عدد ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا يتجاوز 22 ألفاً.. وناجون بعد أيام من الكارثة

حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا ترتفع، وعمليات الإغاثة والبحث عن ناجين مستمرة في كلا البلدين.

  • عائلات الضحايا يقفون بينما يبحث مسؤولو الإنقاذ بين أنقاض المباني المنهارة في قهرمان ماراش
    عائلات الضحايا يقفون فيما يبحث مسؤولو الإنقاذ بين أنقاض المباني المنهارة في كهرمان ماراش (Getty Images)

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا إلى أكثر من 22 ألفاً. 

وأفادت إدارة الكوارث التركية  "آفاد" بارتفاع عدد الوفيات من جراء الزلزال إلى 18991، والإصابات إلى 74242 شخصاً، فيما أحصي رسمياً انتشال 3317 ضحية و5245 إصابة في عموم سوريا إلى الآن. 

الإغاثة مستمرة في سوريا

وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ في مدينة جبلة في محافظة اللاذقية السورية، في وقتٍ تستمر أيضاً عمليات رفع أنقاض مبانٍ دمرها الزلزال.

وتمكنت فرق الإغاثة والدفاع المدني من انتشال 8 جثامين من الضحايا في كل من حي جركس والعسالي، فيما تستمر أعمال الإغاثة والبحث داخل مبنى الريحاوي في حي جركس لكشف مصير 16 شخصاً ما زالوا تحت الأنقاض.

وأفاد مراسل الميادين من أمام مشفى جبلة في اللاذقية بوفاة عدد من المصابين في الزلزال بسبب النقص الكبير في المعدات الطبية، مشيراً إلى أنّ "نقص المعدات الطبية ناجم عن الحصار المستمر على سوريا منذ 10 سنوات". 

أمّا في حلب، فقال المشرف على عملية رفع الأنقاض إنّ "الأبنية المتصدعة سيتم هدمها وتأمين المأوى المناسب لأهلها". 

وصرّح موفد الميادين إلى حلب بأنّ إدارة معبر باب الهوى الذي يسيطر عليه المسلحون أعلنت وصول 630 جثة لسوريين توفوا في زلزال تركيا. 

بالتوازي مع ذلك، بدأت المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة تصل تباعاً إلى مراكز الإيواء في حلب. وقد وصلت طائرة تونسية إلى مطار حلب الدولي تحمل مساعدات إغاثية لمتضرري الزلزال. 

وأفاد مراسل الميادين في حلب بوصول 400 شاحنة من المحروقات آتية من العراق أيضاً ودخولها حلب يوم أمس رغم تحذيرات من استهدافها. 

وأشار مراسلنا كذلك إلى وصول طائرة إماراتية إلى مطار دمشق الدولي تحمل 87 طناً من المساعدات الإغاثية لمتضرري الزلزال. 

وفي السياق نفسه، أفادت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولجاريك، بأنّها وصلت إلى حلب، وقالت إنّ المجتمعات التي تكافح بعد سنواتٍ من المعارك العنيفة أصابها الشلل اليوم بسبب الزلزال.

وأعلن كل من رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية ومسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة تَوجههم إلى سوريا.  

من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، دعم الخدمات الصحية الأساسية في المناطق التي ضربها الزلزال في سوريا.

  • رجال الإنقاذ يستخدمون الآلات الثقيلة لفرز أنقاض مبنى منهار في مدينة حلب
    رجال الإنقاذ يستخدمون الآلات الثقيلة لفرز أنقاض مبنى منهار في مدينة حلب (Getty Images)

اقرأ أيضاً: سوريا: وزير الصحة يدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى مد يد العون

استثناء لقانون "قيصر"

وبشأن أوضاع القطاع الطبي في سوريا، قال وزير الصحة السوري علي الغباش إنّ معاناة القطاع الطبيِ السوريِ تتفاقم بفعل العقوبات الغربية على البلاد، ما يمنعه من الحصول على المعدات والأجهزة اللازمة لعلاج المواطنين المتضررين من جراء الزلزال. 

يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الخزانة الأميركية "السماح لجهود ومواد الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى سوريا كاستثناء محدود لقانون قيصر".

وذكرت الوزارة في بيان، اليوم الجمعة، إنّ القرار بشأن مواد الإغاثة لسوريا يسري لمدة 180 يوماً تنتهي في 8 آب/أغسطس المقبل.

وأوضحت الوزارة أنّ "القرار يسمح بمعالجة أو تحويل الأموال نيابة عن أشخاص من دول أخرى إلى سوريا أو منها لدعم المعاملات المصرح بها". 

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنّ محنة سوريا في أعقاب الزلزال المدمّر تفوق التوقعات، وأنّ على دول العالم تقديم يد العون لها.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، إلى رفع العقوبات عن سوريا، ولا سيما بعد الزلزال المدمر الذي ضربها.

وفي وقت سابق، أكّد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في حوارٍ خاص مع الميادين، أنّ "العقوبات على سوريا زادت صعوبة الكارثة".

ارتفاع أعداد ضحايا الزلزال في تركيا

  • الناس ينتظرون أخبار أحبائهم تحت مبنى منهار في هاتاي التركية
    الناس ينتظرون أخبار أحبائهم تحت مبنى منهار في هاتاي التركية (Getty Images)

وفي تركيا، انتشل عمال الإنقاذ طفلاً يبلغ عامين من تحت أنقاض مبنى منهار في مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، بعد 79 ساعة من زلزالٍ مُدمرٍ ضرب المنطقة.

وأظهرت لقطات من مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية عمال إنقاذٍ ينظرون من فجوة ضيقة وسط حطام أحد المباني في أنطاكيا، ويسحبون الطفل وهو يبكي، ويسلمونه بعد ذلك لعمال الرعاية الصحية. 

وفي هاتاي، انتشل رجال الإنقاذ امرأةً تبلغ 48 عاماً على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار بعد 90 ساعة من وقوع الزلزال المدمر. كذلك، أنقذوا طفلة في الرابعة من عمرها تحت الأنقاض بعد 4 أيام من الزلزال. 

وأثار إنقاذ المرأة الروح المعنوية بين أطقم البحث، ولا سيما أنّ الآمال بالعثور على مزيدٍ من الأشخاص على قيد الحياة تحت أنقاض البلدات والمدن المدمرة تتضاءل.

كذلك، أنقذت فرق الإغاثة والنجدة فتاة سورية من تحت الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش، مركز كارثة الزلازل جنوبي تركيا، بعد مضي 96 ساعة.

وأفاد مراسل الأناضول أنّ الفرق نجحت في إخراج شابة سورية (26 عاماً) من أنقاض مبنى في شارع علي سزائي أفندي. 

وأوضح أنّ عملية الإنقاذ استمرت 14 ساعة في المبنى، مشيراً إلى أنّ الشابة السورية نقلت بعد إخراجها مصابة إلى المستشفى للعلاج. 

في غضون ذلك، أفاد نائب الرئيس التركيِ بأنّ عدد إصابات الزلزال ارتفع إلى 72 ألفاً و879 شخصاً.

وأوضح أنّ أعمال البحث والإنقاذ اكتملت في ولايتي كليس وشانلي أورفا، في حين اكتملت إلى حد كبير في ولايات ديار بكر وأضنة وعثمانية.

وأشار أوقطاي إلى وجود 29 ألفاً و622 عنصر بحث وإنقاذ، بينهم 6 آلاف و479 قدموا من 75 دولة، يواصلون العمل في الوقت الحالي.

وصدّق البرلمان التركي، أمس الخميس، على إعلان حالة الطوارئ في 10 مناطق متضررة من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي البلاد.

وذكرت قناة "تي آر تي" التركية أن "البرلمان التركي وافق على قرار إعلان حالة الطوارئ في 10 مقاطعات لمدة 3 أشهر".

يأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لمدة 3 أشهر، كاشفاً عن تلقي عروض مساعدة من أكثر من 70 دولة و14 منظمة، واتصال 18 زعيم دولة للتعزية والمساندة.

اقرأ أيضاً: إردوغان: هناك محاولات لاستغلال كارثة الزلزال سياسياً

زلزال مدمر ضرب أجزاءً واسعة من سوريا وتركيا، ودمر الآلاف من المباني وحصد الآلاف من الأرواح في البلدين، في هذه الصفحة تجد كل الأخبار والمستجدات والتقارير المرتبطة بالزلزال.

اخترنا لك