طهران: "قمة أستانة" ستناقش خفض التوتر وإدارة الأزمة بين أنقرة ودمشق

وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، يؤكد أنّ "قمة أستانة"، المرتقبة يوم غد الثلاثاء في طهران، ستتطرّق، بشكل أساسي، إلى مسألتي "خفض التوتر في مناطق النزاع في سوريا"، و"إدارة الأزمة الأمنية بين أنقرة ودمشق".

  • وزير الخارحية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يتحدث خلال مؤتمر صحفي في طهران (أ  ف ب).
    وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحافي في طهران (أ ف ب).

أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنّ "قمة أستانة"، المرتقبة يوم غد الثلاثاء في إيران، ستتطرّق، بشكل أساسي، إلى مسألتي "خفض التوتر" في مناطق النزاع في سوريا، و"إدارة الأزمة الأمنية بين أنقرة ودمشق".

وقال أمير عبد اللهيان، في تصريح له، اليوم الإثنين، قبيل انعقاد مؤتمر القمة للدول الراعية لمباحثات أستانا غداً في طهران، إنّ "خفض التوتر في مناطق النزاع بسوريا، وإدارة الأزمة الأمنية الجديدة بين أنقرة ودمشق ستكون بين أهم محاور قمة أستانة غداً".

وأكّد وزير الخارجية الإيراني أنّ "عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم ومدنهم تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في سوريا"، موضحاً أنّ "هذا ما سنناقشه يوم غد في الاجتماع الثلاثي، الذي سيعقد في طهران بين الرؤساء الثلاثة، التركي والروسي والإيراني".

وتطرّق إلى "الظروف الحساسة" المرتبطة باحتمالات التصعيد العسكري شمالي سوريا من قبل تركيا، مشيراً إلى أنّ إيران "بذلت جهوداً عبر الطرق السياسية لإزالة القلق التركي"، بعد أن "كانت أنقرة تتحدث عن إمكانية قيامها بعمليات عسكرية بعمق 30 كلم في الأراضي السورية".

وقال أمير عبد اللهيان: "بدلاً من الذهاب إلى الحرب، ومشاهدة موجة جديدة من النزوح في سوريا.. يجب حلّ هذه المشكلة وفصلها عبر السبل السياسية".

وتابع وزير الخارجية الإيراني: "سنسعى من خلال اجتماع يوم غد إلى تثبيت الهدف الذي تطمح له اجتماعات أستانة، وهو خفض التوتر في مناطق النزاع داخل الأراضي السورية"، كاشفاً أنه "خلال الزيارة التي قمت بها مؤخراً الى أنقرة ودمشق، كنت أحمل رسالة من الرئيس الإيراني من أجل إدارة الأزمة الأمنية القائمة بين تركيا وسوريا".

وتستضيف طهران، غداً الثلاثاء، قمة ثلاثية بين إيران وتركيا وروسيا، من المتوقع أن تركّز على بحث الملف السوري، وتتطرّق إلى ملفات أخرى على رأسها الحرب في أوكرانيا، وإحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب.

وتأتي قمة الرؤساء الثلاثة، بوتين وإردوغان ورئيسي، وسط استمرار الحديث بشأن "قرب شنّ تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا"، وهو أوّل لقاء ثلاثي يجمعهم منذ عام 2019، ضمن إطار "عملية أستانا".

 كما من المتوقع أن تفرض ملفات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وتداعياتها نفسها على جدول القمة، إضافة إلى تطورات مفاوضات الملف النووي الإيراني.

أوشاكوف: بيان مشترك سيصدر عن اجتماع أستانة

وأعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أنّ قادة دول أستانة سيوقعون بياناً مشتركاً، عقب اجتماعهم المرتقب غداً.

وفي إفادة صحافية اليوم الإثنين، قال أوشاكوف إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيريه الإيراني، إبراهيم رئيسي، والتركي، رجب طيب إردوغان، "سيوقعون بياناً مشتركاً خلال اجتماع في طهران، وقد تمّ بالفعل إعداد مسودته".

وتابع: "عقب نتائج اجتماع قمة دول مسار أستانة في طهران، من المفترض تبنّي بيان مشترك، وقد تمّ إعداد المسودة، والاتفاق عليها بالفعل، وسيعلن عن اعتمادها فور اجتماع الرؤساء الثلاثة".

وأكد أوشاكوف أنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها، خلال العام الماضي، لم يفوا بالتزاماتهم تجاه إعمار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية الأساسية في سوريا وتخفيف العقوبات، على الرغم من التوصل إلى تفاهمات حول هذا الشأن منذ عام".

وأشار أوشاكوف إلى أنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون تسييس موضوع تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا"، مؤكداً أنه "لم يفوا بالتزاماتهم لدعم الإعمار السريع للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية الأساسية في سوريا".

أوشاكوف: نعارض أي عمل ينتهك مبدأ التسوية السورية

وصرح مساعد الرئيس الروسي بأنّ "روسيا، في ما يتعلق بخطط تركيا للقيام بعملية جديدة في شمال سوريا، تعارض أيّ أعمال من شأنها انتهاك المبدأ الأساسي للتسوية السورية".

وقال أوشاكوف للصحافيين حول مضمون لقاء الغد: "بالنسبة إلى خطط تركيا للقيام بعملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمال سوريا، فمن الطبيعي أن تُناقش هذه المسألة".

وأكّد أنّ روسيا "موقفها ثابت وهو أننا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية، المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي قرارات صيغة أستانة. هذا احترام لسيادة الأراضي السورية ووحدتها وسلامتها "، مؤيداً "إنهاء آلية المساعدات الأممية إلى سوريا عبر الحدود، نظراً لأنها تنتهك سيادة سوريا".

وأضاف: "نحن نرى أنّ آلية المساعدات عبر الحدود إجراء مؤقت وتدبير طارئ يجب إنهاؤه، نظراً لأنها تنتهك القانون الإنساني الدولي، والأهم أنها تنتهك السيادة السورية".

ويصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد الثلاثاء، وقالت مصادر إنّه "سيبحث مع أمير عبد اللهيان العلاقات الثنائية ونتائج قمة أستانة، التي تنعقد غداً في طهران بمشاركة زعماء إيران وتركيا وروسيا".

وكان الكرملين أعلن الأسبوع الفائت أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور طهران في 19 تموز/يوليو، وسيجري "محادثات مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان"، في إطار اجتماع قادة الدول الضامنة لعملية أستانة بشأن التسوية السورية. 

كما أعلن مكتب الرئاسة التركية، في وقت سابق هذا الأسبوع، أنّ إردوغان "يخطط لإجراء محادثات ثنائية مع بوتين"، خلال زيارته المقررة لإيران.

اخترنا لك