"ضربة مؤلمة ومحرجة".. إعلام إسرائيلي عن عملية الحدود مع مصر: جيشٌ ضعيف
قوات الاحتلال الإسرائيلي تتلقى ضربة مؤلمة وغير متوقعة على الحدود مع مصر، ما دفع كبار الخبراء والمعلقين إلى طرح الأسئلة الصعبة، والدعوة للتحقيق في "الفشل المريع للجيش الإسرائيلي".
مرّت ساعات على حادثة إطلاق النار على الحدود الفلسطينية المصرية لكنّ الإعلام الإسرائيلي ما انفك يتحدّث عن تداعياتها. بدايةً وصفها بالعملية "القاسية"، ثم ذهب أبعد من ذلك ليحلل ما إذا كانت مخطط لها، وعن علاقتها بزمن "تعدد الساحات".
رأى الإعلام الإسرائيلي اليوم أن هذه العملية كشفت نقطة ضعفٍ يمكن أن تفرض على "الجيش" تغيير عقيدته. محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئِل، قال إن "نيران الشرطي المصري، التي قُتل فيها ثلاثة جنود، ستفرض على الجيش الإسرائيلي استبيان ما إذا حدث تغييرٌ نحو الأسوأ في القطاع، ما سيتطلبه من انتشار قوات مختلفة، وتخصيص موارد إضافية وتحسين القدرات الاستخبارية".
هرئل وصف الحادثة بـ "غير العادية والخطيرة، سواء في ظروفها أو في نتائجها القاتلة"، مشيراً إلى أن"الحادثة ستفرض تحقيقاً عسكرياً معمّقاً، سواء لتحديد مكامن الخلل التي مكّنت المخرب من التسلل، أو لإعادة فحص عقيدة الدفاع على طول الحدود، التي سادها الهدوء النسبي ووضعها في أسفل سُلّم أولويات الجيش الإسرائيلي، في تخصيص موارد وقوات".
ولفت إلى أن حوادث كهذه، تبرر عادةً بأن شرطياً "أُصيب بالجنون" وفتح النار من تلقاء نفسه، لكنه رأى أن الوضع مختلف هذه المرة.
ومنذ فجر اليوم، يعرض الإعلام الإسرائيلي روايات متضاربة بشأن مقتل الجنود، وتمحور التحقيق الإسرائيلي الذي بدأ منذ يوم أمس، حول ما إذا كان الشرطي المصري قد نفّذ العملية من دواعٍ شخصية أو على "خلفية انتمائه لتنظيمات مسلحة".
الرواية الإسرائيلية.. ماذا حدث؟
حوالى الساعة التاسعة مساءً، تسلّم "جندي وجندية، ليل الجمعة، مهمتهما في برج مراقبة في موقع على بعد 3 كيلومترات شمال غربي معبر العوجة (نيتسانا)" .
فجر يوم السبت وعند الساعة السادسة صباحاً، "سمع دوي إطلاق نار في محيط نقطة المراقبة، وقد أبلغ الجندي والجندية قيادتهما بأنهما سيقومان بعملية تمشيط في محيط برج المراقبة، ثم انقطع الاتصال مع الجندي والجندية، وظل مقطوعاً حتى تمّ إرسال قوة إلى المكان".
في حدود الساعة التاسعة صباحاً "اكتشفت القوة أن الجنديين قد قتلا وكان سلاحهما بجانبهما، ثم بدأت عملية تمشيط واسعة، وتم الدفع بتعزيزات عسكرية تم نقل بعضها جواً وشاركت فيها مروحيات مقاتلة".
وفي حدود الساعة الثانية عشر ظهراً، "أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن تبادلاً لإطلاق النار تجدد في المنطقة. وبعد نحو نصف ساعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل مسلّحاً، وهو مواطن مصري يرتدي زي الشرطة المصرية. وبعد ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أن جندياً إسرائيلياً ثالثاً قُتل، وأن ضابطاً أصيب بجروح".
اقرأ أيضاً: "نتائجها قاسية".. إعلام إسرائيلي: عملية إطلاق النار عند الحدود مع مصر مخطَّط لها
الأسئلة التي بقيت مفتوحة
نجاح رجل أمن مصري في تجاوز الحدود،وتخطي كل الاجراءات وقتل حنديين إسرائيليين قبل الاشتباك مجدداً مع قوة إسرائيلية وقتل جندي ثالث منها، صدّع صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ودفع كبار الخبراء والمعلقين إلى طرح الأسئلة الصعبة، والدعوة للتحقيق في هذا الفشل المريع لجيش الاحتلال، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
محلل الشؤون العسكرية في"لقناة 12" الإسرائيلية، نير دفوري، قال إن "الحادثة القاسية في الجنوب تدلل على ضعفٍ في الجهوزية العملياتية على الأرض، وتثير أسئلة حيال الاستعداد المستقبلي في ساحة التهريب من سيناء".
وأشار إلى أن "هناك ثلاث نقاط يجب إعارتها الاهتمام: الطريقة التي تسلل بها المخرب عبر السياج، عدم رصده وتحديد مكانه لفترة طويلة، وحقيقة أن الجنديين أُصيبا ولم يعلم أحد بذلك طوال ساعات".
واعتبر أن "هذه النقاط تدلل على ضعفٍ في القوة التي تدير القطاع. في حدودٍ طولها أكثر من 200 كلم، تنتشر فيها أجهزة استشعار ورادارات، وفي هذه النقطة الجيش فشل".
ودعا إلى مواصلة استخلاص العبر، في الوقت الذي يُدفن فيه 3 جنود.
اقرأ أيضاً: "لا يمكن فصلها عن تعدد الساحات".. الاحتلال يكشف إخفاقاته في عملية الشرطي المصري
ضربة في ساحة غير متوقعة
تلقّت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربة قاسية ومفاجئة في الساحة غير المتوقعة، على الحدود مع مصر.
التعليقات الإسرائيلية تقول إن الضربة جاءت مؤلمة ومحرجة في آن واحد للمستويين السياسي والعسكري على حد سواء.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن إخفاقات "جيش" الاحتلال الإسرائيلي التي كشفتها هذه العملية. وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الأمنية "للقناة 12" الإسرائيلية، يوسي ميلمان، إنّه "إذا تبين أنّ الجندي المصري عبر الحدود وانتظر الجنود الإسرائيليين، فهذا فشل مضاعف للجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أنّ "التحقيق المشترك لن يجيب على الأسئلة الصعبة".
وذكّر ميلمان بحادث مشابه وقع في العام 1985 وسقط فيه 7 إسرائيليين في سيناء على شاطئ البحر الأحمر، حيث أطلق شرطي مصري النار إسرائيليين، فيما تكررت هذه الحادثة الآن بإطلاق شرطي مصري أيضاً النار على إسرائيليين".
وأشار إلى أنّ "من الصعب جداً أن يعبر الشرطي المصري الحدود، وإن كان عبر الحدود، فإنّ الفشل مضاعف"، متسائلاً: "كيف لم يكشفه عناصر المراقبة؟ وأين هي أجهزة الاستشعار في السياج، وأين هي الكاميرات الموجودة هناك، وما هي نية الشرطي الذي أطلق النار؟"
من جهته، قال مراسل "القناة 12" الإسرائيلية إنّ "أسئلة قاسية وإخفاقات خطيرة للجيش الإسرائيلي كشفت عنها عملية الجندي المصري الذي تسلل على الحدود وفاجأ الجنود دون أن يكتشفه أحد".