سيّارة سباق من "الخردة" لشابٍ من غزة: الاحتلال قد يخشى سيارتي
الشاب الفلسطيني فتحي أبو غرابة الذي عشق سيارات السباق منذ نعومة أظافره، وكان حلمه اقتناء واحدة منها، يؤكد أن"تصنيع سيارة في قطاع غزة أمرٌ متعب ومكلف في ظل الحصار ومنع الاحتلال دخول قطع الغيار وانقطاع الكهرباء.
-
أبو غرابة: الشعب الفلسطيني مبتكر وقادر على النهوض
من رحم المعاناة، اجترح الفلسطيني فتحي أبو غرابة ابتكاراً، رغم ما يعانيه قطاع غزة المكبّل بالحصار الإسرائيلي الجائر، والمحاط بالنار والاعتداءات.
ومن داخل بقالته الصغيرة... ومن قطع الخردة عكف فتحي على تصنيع سيارة السباق الخاصة به!
وإذّ يجسّد الفلسطينيون نموذجاً للشعب الرافض للاستسلام على مدى عقود، ينبري فتحي ليقول عبر الميادين نت، "إن الاحتلال يعترض على كل إبداع يخرج من الشباب الفلسطيني، لكنني أريد إيصال رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني مبتكر وقادر على النهوض رغم كل المعوّقات والعقبات الموجودة، وأن قلّة القدرات المادية لا تقف حاجزاً أمام الإبداع رغم أهميتها".
حققت حلمي... رغم المعوقات
ويضيف أبو غرابة الذي عشق سيارات السباق منذ نعومة أظافره، وكان حلمه اقتناء واحدة منها، "صناعة سيارة سباق في قطاع غزة أمرٌ متعب ومكلف في ظل الحصار ومنع الاحتلال دخول قطع الغيار، ولكني وجدت البديل، فعملت على تجميع القطع والمعدات من السيارات التالفة والقديمة، والعمل عليها لتناسب قدرة سيارة السباق التي أعمل على تصنيعها".
-
أبو غرابة: نحن قادرون على إرسال رسالة إلى العالم
"واجهت صعوبة بسبب ضيق الوقت لعملي في "بقالة"، وانقطاع التيار الكهربائي، في التفرّغ للعمل على إنجاز السيارة، ما جعلني أقضي وقتاً أطول في إنجازها، قارب 7 شهور، وأيضاً واجهت مشكلة في تكلفة التصنيع وتصليح القطع التالفة للاستعمال"، يوضح أبو غرابة.
وبزهو وأمل يردف قائلاً "على الرغم من العراقيل التي يضعها الاحتلال، نحن قادرون على الابتكار والإنجاز وإرسال رسالة إلى العالم أجمع بأننا من القطع التالفة نخرُجُ إليه بسيارة تصل سرعتها إلى 360 كلم في الساعة".
ويشرح عن "سيارته": "هي تتميز بقدرتها على الدخول في المناطق الرملية ولا تواجه أي مشكلة مع هذه الأرض. ومن مميزات هذه السيارة قدرتها على الاستعراض من خلال الحركة السريعة والالتفاف في كل الاتجاهات".
تكلفة تجميع قطع السيارة ومعداتها بلغت 3500 $، وهي مرتفعة بالنسبة إلى الوضع المعيشي في القطاع. إضافة إلى ذلك، فقد عملت على السيارة وحدي، وهذا لم يكلفني المزيد من المصاريف التشغيلية".
وإذا كان الحصار الإسرائيلي يمنع مشاركة أبو غرابة في مسابقات دولية، "فإننا كشباب غزيّين نستعيض عنها بإقامة استعراضات في أماكن مخصصة للدراجات النارية والسيارات"، يقولها الشاب بحبورٍ منقوص.
الاحتلال قد يعترض على سرعة السيارة
يطمح أبو غرابة إلى تطوير السيارة على نحو أكبر، وإلى صناعة العديد من هذا النوع بإمكانيات بسيطة، كي يستطيع المشاركة في مسابقات دولية ويمثّل فلسطين في الخارج.
وينبري بكلماته معبّراً عن اعتزازه: "يعترض الاحتلال على كل إبداع، والسرعة العالية للسيارة قد تجعل الاحتلال يخشاها، لقدرتها على الحركة السريعة والسير في الأراضي غير المستوية".
-
السرعة العالية للسيارة قد تجعل الاحتلال يخشاها
وفي كل الحالات يبقى وراء كل عمل مغزى، "رسالتي لأبناء شعبي مؤدّاها "لا تدعوا ضيق الحال والمعيشة يقف حاجزاً أمام إبداعكم، وأناشدكم عدم الاستسلام للواقع، والمغامرة لصنع شيء خاص بكل شاب نوصل به رسالة إلى العالم بأننا شعب يستحق الحياة".
ويختم بقوله، رغم "أن السيارة مصنوعة من الخردة التي لا تساوي شيئاً في دول العالم الأول، إلّا أنها تساوي الكثير في قطاع غزة".
