"فورين بوليسي": القرم أصبحت "وحش فرانكشتاين"

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تشير، في تقرير نشرته اليوم، إلى أنّ الحكومة الأوكرانية أصبحت الآن محاصَرة بسياستها، ولايمكن الدفاع عنها.

  • شبه جزيرة القرم
    شبه جزيرة القرم

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، في تقرير للكاتب أناتول ليفين، أنّ الحكومة الأوكرانية أصبحت الآن محاصَرة بسياستها، ولا يمكن الدفاع عنها.

وتطرق الكاتب، في تقريره، إلى أنّ الخلافات تظهر واضحة داخل الحكومة الأوكرانية بشأن ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا أن تجعل استعادة شبه جزيرة القرم هدفاً غير قابل للتفاوض في مجهودها الحربي، أو يجب أن تكون مستعدة لمبادلة استعادة روسيا للقرم في مقابل تنازلات روسية في أماكن أخرى. 

وأكّد أن هذه القضية لديها أيضاً القدرة على خلق انقسام عميق بين كييف والحكومات الغربية، التي تخشى أن تكون شبه جزيرة القرم والسيطرة على القاعدة العسكرية الحيوية استراتيجياً في سيفاستوبول النقطةَ التي ستكون موسكو على استعداد للتصعيد بشأنها نحو الحرب النووية. 

ويشير بحث (الكاتب أناتول ليفين) الخاص بأوكرانيا، الشهر الماضي، إلى أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، سيواجه صعوبة داخلية كبيرة في أوكرانيا في دعم وقف إطلاق النار، من دون إعادة القرم. 

شبه جزيرة القرم.. انقسام حكومي بين الهجوم والدبلوماسية

وفي خروج عن خط الحكومة السابق، قال أندريه سيبيها، وهو نائب رئيس هيئة الأركان الرئاسية ودبلوماسي أوكراني مخضرم، لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الأسبوع الماضي: "إذا نجحنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية في ساحة المعركة، وعندما نكون عند الحدود الإدارية لشبه جزيرة القرم، فنحن مستعدون لفتح صفحة دبلوماسية لمناقشة هذه المسألة... [على الرغم من] أن هذا لا يعني أننا نستبعد طريقة استعادة القرم من جانب جيشنا".

وفي مقابلة حديثة أعاد بثها راديو "ليبرتي"، اتخذ مستشار آخر لزيلينسكي، هو الصحافي السابق، ميخايلو بودولياك، موقفاً مغايراً تماماً عن سيبيها، مستبعداً أي حل وسط مع روسيا.

ومن المرجح أن تواجه أوكرانيا دعوات متزايدة من الحكومات الغربية إلى شكل من أشكال التسوية الإقليمية الموقتة مع روسيا، إلى جانب التهديد بخفض المساعدات الغربية. وبيان سيبيها يشير إلى أن بعض المسؤولين الأوكرانيين على الأقل يفهم ذلك جيداً.

لكن، كما هي الحال في عدد من الحروب، ساعدت الدعاية الحكومية، التي تهدف إلى تحفيز السكان على القتال، في خلق ما سمّاه أحد المحللين الأوكرانيين "وحش فرانكشتاين"(رواية خيالية) لنفسها، عندما يتعلق الأمر بالتسوية مع روسيا، وهو مزاج عام ساعدت على خلقه، لكنها الآن لا تستطيع السيطرة عليه. 

وصرح أوليكسي دانيلوف، وزير مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، بأنّه "إذا اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات سلام بين كييف وموسكو، فسوف ينتحر سياسياً". حد قوله.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك