّ محللين ومسؤولين سابقين رجّحوا أن يكون الخلل "بسبب مشكلات فنية"، مرجعين ذلك إلى الحاجة الماسة لمعظم الأسطول الجوي الإيراني إلى قطع غيار، لم تتمكن طهران من شرائها بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية.
ولسنوات، أُحبطت جهود إيران لتجديد أسطولها أو الحصول على قطع الغيار وعقود الصيانة، بعد أن منعتها العقوبات التي فرضها الغرب على المؤسسات الإيرانية وضوابط التصدير على سلع الطيران، كما أكدت الصحيفة.
وبعد الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، رفعت الدول الغربية بعض العقوبات عن طهران، التي أبرمت بدورها صفقات مع شركتي "بوينغ" الأميركية، و"إيرباص" الأوروبية، بقيمة تزيد على 40 مليار دولار، بهدف تجديد أسطولها الجوي.
لكن هذا "الانفتاح"، على حدّ وصف الصحيفة، لم يدُم طويلاً، بحيث "أُغلق فجأةً في عام 2018"، بعد تخلي الرئيس الأميركي حينها، دونالد ترامب، عن الاتفاق النووي من جانب واحد، وفرضه مئات العقوبات على إيران.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن الخبير في العقوبات المالية والتجارية في شركة المحاماة العالمية "HFW"، دانييل مارتن، قوله إنّ قطع الغيار للأنظمة التقنية الموجودة على متن مروحية "بيل" كانت "ستخضع بالتأكيد لضوابط التصدير الأميركية والبريطانية والأوروبية".
وأشار مارتن إلى الأثر الحتمي للعقوبات على سلامة الطيران، وذلك على الرغم من أنّ "الولايات المتحدة لن تتمكن أن تقول إنّها كانت تستهدف (عبرالعقوبات) الرحلات الجوية التجارية العادية".
وبخصوص ما تمتلكه إيران من طائرات مدنية، ذكرت الصحيفة أنّها تشمل عدداً من طائرات "إيرباص A300"، الذي توقف إنتاجها منذ ما يزيد على 10 سنوات.
كما تملك القوات الجوية الإيرانية 5 طائرات من نوع "بيل 212" لسربها المخصص لكبار الشخصيات، بينها تلك التي كانت في حادث التحطّم الذي أدى إلى استشهاد رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما، وفقاً لما ذكره موقع "Scramble" الهولندي، المتخصص في شؤون الطيران.
ما هي "بيل 212" الأميركية؟
وبحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن هذه الطائرة، فإنّ "بيل 212" الأميركية هي نسخة مدنية، مستخدمة على نطاق واسع من مروحية "هيوي" (Bell UH-1 Iroquois أو Heuy) العسكرية، التي تعود إلى حقبة الحرب في فييتنام.
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن قاعدة بيانات الطيران "Skybrary"، أنّ هذا النموذج عبارة عن طائرة هليكوبتر متوسطة الحجم، ذات محركين، مع ما يصل إلى 15 مقعداً. وطارت هذه المرحية للمرة الأولى في عام 1968.
وقد يصل عمر بعض هذه المروحيات إلى عقود من الزمن، إذ تظهر البيانات الصادرة عن "سيريوم"، وهي شركة لتحليل الطيران، أنّ متوسط عمر 15 طائرةً من نوع "بيل 212" مسجّلة في إيران كان 35 عاماً، مع ما تخلل صيانتها من تعقيد، بسبب العقوبات الغربية على طهران.
وأضافت "واشنطن بوست" أنّ قاعدة بيانات تحتفظ بها مؤسسة سلامة الطيران تظهر نحو 430 حادثاً لطائرات من هذا النوع، منذ عام 1972، بينها تحطّم طائرة الشهيد رئيسي، حيث أسفرت 162 منها، أي أقل من 40% بقليل، عن وفيات.