"تخلوا عنّا مرة أخرى".. مستوطنات "غلاف غزة" تنتفض في وجه حكومة نتنياهو
وسائل إعلام إسرائيلية تنقل مشاعر غضب رؤساء السلطات الإسرائيلية في "غلاف غزة" بعد استثناء الحكومة الإسرائيلية عدة مستوطنات من أموال إعادة الإعمار.
سلّط الإعلام الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الضوء على غضب المستوطنين وامتعاضهم بعد أن تكبّدوا خسائر وصفوها بالفادحة بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في المستوطنات المحيطة بـ"غلاف" غزة.
وقال الإعلام الإسرائيلي إنّه لم يجري تضمين مستوطنات "مفتاحيم" و"ياكيني" و"بري غان" وغيرها من المستوطنات في خطّة "مديرية تكوما" (غربي النقب)، التي أُنشئت لإعادة تأهيل "غلاف غزة".
وتحججت خطّة "مديرية تكوما" بأنّ تلك المستوطنات تقع على بُعد أكثر من 4 كيلومترات بقليل من قطاع غزة، لذلك لن يشملها أي تعويض.
رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الإسرائيلية، قالوا إنّهم يستشيطون غضباً، لأنّ الحكومة الإسرائيلية تتخلى عنهم للمرة الثانية (المرة الأولى عند بداية عملية طوفان الأقصى).
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ "مديرية تكوما" التي أُنشئت لإعادة تأهيل المستوطنات القريبة من قطاع غزة ستقوم بتحويل مليوني شيكل كدفعةٍ أولى إلى كل مستوطنة في "الغلاف"، اليوم الأربعاء، وذلك بدل الأضرار التي لحقت بالمستوطنات منذ بداية "طوفان الأقصى"، ولكن اتضح أنّه ليس كل المستوطنات ستحصل على الأموال.
واستثنت الخطّة عدّة مستوطنات قُتل فيها مستوطنون وتضرروا، لكنها تبعد 4 كيلومترات عن الحدود مع غزة، لذلك لم يشملها أي تعويضات.
سكرتير مستوطنة مفتاحيم، إيتان أهارون قال إنّ الحكومة تخلّت عنّا مرّةً أخرى، فالمستوطنات التي قاتلت إلى جانب "الجيش"، وتضررت بالقذائف الصاروخية ولاقت دماراً هائلاً تُعاني اليوم من تمييز ولا أحد يقف إلى جانبها، مضيفاً لن نبقى صامتين وسنصر على ما يحقّ لنا حتى تستيقظ الحكومة الإسرائيلية.
وعبّر رؤساء سلطات في "غلاف غزة" عن غضبهم من القرار، مُطالبين بتغيير الخطّة، وقالوا: لا تزال الحكومة لا تفهم حجم الحدث وأثره على كل المستوطنات في كل السلطات المحلية لـ"غلاف غزة"، فما كان في السابق لا يُمكن أن يستمر ونطالب بتغيير التصنيفات.
وفي المجلس الإقليمي "إشكول"، الذي لا تندرج بعض مستوطناته في الخطة، وقالوا إنّ من أعاد رسم الحدود هم حركة "حماس" وليس الحكومة الإسرائيلية، متابعاً "نحن بحاجة إلى تغيير المفهوم الكامل لكيفية معاملة المستوطنات.
وأمس، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن وجود نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر مراسل "القناة كان" أنّ" هناك نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات على الحكومة وبدأوا يرفعون الصوت"، مضيفاً أنّ "السكان في الجنوب، حتى الذين تم إخلاؤهم يشعرون أن لا أحد يهتم بهم أو يسأل عنهم".
وأشار إلى أنّ "الأشخاص هنا يشعرون بأنهم مهملون ومتروكون"، لافتاً إلى "وجود مشاعر قاسية تسود هنا بين الإسرائيليين".
حتى الآن هناك 5 آلاف من سكان كريات شمونة والمستوطنات المحيطة بها في الشمال لم يتم إخلاؤهم، و"إسرائيل" غير مستعدة لهذا الحجم من إخلاء السكان من الشمال والجنوب.#الميادين#طوفان_الأقصى#فلسطين #غزة pic.twitter.com/GnBOlrfRVc
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 23, 2023
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وجود فوضى في عمليات نقل المستوطنين من المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، وسط "الكثير من الصعوبات اللوجيستية".
وفي وقتٍ سابق، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "انتقاد قاسٍ" وجّهه المستوطنون، في مستوطنات "غلاف غزة"، إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية للاحتلال، ناقلةً عنهم قولهم: "تُركنا لمصيرنا. المقاتلون دخلوا المنازل وفعلوا ما يحلو لهم. وفق أي سيناريو يحدث أمر كهذا في إسرائيل؟".
وقبل أيام، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة حكومية إسرائيلية لإقامة مستوطنة من "الخيام" قرب إيلات (أم الرشراش) على البحر الأحمر لاستيعاب مستوطني "غلاف غزة".
ويوجد في "إيلات" وحدها، حتى الأسبوع الماضي، أكثر من 10 آلاف مستوطن جرى إخلاؤهم من مستوطنات "غلاف قطاع غزة" فقط.
ووفق الإعلام الإسرائيلي فقد نزح، حتى الأسبوع الماضي، أكثر من 500 ألف مستوطن إلى مناطق أخرى في "الجبهة الداخلية"، منذ بداية ملحمة "طوفان الأقصى"، مضيفةً أنّ "كل التجمعات السكنية الواقعة حول قطاع غزة جرى إخلاؤها".