"بريكس" في قمتها الـ15: إنهاء هيمنة الدولار.. ومؤسسات بديلة من الغرب

قادة قمّة "بريكس 2023" في جنوب أفريقيا يؤكدون رفضهم هيمنة الدولار، وسياسة القطب الواحد.

  • قادة
    قادة "بريكس" في جنوب أفريقيا: نسعى لإنهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي

ناقش قادة مجموعة "بريكس"، المجتمعون في  عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورغ، اليوم الثلاثاء، مجموعة الآليات والإجراءات التي تسعى لإنهاء الهيمنة الغربية على الساحة الدولية.

وطالب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، بإجراء إصلاح جوهري في النظام المالي العالمي.

وقال رامافوزا، خلال كلمته في قمّة "بريكس" الـ 15، إنّ دول "بريكس" تُمثّل ربع الاقتصادي العالمي، وخُمس التبادلات التجارية، و40% من سكان العالم.

وأعلن أنّ بنك التنمية، التابع لمجموعة "بريكس"، مُستعدّ لمساعدة مختلف الدول، داعياً رجال الأعمال إلى مدّ يد العون من أجل وضع أجندة للتنمية، تُخرج الجميع من قبضة الفقر.

ورحّب رامافوزا بالمستثمرين الأجانب في البلدان الأفريقية، مشترطاً أن يقوموا بأعمالهم في أفريقيا، مشيراً إلى أنّ لدى جنوب أفريقيا ثروات معدنية ضخمة، وهي محل جذب للمستثمرين والصناعيين.

وأوضح أنّ المجتمعين في قمّة "بريكس" سيبحثون في مسألة توسيع عضوية المجموعة.

دا سيلفا: نخطط استخدام العملات الوطنية في المبادلات بين دول "بريكس"

من جانبه، قال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إنّ دول المنظمة تسعى لتحسين البنية التحتية، وتوليد الطاقة النظيفة، وزيادة الاستثمارات في المطارات وسكك الحديد.

وأضاف لولا دا سيلفا إنّ "بنك التنمية الخاص بالمجموعة سيسمح بمعالجة المشاكل"، مؤكداً أنّ "بريكس" تخطط استخدام العملات الوطنية في المبادلات التجارية فيما بين دولها.

وبشأن التبادل التجاري بين البرازيل وأفريقيا، قال لولا دا سيلفا إنّه  لا يتجاوز 3.5 %، وهو رقم مُنخفض جداً، لذلك "نسعى لتعزيزه وزيادة الاستثمار في القارة السمراء".

وأشار الرئيس البرازيلي إلى أنّ "60% من أراضي أفريقيا قابلة للزراعة، وقادرة على تأمين الأمن الغذائي العالمي".

بوتين: التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة عنه

من ناحيته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنّ الاستثمار الإجمالي لمجموعة "بريكس" ارتفع خلال العقد الفائت إلى الضعف، وبلغ 20% من الاستثمارات العالمية.

وأشار بوتين، خلال كلمته في قمّة "بريكس" الـ 15 في جنوب أفريقيا، والتي ألقاها عبر تقنية الفيديو، إلى أنّ "التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة عنها".

وبيّن أنّ روسيا تفوّقت على ألمانيا من حيث تعادل القوّة الشرائية والحجم الاقتصادي، وهذا يُعَدّ مؤشراً مهماً، مضيفاً أنّ الوضع الحالي للميزانية في روسيا مُستقر وخالٍ من المخاطر.

وأوضح بوتين أنّ بنك التنمية التابع لـ "بريكس" بات يُشكّل بديلاً من المؤسسات الغربية.

ودعا بوتين دول "بريكس" إلى مزيدٍ من التعاون لإيصال مصادر الطاقة إلى كل أنحاء العالم.

وشدّد الرئيس الروسي على أنّ الصادرات الروسية من الحبوب إلى أفريقيا استمرّت على الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو، مؤكداً أنّ بلاده ستبقى مورداً موثوقاً به للغذاء لأفريقيا.

وصرّح بأنّ موسكو مُستعدّة للعودة إلى اتفاق الحبوب، عندما تُستوفى التعهدات المتفق عليها تجاه روسيا.

وبيّن بوتين أنّه بالنسبة لروسيا، زاد حجم التجارة مع الشركاء في "بريكس"، بنسبة 40.5% وبلغ رقماً قياسياً يزيد عن 230 مليار دولار؛ وفي النصف الأول من هذا العام، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2022، زاد بنسبة 35.6%، ليصل إلى 134.7 مليار دولار.

مودي: "بريكس" تؤدي دوراً في إحداث توازن عالمي

بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إن مجموعة "بريكس" تؤدي دوراً مهماً في إحداث توازن في ظل التقلبات العالمية.

وأشار إلى أنّ النمو الاقتصادي في الهند بلغ 5 تريليونات دولار.

وكشف مودي أنّ "الهند لديها ثلث الشركات التكنولوجية في العالم، ولا سيما في تكنولوجيا أشباه الموصلات".

شي: "بريكس" تسعى لتعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء

وقال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في كلمةٍ ألقاها، نيابةً عنه، وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، إنّ مجلس الأعمال في مجموعة "بريكس" يؤدي دوراً محورياً في تعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء.

وشجّع الوزير الصيني، باسم الرئيس شي، نموذج "بريكس بلاس"، الذي يهدف إلى جعل النظام العالمي أكثر عدلاً وإنصافاً، لافتاً إلى أنّ أكثر من 20 دولة طرقت باب مجموعة "بريكس" من أجل الانضمام إليها.

ورفض محاولة تأسيس تحالفات عسكرية، مبيناً أنّها ستسعى لزعزعة السلام والاستقرار العالميين.

وأعلن الوزير الصيني، باسم الرئيس شي، أنّ بكين لا تسعى لخوض أيّ "صراعٍ مع قوى كبرى".

وأضاف: "لا نُريد حرباً باردة جديدة، ولا كتلاً تتنازع فيما بينها، وإنما نريد الاستقرار والازدهار وهذا منطقُ التنمية الإنسانية"، داعياً دول العالم إلى التعاون، والتفاعل معاً بناءً على قيم الحق، وليس بناءً على الاستبداد.

وتستضيف جنوب أفريقيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة "بريكس"، القمّة الـ15 للمنظمة، والتي تُقام في الفترة الممتدة بين 22 و24 آب/ أغسطس الجاري.

ويُشارك في القمة قادة كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، في حين اكتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكلمة عبر الفيديو، ومثّله في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف، بينما مثّل الرئيسَ الصيني، شي جين بينغ، وزيرُ التجارة، وانغ وينتاو.

وتسعى مجموعة "بريكس"، المكوّنة من البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، لمنافسة مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة). وتُعدّ هذه ثاني أخطر محاولة للمنافسة منذ تشكيل "بريكس" في عام 2009، وفق وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

ومجموعة "بريكس" هي تكتل دولي، تأسس عام 2006 تحت اسم "بريك"، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتحوّل اسمها إلى "بريكس" عام 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها. وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، على نحو يقلل الاعتماد على الدولار.

اقرأ أيضاً: "بريكس" في قمتها الـ15.. كيف نشأت وما التحديات والفرص؟

اخترنا لك