شارع "المتنبي" العريق يمسح آثار التفجير الإرهابي
شارع "المتنبي" في العاصمة العراقية بغداد يفتتح أبوابه أمام عشّاقه بحلّته الجديدة، بعد أعمال ترميم شملت مكتباته ومحاله وأعادت ألقها.
افتتح شارع المتنبي في العاصمة العراقية، بغداد، أبوابه مجدداً بحلّة جديدة مسحت آثار التفجير الإرهابي الذي طمس معالمه في الـ 5 من آذار/ مارس عام 2007.
وكان الشارع قبل إعادة تأهيله يعاني من الإهمال في بناه التحتية، وهو ما دفع مثقفين وصحافيين وأكاديميين وشعراء إلى دعوة الحكومة في مناسبات عديدة إلى تبنّي إعادة تأهيل الشارع بشكل يلائم أهميته الثقافية.
وشملت عمليات الترميم تنظيف الواجهات، وترميم الشرفات الصغيرة المزخرفة، وإعادة الأسماء إلى المتاجر عبر ألواح خشبية متطابقة على مداخلها.
وكانت أجواء الميلاد واضحةً في شارع المتنبي بحلته الجديدة، ليتزيّن بالأضواء، وتصدح فيه أصوات الأغاني العراقية عبر مكبّرات الصوت، وسط أجواء احتفالية.
وفي تغريدات عبر "تويتر" وصف البعض إعاد افتتاح هذا الشارع بأجمل الأخبار التي تزامنت مع فترة الأعياد ونهاية عام 2021.
من شارع المتنبي في #بغداد بعد أعادة تأهيله استعداداً لأنطلاقة أحتفالات رأس السنة الجديدة ..
— أيقونة بغداد (@Baghdadicon) December 23, 2021
كل سنة وانتم طيبين بمناسبة حلول السنة الجديدة لم أجد أجمل من هذا الخبر لأنقله لكم في بداية عامنا الجديد ،،اللهم الأمن والامان والتقدم والازدهار لبلدي #العراق الجريح🙏🇮🇶 #سنه2022 💜 pic.twitter.com/NMbk6Do7vL
وقبل إعادة افتتاحه من جديد، كانت الكتب والمؤلفات تفترش طرقات شارع المتنبي، بعيداً عن رفوف مكتباتها الداخلية، لكن اللافت هو اكتظاظه الدائم بجمهور الورق والكلمة.
وشهد هذا الشارع سابقاً تفجيراً بشاحنة أدى إلى استشهاد 30 شخصاً، وإصابة 60 بجروح، مع تدمير المحال القديمة التاريخية التي كانت تشكل تحفاً عريقةً في تصاميمها ومحتوياتها.
وأدى التفجير إلى تدمير المكتبة العصرية بشكلٍ كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع، تأسّست عام 1908، كما دمّر مقهى الشابندر الذي يعدّ من معالم بغداد، إضافة إلى احتراق العديد من المكتبات والمطابع والمباني البغدادية الأثرية في الشارع.
ويعتَبر شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد، حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها وينشط عادة في يوم الجمعة، وتوجد فيه مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر، كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة.
ويحتوي الشارع أيضاً على بعض المباني البغدادية القديمة، ومنها مباني المحاكم المدنية قديماً، والمسمّاة حالياً بمبنى القشلة، وهي المدرسة الموفقية التي بناها موفق الخادم، ويقابلها المركز الثقافي البغدادي المطل على نهر دجلة، حيث إن المركز يحتوي على عدد كبير من القاعات لإقامة الندوات والمحاضرات الثقافية.
وأطلق على الشارع التاريخي في عام 1932، خلال عهد الملك فيصل الأول، اسم الشاعر الشهير أبو الطيب المتنبي (915 - 965) الذي وُلد في عهد الدولة العباسية.