على خلفية تكريم نازيّ.. رئيس مجلس العموم الكندي يعلن استقالته

رئيس مجلس العموم الكندي، أنتوني روتا، يعلن استقالته من منصبه، وذلك على خلفية تكريم النازي الأوكراني القديم، ياروسلاف هونكا، في البرلمان الكندي قبل أيام.

  • على خلفية تكريم نازي أوكراني.. رئيس مجلس العموم الكندي يعلن استقالته
    رئيس مجلس العموم الكندي، أنتوني روتا

أعلن رئيس مجلس العموم الكندي، أنتوني روتا، استقالته من منصبه، على خلفية تكريم النازي الأوكراني القديم، ياروسلاف هونكا، في البرلمان الكندي.

وقال روتا في كلمة أمام مجلس العموم الكندي: "بقلب مثقل أعلن للأعضاء استقالتي من رئاسة مجلس العموم. لقد كان شرفاً لي كبرلماني أن تنتخبوني للخدمة كرئيس لمجلس العموم خلال الدورتين البرلمانيتين 43 و44".

وكان روتا قد قدّم اعتذاراً أمس بعد توجيهه دعوة لأحد المحاربين القدامى الأوكرانيين الذين قاتلوا مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية وتكريمه، مؤكداً أنه "المسؤول الوحيد عن هذه المبادرة"، مشدداً على أنّه يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك.

ونفى مكتب رئيس الوزراء جاستن ترودو أن يكون ضالعاً في هذا الأمر، وأكد استقلاليته عن رئيس المجلس، وقال في بيان نُشر على منصة "إكس" إنه لم يتم إخطاره هو أو الوفد الأوكراني مسبقاً بالدعوة.

بدوره، طالب زعيم المعارضة الكندية، بيير بويليفر، ترودو، باعتذار شخصي على دعوة هونكا إلى مجلس العموم الكندي وتكريمه.

وقال بويليفر في تغريدة على موقع "إكس" إنه "يجب على السيد ترودو أن يعتذر شخصياً وألا يلقي اللوم على الآخرين كما يفعل عادة"،مؤكداً أنّ مكتب رئيس الحكومة الكندية كان مسؤولاً عن اختيار ضيوف الحفل الذي نُظم بمناسبة زيارة زيلينسكي إلى كندا، ولم يتمكن أي من نواب البرلمان معرفة "الماضي المظلم" لياروسلاف هونكا.

من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية البولندي، أركاديوس مولارتشيك، اليوم، أنّ "هذه هفوة قاتلة من جانب رئيس مجلس العموم، وافتقار إلى البصيرة، وجهل بالتاريخ"، مؤكداً أنّ "مع مثل هذه الهفوات الكبيرة يجب أن تكون هناك استقالة من منصب رئيس المجلس".

ويأتي ذلك بعدما حظي الجندي الأوكراني النازي السابق، البالغ من العمر 98 عاماً، بحفاوة بالغة من قبل البرلمان الكندي، وذلك خلال خطاب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتمّت دعوة هونكا من قبل أنتوني روتا، الذي قدّمه على أنه بطل حرب قاتل في "الفرقة الأوكرانية الأولى".

وأُشيد بالجندي السابق، وحظي بتصفيقٍ حار من الحاضرين، "لدوره في محاربة الروس" خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أنّ اللافت في الأمر أنّ هونكا كان عضواً في الفرقة النازية 14 من "فافن إس إس"، التي لها ارتباطات تاريخية بألمانيا النازية.

وأثار هذا الأمر غضباً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد صحافيون وناشطون كنديون ومن جنسيات أخرى أنّ هذه الفرقة "تم تبييض تاريخها من قبل مجموعات المحاربين القدامى في الغرب"، فيما تعجب آخرون من تكريم "مهاجر قاتل في تشكيل عسكري للرايخ الثالث متهم بارتكاب جرائم حرب".

الجدير بالذكر أنّ فرقة "فافن إس إس" هي تشكيل عسكري نازي ألماني، أُنشئ في الحرب العالمية الثانية، وتألف من متطوعين عسكريين غالبيتهم ذوو خلفية عرقية أوكرانية من منطقة "غاليسيا".

اخترنا لك