تناقض بين القول والفعل الأميركيَّين بشأن العدوان على غزّة.. ماذا تبيّت واشنطن؟

تناور الولايات المتحدة الأميركية في التناقض بين موقفها الحقيقي بشأن العدوان الإسرائيلي على غزّة، والذي تدعمه وتموّله، وبين موقفها الذي يزعم رفض ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، من أجل تحقيق أهدافٍ أخرى.

  • تناقض بين القول والفعل الأميركيين بشأن العدوان غزّة.. ما هي نوايا واشنطن الحقيقة؟
    تناقض بين القول والفعل الأميركيَّين بشأن العدوان على غزّة.. ما هي نيات واشنطن الحقيقية؟

برز مع انتهاء الهدنة وتجدّد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة خلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وكيان الاحتلال، إذ إنّ واشنطن "حذّرت الكيان من تكرار سياسة التدمير والقتل"، إلا أنّ وجهة نظرٍ أخرى ترى أن الخلاف بينها وبين "تل أبيب" ثانوي، وليس اختلافاً في الأهداف.

في هذا السياق، نشر موقع "ذي إنترسبت" الأميركي تحليلاً يؤيد وجهة النظر، التي مفادها أن الخلاف بين "تل أبيب" و"واشنطن" ثانوي، مشيراً إلى أنّ أعضاء الكونغرس الأميركي، الذين يطالبون إدارة الرئيس جو بايدن بالضغط من أجل وقف إطلاق النار، يشترطون "القضاء على حماس" لإنهاء العدوان. 

وأوضح الموقع أيضاً أنّ الحديث عن هذا الخلاف جاء في وقتٍ يستعدّ الكونغرس الأميركي للموافقة على حزمة مساعداتٍ لـ "اسرائيل"، تبلغ قيمتها أكثر من 14 مليار دولار، في تناقض صارخ بين القول والفعل الأميركيَّين.

وبشأن ما إذا كان هذا التباين الأميركي الإسرائيلي يؤثر في مسار عدوان الاحتلال على غزة، أكّد محلل الميادين لشؤون أميركا والأمم المتّحدة، نزار عبود، أنه ليس هناك خلاف في الاستراتيجية، لكنّ الولايات المتّحدة تشعر بأن ما يحدث في غزة هو نوع من إفساد مخطط بايدن القاضي بمدّ طريق من الهند الى "إسرائيل"، ثمّ إلى أوروبا، عن طريق الأميركي، الذي يمر في الشرق الأوسط، والتطبيع بين الدول العربية، ولا سيّما السعودية. وفي الوقت نفسه فإنّ بايدن يرغب في "القضاء على حماس". 

هذا التناقض بين النيات الأميركية الحقيقية، بشأن تمويل الكيان في عداونه، وبين التصريحات الإعلامية، التي تزعم عدم ارتكاب المجازر، يبيّن محلل الميادين للشؤون الفلسطينية، عبد الرحمن نصّار، بشأنه، أنّ الولايات المتّحدة تحاول التعمية على طبيعة دعمها للحرب، وتريد أن تقدّم نفسها كجزء من عملية الوساطة لإخراج الأسرى، في محاولة لتخفيف الضغوط عليها، إعلامياً وخارجياً وشعبياً. ولفت نصّار إلى الدعم الاستخباري الذي تقدّمه واشنطن إلى الكيان في رصد المقاومة الفلسطينية، وفي تقديم إحداثيات للأهداف. 

هذه المناورة الإعلامية، التي تمارسها واشنطن في هذا العدوان، تهدف إلى ذرّ الرماد في عيون الدول العربية، المتحالفة مع واشنطن، بحسب ما أوضح محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية، قاسم عز الدين. وتابع أنّ الدول العربية لا تتوجّه إلى الولايات المتحدة لوقف العدوان، بل إلى المجتمع الدولي. وأضاف أن هذه الدول تتفاوض مع واشنطن وتبحث فيما بعد تدمير غزة، واستكمال الإبادة الجماعية لأنهم لا يعدّونها الجهة التي تدير هذا العدوان. 

هذا الدعم الأميركي، الذي لا يمكن إنكاره في المناورات الإعلامية، سينعكس تأثيره على حظوظ بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهنا، قال محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والاقليمية ناصر اللحام إنّ الهدايا المجانية، سياسياً وعسكرياً وأمنياً ومالياً، والتي يمنحها بايدن لنتنياهو تُفشل الرئيس الأميركي وتُفقده فرصة الفوز في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أنّ جميع الأصوات العربية والأفريقية والمسلمة في الولايات المتّحدة الأميركية لن تعطي بايدن. وبالتالي، إلى متى يقوم بهذه الاستدارة، ومتى ينتبه إلى أنه خسر نفسه في دعمه العدوان الإسرائيلي على غزّة؟ 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك