طوفان الأقصى: المقاومة تستهدف المستوطنات والتحشيدات العسكرية.. والخلافات الإسرائيلية تستعر

انتقادات لأداء الحكومة والسلطات الإسرائيلية تعمّ كيان الاحتلال وسط حالة من الفشل المستمرّ منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في استعادة السيطرة على زمام الأمور وإدارة الوضع المتأزم داخل "إسرائيل" على مختلف المستويات.

  • انتقادات لأداء السلطة الإسرائيلية: زمرة بيروقراطيين متخلفين عديمي التجربة
    سيارة نقل إسرائيلية عقب استهدافها من قبل المقاومين الفلسطينيين في عملية طوفان الأقصى

تستمرّ المقاومة الفلسطينية، منذ أكثر من أسبوعين، في قصف مستوطنات الاحتلال ومواقعه، في وقت يتواصل القصف الإجرامي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، الذي تشنه قوات الاحتلال.

وأعلنت سرايا القدس قصفها التحشيدات العسكرية في موقع صوفا في غلاف غزة برشقة صاروخية. وقصفت المقاومة الفلسطينية مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية، رداً على مجازره المتواصلة في قطاع غزة.

يأتي ذلك فيما تؤجّل حكومة الاحتلال الإسرائيلية إعلان هجوم بري على غزة لا تزال تهدد به منذ الأيام الأولى للتصعيد ضد القطاع.

وتعزو ذلك إلى أسباب مختلفة كان آخرها أحوال الطقس،  بينما تؤكد وسائل إعلام أجنبية وإسرائيلية أنّ الأزمة السياسية والانقسام في كيان الاحتلال يتفاقم حالياً على خلفية قرار شنّ عملية برية في غزة، وسط تخوّف كبير لدى قادة العدو وأبرزهم نتنياهو من كارثة جديدة قد تلحق بجيش الاحتلال.

فشل في الإدارات العامة والمؤسسات الحكومية الإسرائيلية 

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في سلطات الاحتلال تأكيدهم أنّ عدداً من وزراء الاحتلال مختف، وسط تقاعس في أداء بعض الوزارات وظائفها. 

وذكر موقع القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن رئيس مركز سلطة الجبهة الداخلية لدى الاحتلال حايم بيبس، أنّ "جزءاً من الوزراء مختفٍ بالفعل، وغالبية الوزارات لا تؤدي وظائفها"،  مضيفاً أنّ "أحداً ما ضائع كلياً".

وأردف بيبس: "نحن نتعامل مع زمرة بيروقراطيين متخلفين عديمي التجربة، فأغلب وزارات الحكومة لا تؤدي وظائفها، وبعضها أيضاً عديمة التجربة".

واتّهم المسؤول الإسرائيلي بقية المسؤولين بالتخلي عن واجباتهم، قائلاً: "أشعر أني لوحدي.. في نهاية المطاف نحن نعالج شؤون الإسرائيليين منذ أسبوعين، وكلّ يوم نتقل فيه المستوطنين من مستوطناتهم يكلّفنا 24 مليون شيكل، أي أكثر من نصف مليار عن شهر تشرين الأول/أكتوبر فقط".

وأضاف مؤكداً أنّ "لا أحد يُعدّ خطة، فنحن نعمل ارتجالاً، ولا أحد يتكلم معنا ولا أحد يأتي للمساعدة.. فالوزراء اختبأوا.. لا يوجد وزراء، وهناك فقط وزارة الأمن التي نحن على اتصال معها، ووزارة الخدمات الاجتماعية، التي تتابع شؤون عائلات القتلى، ووزارة السياحة، فقط".

واشتكى المسؤول الإسرائيلي من أنّ "كلّ البقية اختفت، ويشرحون لك أنهم يقومون بتعديلات"، متسائلاً: "ما هي هذه التعديلات؟ نحن في حرب، إنهم يقصفوننا!".

كما نقل مراسل القناة 13 الإسرائيلية  ألموغ بوكر، عن أحد رؤساء مجالس الجبهة الداخلية لدى الاحتلال في غلاف غزة، أنه "طلب من أركادي غايدماك (رجل أعمال إسرائيلي - فرنسي) المساعدة في إخلاء الإسرائيليين في مستوطنات فوق مدى 7 كلم، وفي اليوم التالي قام الأخير بتحويل مبلغ 2 مليون شيكل إلى حساب المجلس، فيما المبلغ المطلوب لذلك هو أضعاف هذا الرقم، والحكومة لم تتمكن من توفيره".

نتنياهو يحاول التهرب من المسؤولية عن الفشل

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "الحركة الديمقراطية في إسرائيل" أن ديوان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أحرق وثائق عقب هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، لتقليص مسؤوليته عن الإخفاق.

وأعلنت الحركة أنها طلبت من المستشارة القضائية، التحقيق في شبهات حرق وثائق من قبل ديوان رئاسة الحكومة في أعقاب معركة طوفان الأقصى،  كوسيلة لتقليل مسؤوليته عن الإهمال.

من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ نتنياهو يدير حملة ويجمع مواداً ضد "الجيش"، ليوضح أنّه ليس مسؤولاً عما جرى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

لكن استطلاعاً للرأي، أظهر أنّ 80% من المستوطنين الإسرائيليين، وهي أغلبية ساحقة، تعتقد أنّ على نتنياهو، تحمّل مسؤولية الأحداث عقب معركة "طوفان الأقصى"، وذلك مقابل 8% يعتقدون أنه لا  يتحمل المسؤولية، و12% لا يعرفون.

وكان استطلاعٌ للرأي آخر، قد أظهر أنّ نحو 92% من الإسرائيليين قلقون للغاية، بعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، وأنّ 84% من الإسرائيليين يحمّلون حكومة نتنياهو مسؤولية الفشل.

وتواجه حكومة الاحتلال، وتحديداً رئيسها نتنياهو، اتهامات هائلة من قبل خصومه السياسين من جهة، والمستوطنين من جهة أخرى، بسبب فشلها في صدً عملية "طوفان الأقصى"، وعدم قدرة "الجيش" على حماية الإسرائيليين.

وتحدّث الإعلام الإسرائيلي في الأيام الماضية، عن "الصدمة" التي تعيشها المؤسسة الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال، في إثر الفشل الاستخباراتي الذريع الذي ظهر السبت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي هذا الصدد، قال رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود باراك، لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية، إنّ نتنياهو يتحمّل مسؤولية "أكبر فشل في تاريخ إسرائيل"، وينصحه بعدم التسرّع في عملية برية.

بدوره، أكّد القائد السابق للفيلق الشمالي اللواء في احتياط الاحتلال، نوعام تيبون، أنّ "نتنياهو وحكومته كاملةً يتحملون مسؤولية الإخفاق".

وشدّد، في تصريحات  لـ "القناة 12" الإسرائيلية، على أنّ عملية "طوفان الأقصى"،  هو فشل جنونيّ، وهو الإخفاق الأكبر في تاريخ إسرائيل".

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: حزب الله بطل العالم في تضليل "إسرائيل" استراتيجياً

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك