قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إنّ الاتحاد منفتح على الإصلاحات، لافتاً إلى أنّ ما يهمه هو "الشأن العام وليس المحاور السياسية".

وأكد الطبوبي، في كلمة خلال التظاهرة التي دعا إليها الاتحاد في العاصمة التونسية، اليوم السبت، أنّ محاولة ضرب الاتحاد العام التونسي للشغل سببها "استقلالية قراره".

وأكد أنّ الاتحاد "يرفض العنف والإرهاب"، مضيفاً أنّه في حال ثبت رسمياً ما يروّج بشأن محاولات اغتيال رئيس الجمهورية قيس سعيّد، فإن الاتحاد "سيكون في مقدمة القوى الديمقراطية الرافضة لكل أشكال العنف والإرهاب".

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي: "نحن شعب حر ونضالنا سلمي ومدني ولسنا دعاة عنف"#تونس #الميادين pic.twitter.com/qbbFZg19Gg

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 4, 2023

وتابع: "لو كان هناك عقل سياسي يفهم جيداً لكان أدرك أنّ الاتحاد عنده أفكار ومنهجية واضحة".

وشدد الطبوبي على أنّ لدى الاتحاد "قوة الإقناع والحجة، وأنّه سيدافع عن إنسانية الإنسان بقطع النظر عن جنسيته أو لونه".

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي: "طالبنا بفتح حوار جدي ومسؤول ولكن لا حياة لمن تنادي"#تونس #الميادين pic.twitter.com/tw2kKoxueQ

— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 4, 2023

وتظاهر الاتحاد العام التونسي للشغل في العاصمة اليوم السبت، وحشد الآلاف من أنصاره ضد الرئيس قيس سعيد.

واحتشد المحتجون قبل مسيرة في وسط العاصمة تونس رافعين لافتات كُتب عليها "لا للحكم الفردي" و"أوقفوا الهجمة على الاتحاد"، ومرددين هتافات "يا سعيد يا جبان.. الاتحاد لا يهان" و"حريات حريات دولة البوليس وفات (انتهت)".

• مواضيع متعلقة

خفضت الاقتراض الخارجي.. هل تنجح موازنة تونس العامة في تحقيق النمو المتوقع؟

20 تشرين ثاني

تونس: حكم قضائي بسجن القيادي في "النهضة" نور الدين البحيري 10 سنوات

19 تشرين اول

ونُظمت المسيرة بعد أسابيع من اعتقالات استهدفت معارضين بارزين لسعيّد في أول إجراءات كبيرة منذ توليه معظم السلطات في عام 2021.

#تونس: الآن من أمام الاتحاد العام التونسي للشغل، بطحة محمد علي بالعاصمة،
مسيرة وطنيّة من أجل التصدّي لانتهاكات السلطة للحريّات العامة و الفردية و الحقوق النقابية. pic.twitter.com/ktvj30vk08

— Rima ريما (@RimaSghaier) March 4, 2023

ويقول سعيد إنّ تصرفاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من الفوضى ولا تعد انقلاباً.

واتسمت انتقادات الاتحاد العام التونسي للشغل لخطوات سعيد بالبطء في بادئ الأمر، فيما وصفتها الأحزاب السياسية بالانقلاب، لكن الاتحاد ذا النفوذ بدأ في معارضة الرئيس بوضوح لاحقاً.

واعتُقل مسؤول كبير في الاتحاد الشهر الماضي لأنّه نظم إضراباً في محطات تحصيل الرسوم على الطرق السريعة، ما دفع صحيفة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى القول إنّ سعيد أعلن الحرب على الاتحاد وأعضائه البالغ عددهم مليون عضو.

وقال الاتحاد العام التونسي للشغل إنّ السلطات التونسية منعت، يوم الخميس، مسؤولاً نقابياً إسبانياً من دخول تونس، ورحلته على الفور بعد أن جاء للمشاركة في احتجاج ستنظمه النقابة المركزية في تونس.

ومنعت السلطات التونسية الأسبوع الماضي قادة النقابات العمالية الأجنبية من دخول تونس للمشاركة في المسيرة تعبيراً عن التضامن مع اتحاد الشغل، وقال سعيد إنّه لا يقبل بانضمام الأجانب إلى الاحتجاجات.

وألقت الشرطة القبض على أكثر من عشر شخصيات بارزة من المعارضة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ووجهت إليهم اتهاماً بالتآمر ضد أمن الدولة.

ومن بين المعتقلين في الأسابيع القليلة الماضية سياسيون من حزب النهضة الإسلامي الذي كان أكبر حزب في البرلمان المنحل، وزعماء جماعة احتجاج، ومدير إذاعة "موزاييك إف.إم" أهم وسيلة إعلام مستقلة في البلاد، ورجل أعمال بارز.

اقرأ أيضاً: رئيس تونس يرفض انتقادات بالعنصرية بعد دعوته لوقف تدفق مهاجرين أفارقة

وتشهد تونس منذ شهر تمّوز/يوليو من عام 2021 أزمةً سياسيةً، حين بدأ سعيّد اتخاذ إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان، ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه النيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة، وتأليف حكومة أخرى جديدة عَيَّنَ هو رئيستها.