قادة المقاومة الفلسطينية في إيران.. أي رسائل تحملها الزيارة؟

بعيد الزيارة التي قام بها قادة فصائل المقاومة الفلسطينية لإيران، الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، يقول للميادين إنّها تأتي تقديراً لموقف إيران الداعم لفلسطين، وتأكيداً لالتزام طهران وحضورها المساند للمقاومة.

  • إيران لن تسمح بهزيمة المقاومة الفلسطينية.. والدعم مفتوح لها
    رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، في أثناء استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والوفد المرافق له، طهران، اليوم ("إيرنا")

حملت زيارة قادة المقاومة الفلسطينية إلإيران، ممثَّلين برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، رسائل متعدّدة إلى الفلسطينيين أوّلاً، وإلى الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الغربيين ثانياً.

وفي هذا الإطار، أكّد الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، أنّ هذه الزيارة تأتي من باب "تقدير الجهود"، التي تقدّمها إيران إلى المقاومة والشعب الفلسطينيَّين، في ظلّ الدعم العسكري اللامحدود للاحتلال، أميركياً وغربياً.

وبشأن توقيت الزيارة، قال الدالي إنّها تأتي في ذروة عمليات الإبادة والقتل والتجويع التي ينفذها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، الذي يتطلّع إلى مزيد من "الإسناد، سياسياً ودبلوماسياً، وإلى الضغط بصورة مؤلمة على الاحتلال، من أجل وقف عدوانه المستمر على قطاع غزة".

وشدّد على أنّ لقاء قيادات المقاومة الفلسطينية وقائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، ورئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، هو رسالة إلى الاحتلال، مفادها أنّ "الدعم مفتوح" للمقاومة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: حماس والجهاد من طهران: جبهات الإسناد تؤكد وحدة المقاومة

بدوره، أشار مراسل الميادين في إيران، سياوش فلاح بور، إلى أنّ لقاء قادة المقاومة الفلسطينية وباقري "كان لافتاً جداً"، نظراً إلى موقعه بصفته رئيس القوات المسلحة الإيرانية، وهي المؤسسة العسكرية التي تدير كل المؤسسات والأنشطة العسكرية الإيرانية.

وأفاد بأنّ رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لا يجتمع عادةً بالمسؤولين السياسيين، ويلتقي فقط نظراءه العسكريين من مختلف الدول، مشيراً إلى أنّ باقري هو أهم شخصية عسكرية في إيران.

وأضاف فلاح بور أنّ حدوث هذا اللقاء وخروجه إلى الإعلام لهما أهمية كبيرة، لأنّ لهذه المؤسسة العسكرية حضوراً كبيراً جداً في مجلس الأمن القومي المعني باتخاذ قرارات وسياسات استراتيجية في السياسة الخارجية.

إلى جانب ذلك، قال مراسل الميادين إنّ هذه الزيارة تحمل عدّة رسائل، مفادها أنّ إيران حاضرة إلى جانب القضية الفلسطينية في كل المستويات، وخصوصاً في هذه المعركة التي تعدّها إيران جزءاً من المعركة الأساسية القائمة منذ زمن بين محور المقاومة ومحور الولايات المتحدة وحلفائها.

وأكّد فلاح بور أنّ إيران أبلغت قادة المقاومة الفلسطينية أنّها "لن تسمح بهزيمة المقاومة في هذه المعركة"، وستستخدم كل إمكاناتها المالية والعسكرية والاستخبارية والأمنية والتقنية لتكون في خدمة المقاومة الفلسطينية.

ووصل هنية، الثلاثاء الماضي، إلى العاصمة الإيرانية طهران، على رأس وفدٍ رفيع المستوى من قيادة الحركة، والتقى قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، ووزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وبحث معهما في مجمل التطورات المتعلّقة بالحرب الدائرة، على المستويين السياسي والميداني، وتداعياتها، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر بشأن وقف إطلاق النار في غزّة.

وأكّد السيد خامنئي خلال لقاءه النخالة، والوفد المرافق له، أنّ العالم "سيشهد النصر النهائي لأهالي غزة"، لافتاً إلى أنّ الاحتلال "يملك كل الدعم العسكري، لكنّه يلجأ إلى قتل الأطفال والنساء لأنّه غير قادر على مواجهة المقاومة".

اقرأ أيضاً: باقري لهنية: "طوفان الأقصى" دمّرت أسطورة "إسرائيل" وحوّلت فلسطين إلى قضية أولى

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك