حماس تعلن استشهاد يحيى السنوار مرابطاً في أرض غزة.. والقسّام: دخلنا المعركة الكبرى ونعلم أنّ ثمن التحرير غالٍ
حماس تعلن استشهاد رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، وكتائب القسّام تفخر بأن "تقدّم حركتنا القادة قبل الجند، وأن يتقدّم قادتها قافلة شهداء شعبنا، الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله وفي طريق تحرير فلسطين".
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، حماس، استشهاد رئيس مكتبها السياسي وقائد معركة "طوفان الأقصى"، يحيى السنوار، مؤكدةً أنّه "من أنبل الرجال وأشجعهم، كرّس حياته من أجل فلسطين، وقدّم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها".
وشدّدت الحركة، في البيان الذي نعت فيه الشهيد السنوار، على أنّه ارتقى "بطلاً مقبلاً غير مدبر، ممتشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً جيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية، صامداً مرابطاً ثابتاً في أرض غزة العزة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، وملهماً إذكاء روح الصمود والصبر والرباط والمقاومة".
ونعت حماس أيضاً الشهيد القائد محمود حمدان، أبا يوسف، وهو قائد كتيبة تل السلطان في رفح، والذي ارتقى شهيداً مقبلاً غير مدبر، مشتبكاً مع "جيش" الاحتلال في حي تل السلطان، رفقةَ الشهيد القائد يحيى السنوار.
بدوره، أكد القيادي في حركة حماس، خليل الحية، أنّ دماء الشهيد القائد السنوار "ستظلّ تشكل دافعاً إلى مزيد من الصمود والثبات"، متوعداً بأنّ "دماء شهدائنا سوف تتحوّل إلى لعنة على المحتلين الغازين الطارئين على هذه الأرض".
وأضاف الحية، في كلمة ألقاها، الجمعة، أنّ الشهيد القائد "قهر السجّان، وواصل عطاءه وجهاده بعد تحرره من السجون، حتى نال أشرف وسام ومقام، شاهداً وشهيداً".
"القائد #يحيى_السنوار ارتقى شهيداً مقبلاً غير مدبر. قهر السجان وواصل عطاءه وجهاده بعد تحرره من السجون، إلى أن نال أشرف وسام ومقام شاهداً وشهيداً. والتاريخ سيدون أنّه كتب السطر الأول في حرب التحرير ونهاية الاحتلال".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 18, 2024
القيادي في حركة #حماس، خليل الحية#طوفان_الأقصى#الميادين pic.twitter.com/JmA5eE7fe0
وأضاف أنّ الشهيد القائد "واصل عطاءه وتخطيطه وجهاده، حتى اكتحلت عيناه في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023"، في يوم "الطوفان العظيم، الذي زلزل عمق الكيان، وكشف هشاشة أمنه المزعوم، وما تلاه من ملاحم الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومتنا".
وشدّد القيادي في حماس على أنّ استشهاد السنوار وقادة الحركة ورموزها "لن يزيدها إلا قوةً وصلابةً وإصراراً على المضي في دربهم"، متعهداً "المضي في نهج حماس، وفي طريق الشهداء حتى التحرير الكامل".
وأكد أنّ "جذوة روح طوفان الأقصى ستبقى متّقدةً، تنبض بالحياة في نفوس أبناء" الشعب الفلسطيني، وتوجّه إلى المتباكين على أسرى الاحتلال لدى المقاومة، مجدداً موقف حماس الثابت، ومفاده أنّ "هؤلاء لن يعودوا إلا بوقف العدوان، والانسحاب الكامل من غزة، وخروج أسرانا".
أما للشهبد القائد السنوار فقال: "سلام عليك أسيراً ومجاهداً وقائداً وشهيداً، والتاريخ سيدوّن أنّك كتبت السطر الأول في حرب التحرير ونهاية الاحتلال".
القسّام: نفخر بتقديمنا القادة قبل الجند
وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار إلى العلا، مبديةً الفخر بأن "تقدّم حركتنا القادة قبل الجند، وأن يتقدّم قادتها قافلة شهداء شعبنا، الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله، وفي طريق تحرير فلسطين".
وأعربت عن الفخر بأن يستشهد قائد حماس "بين إخوانه المجاهدين، بطلاً مشتبكاً مع الغزاة، الذين ظنوا أنّ غزة يمكن أن تكون لقمةً سائغةً لجيشهم الجبان"، مشددةً على أنّ "مسيرة أبي إبراهيم جهادية مشرّفة".
في هذا السياق، استذكرت القسّام، في بيانها، محطات من حياة الشهيد القائد، مشيرةً إلى أنّه كان من جيل التأسيس لحماس وأجهزتها العسكرية والأمنية، ثم ضحى بزهرة شبابه أسيراً في سجون الاحتلال، لأكثر من 20 عاماً، قبل أن يخرج رافع الرأس في صفقة "وفاء الأحرار"، عام 2011.
وبمجرّد تحرره من السجن، أبى الشهيد السنوار إلا أن يواصل مسيرة الجهاد، إذ "لم يذق للراحة طعماً، فأشرف على العمل العسكري للحركة في الأقاليم الثلاثة، وكان له دور مهم في مسار توحيد جبهات المقاومة على طريق القدس"، كما تابعت كتائب القسّام.
وبعد ذلك، ترأس الشهيد السنوار حماس في قطاع غزة، "لتشكّل فترة قيادته نقلةً نوعيةً في مسيرتها، دعوياً وسياسياً وعسكرياً، والتي تكلّلت بطوفان الأقصى، وفي مسار العلاقات الوطنية والعمل المقاوم المشترك، قبل أن يترأس الحركة في الداخل والخارج عقب استشهاد القائد الكبير، إسماعيل هنية".
أما بشأن "طوفان الأقصى"، التي قادها الشهيد، فأكدت كتائب القسّام أنّ فصائل المقاومة، وفي قلبها حماس، "كانت تعلم بأنّ ثمن التحرير غالٍ جداً، قدمته كل الشعوب قبل أن تتحرر من محتليها، حين قرّرت دخول هذه المعركة الكبرى والفاصلة في تاريخ جهاد الشعب الفلسطيني".
وشدّدت على أنّها "كانت مستعدةً لتتقدم صفوف المضحّين في القلب من أبناء شعبها، فقدّمت القادة والجند، رافضةً الإذعان للعدو أو السكوت عن ظلمه ونهبه لحقوق شعبنا المشروعة".
وجدّدت كتائب القسّام تأكيدها أنّ "مسيرة جهادنا حتى تحرير فلسطين، وطرد آخر صهيونيٍ منها، واستعادة كامل حقوقنا المشروعة"، موضحةً أنّ "خير دليلٍ على ذلك هو أنّ شعبنا لم ينكسر أو يستسلم بعد عام على طوفان الأقصى، على الرغم من فداحة الأثمان التي دفعها، وعلى رغم جرائم الإبادة الإسرائيلية الوحشية".
وأكدت أنّ الاحتلال واهمٌ إن ظنّ أنّه، باغتيال قادة المقاومة العظام، من أمثال الشهداء السنوار وهنية والسيد نصر الله والعاروري وغيرهم، يمكن أن يخمد جذوة المقاومة أو يدفعها إلى التراجع، بل إنّها "ستتواصل وتتصاعد حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة".
وقالت القسّام إن "الشهادة أسمى ما يتمناه قادتنا، وإن دماءهم ستكون نبراساً ينير طريق التحرير وناراً تحرق المعتدين، وتركوا خلفهم مئات الآلاف من المجاهدين من أبناء شعبنا وأمتنا، المصممين على مقارعة الاحتلال، حتى تطهير فلسطين والمسجد الأقصى من دنسه، وكنسه عن أرضنا بإذن الله".