"سبوتنيك": "قسد" تشنّ حملة "تجنيد إجباري" بحق الشبان والقصّر شرقي سوريا
مصادر أهلية ومحلية في محافظة الحسكة أكّدت أنّ مسلحي "قسد"، بكافة تشكيلاتهم العسكرية، "شنّوا لليوم الثالث على التوالي حملات اعتقال وخطف جماعي للشبان من مواليد أعوام 1998 ولغاية 2005، لزجهم في معسكرات التجنيد.
شنّ مسلحو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حملات اعتقال واسعة بحق الشبان والقُصّر في مناطق سيطرتهم شرقي سوريا، وقاموا باقتيادهم بشكل فوري إلى معسكرات "التجنيد الإجباري".
وذكرت مصادر أهلية ومحلية في محافظة الحسكة، لـوكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ "مسلحي "قسد"، الموالين للجيش الأميركي، "يشنّون لليوم الثالث على التوالي حملات اعتقال وخطف جماعي للشبان، من مواليد أعوام 1998 ولغاية 2005، وذلك تحت مسمى الدفاع الذاتي"، في جميع مدن وبلدات محافظتي الحسكة والرقة، حيث تم اعتقال أكثر من 500 شاب.
وتابعت المصادر أن قوات "قسد"، نصبت حواجز عسكرية دائمة ومؤقتة في مدن الحسكة والقامشلي والشدادي في محافظة الحسكة، وقامت باعتقال مجموعة كبيرة من الشبان، يضافون إلى الشبان الذين تم اعتقالهم، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حيث شملت الاعتقالات حتى طلبة الجامعات والمعاهد.
وبينت المصادر أن سكان حي النشوة الغربية، وعدداً آخر من أحياء مدينة الحسكة، تظاهروا، مساء الأربعاء الماضي، أمام مقر ما يسمى "التجنيد" التابع لقوات "قسد"، مطالبين بالإفراج الفوري عن ذويهم، حيث قامت "قسد" بطلب تعزيزات عسكرية كبيرة بينها مدرعات أميركية الصنع، لفضّ اعتصام الأهالي.
اقرأ أيضاً: مناورات أميركية شرق سوريا.. هل تكون مقدمة لربط التنف بمناطق سيطرة "قسد"؟
حملة التجنيد في الرقة أيضاً
وفي الرقة، ذكرت مصادر أهلية لـ"سبوتنيك"، أنّ مسلحي "قسد" نصبوا حاجزاً قرب الجسر القديم في المدينة، وأوقفوا جميع السيارات العابرة والمواطنين، واختطفوا منها الشبان واقتادوهم إلى أحد مقراتهم القريبة، لزجهم في معسكرات التنظيم العسكرية.
وتقوم قوات "قسد" بين الحين والآخر، بحملات اعتقال واختطاف للشبان، لزجهم في معسكراتها العسكرية، وفرزهم على مقراتها العسكرية، لمدة عام ونصف العام، لتنفيذ أجندات الجيش الأميركي المحتل، وحماية قوافل الشاحنات والصهاريج التي تسرق القمح والنفط من الجزيرة السورية.
وفي السياق نفسه، ذكرت "سبوتنيك"، أنّ تنظيم ما يسمى "الشبيبة الثورية"، المعروف باسم "جوانن شورشكر"، التابع بشكل مباشر لـ"حزب العمال الكردستاني التركي"، والذي ينشط بشكل كبير في مناطق سيطرة "قسد" شرقي سوريا، اختطف طفلة قاصر في مدينة الحسكة، بهدف تجنيدها ضمن صفوف الحزب، ولا يزال مصيرها مجهولاً.
وقالت مصادر محلية لـ"سبوتنيك"، إن تنظيم "جوانن شورشكر" قام بخطف الطفلة إيناس طلعت الذياب (13 عاماً)، يوم أمس الخميس 6 تموز/ يوليو، قرب منزلها في حي العزيزية في مدينة الحسكة، دون معرفة مصيرها ومكان تواجدها، رغم مراجعة ذويها كافة الدوائر التابعة لـ"قسد"، إلّا أن محاولاتهم في معرفة مصير ابنتهم، باءت بالفشل.
وبيّنت مصادر تعمل في المجال الإنساني لـ"سبوتنيك"، أنّه "تمّ اقتياد الطفلة المذكورة إلى معسكر تجنيد الأطفال في جبل عبد العزيز على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة، الذي يحوي نحو 400 طفل".
وأوضحت المصادر أن "عدد الأطفال أكثر من ذلك بكثير، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة بسبب الجغرافية الواسعة للمنطقة، وخوف العوائل من المطالبة بأطفالهم المخطوفين، بسبب التهديدات المتكررة لهم، أو استخدام أسلوب الوساطات العشائرية، ودفع مبالغ مالية كبيرة للإفراج عنهم".
وطالب الأهالي الحكومة السورية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتهم تجاه الأطفال، والضغط على قوات "قسد" والجيش الأميركي، من أجل الكفّ عن انتهاكاتها وخطف الأطفال وإعادتهم إلى أهاليهم ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة.
الجيش الأميركي أرسل 650 مسلحاً من "قسد" إلى أوكرانيا
كذلك، كشفت مصادر خاصة لـ "سبوتنيك"، عن قيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل نحو 650 من مسلحي قوات "قسد"، إلى أوكرانيا، عبر إقليم كردستان العراق.
وأوضحت المصادر أن المسلحين الـ 650 "وصلوا إلى أوكرانيا على مدى الأشهر الستة الأخيرة، قبل أن يتم زجّ دفعاتهم المتتالية إلى جانب أقرانهم من المرتزقة في جبهات القتال ضد القوات الروسية".
وأضافت المصادر أن "قوات الاحتلال الأميركي في سوريا، قامت بافتتاح عدد من المراكز التدريبية في ريفي محافظتي دير الزور والحسكة، بغية تحضير الملتحقين بهذه المعسكرات وتدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، قبيل نقلهم إلى جبهات أوكرانيا".
كما كشفت المصادر أنّ "القوات الأميركية قدمت مغريات مادية كبيرة نسبياً للراغبين بالقتال في أوكرانيا، من مسلحي "قسد" المدربين أساساً، ومعهم بعض أبناء العشائر في مناطق شرق الفرات".
وتابعت المصادر أن "القوات الأميركية عملت أيضاً على تجنيد عدد من مسلحي حزب العمال الكردستاني، المتواجدين في إقليم كردستان العراق، وقدمت لهم مبالغ مالية تصل إلى 2000 دولار أميركي كراتب شهري لكلّ منهم، يحصلون عليه منذ التحاق المرتزق بالتدريب داخل المعسكرات التابعة للقوات الأميركية".
وأكدت المصادر أنّ "الجيش الأميركي قام بنقل المسلحين الـ 650 عبر طائرات خاصة وعلى دفعات، من داخل إقليم كردستان العراق، باتجاه أوكرانيا".