تركيا تصعّد هجماتها ضد "قسد" في الحسكة.. ومناشدات كردية لموسكو وواشنطن
الطيران المسيّر التركي يشن عدّة غارات مستهدفاً مواقع وآليات لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرقي سوريا، والكرد يناشدون كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية "اتخاذ إجراءات رادعة للتهديدات التركية".
بعد مرور أقل من 24 ساعةً على تهديد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بأنّ "كل المنشآت والبنى التحتية والمواقع التابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق ستكون هدفاً مشروعاً من الآن وصاعداً"، نفّذ الطيران المسيّر التركي عدة غارات مستهدفاً مواقع وآليات لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأكدت مصادر الميادين أنّ "الطيران المسيّر التركي استهدف سيارةً تابعةً لقسد عند مدخل منطقة الحمة الواقعة على بعد 10 كلم غربي مدينة الحسكة، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين"، مشيرةً إلى أنّ "الهجوم وقع على بعد أقل من 500 كلم من قاعدة استراحة الوزير الأميركية في ريف الحسكة التي تُعدُّ مهبطاً للمروحيات أيضاً".
وأضافت المصادر أنّ "الطيران المسيّر التركي استهدف أيضاً مقراً لاستخبارات قسد، ومقراً آخر لها في قرية مشيرفة الحمة، مع تنفيذ غارتين يُعتقد أنّهما ضد آليات تابعة لقسد في محيط مخيم توينة الواقع 12 كلم غربي مدينة الحسكة".
وقد جاء هذا القصف بعد يوم واحد من قصف طال مقراً لـ"قسد" في معمل القرميد بـ3 صواريخ، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين وأضراراً مادية، مع استهداف آلية تحمل قيادات من "قسد" عند جسر البيروتي في حي غويران في مدينة الحسكة تسبّب بمقتل شخصين على الأقل كانا بداخلها.
وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران المسيّر التركي مدينة الحسكة التي تبعد نحو 80 كلم من الحدود مع تركيا، ضمن مساعيه لتوسيع دائرة استهداف "قسد" في المنطقة، وعلى مسافات بعيدة نسبياً من الحدود.
وتأتي موجة القصف هذه رداً على هجوم استهدف مقراً للشرطة التركية في العاصمة أنقرة تبنّاه "العمال الكردستاني"، ليسارع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إطلاق تهديدات بـ"استهداف الإرهابيين في عقر دارهم".
وكان من الواضح أنّ الهجمات التركية ستتركز بصورة أساسية على مواقع "قسد" في سوريا، وهو ما ظهر من خلال تأكيد فيدان أنّ "الإرهابيين اللذين نفذا هجوم أنقرة انطلقا من سوريا وتلقيا تدريبات في تركيا".
ويبدو أنّ أنقرة تريد استغلال الحادثة بهدف التصعيد الميداني ومحاولة شنّ هجمات برية ضد مواقع "قسد" في شمالي وشرقي سوريا، من دون رصد أي حشود أو تعزيزات عسكرية حتى الآن.
لذلك، سارعت "قسد" إلى إصدار بيان، قالت فيه إنّ "جميع الادّعاءات التي يسوّقها المسؤولون الأتراك حول مرور منفذي هجوم العاصمة أنقرة أو استخدام مناطقنا غير صحيحة"، فيما أصدرت "الإدارة الذاتية" الكردية بياناً طالبت فيه كلاً من "روسيا والولايات المتحدة الأميركية باتخاذ إجراءات رادعة للتهديدات التركية"، معتبرةً أنّ "التهديدات التركية باستهداف المنشآت الحيوية ستكون لها تبعات سلبية على الوضع المعيشي والإنساني، وهي سلوك عدواني يرتقي إلى جرائم حرب".
بدورها، أكدت الرئيسة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" القيادية الكردية إلهام أحمد "ضرورة تحرك المجتمع الدولي ضدّ الاتهامات والتهديدات التركية قبل فوات الآوان".