تحذيرات غربية من اجتياح بري لغزة: المقاومة الفلسطينية ستكلفكم كثيراً
عدد من التصريحات والمقالات تتناول العدوان البرّي المحتمل الذي قد تشنّه "إسرائيل" على قطاع غزة، عقب عملية المقاومة الفلسطينية يوم السبت الفائت، وتجمع على صعوبة العملية واستحالة تحقيق أهدافها.
عدد من المقالات والتصريحات التي وردت في الإعلام الغربي، أعربت صراحةً عن صعوبة واستحالة تحقيق الأهداف المعلنة للعملية البرية التي تعتزم "إسرائيل" شنّها في قطاع غزة، ما عكس قلق وتوتر غربي من كلفة هذه العملية.
وجاءت أبرز التصريحات على لسان رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت، الذي اتخذ عام 2008 قراراً بإرسال قوات بريّة إلى قطاع غزة في العدوان عام 2008، التي استمرت ثلاثة أسابيع.
وقال أولمرت إنّ "ما ينتظر الجنود الإسرائيليين هو كل ما يمكنك تخيله وما هو أسوأ"، مؤكداً أنّ العدوان البرّي على غزة لن يكون "بسيطاً ولن يكون ممتعاً لنا أو لهم".
كذلك، قال وزير الدفاع الأميركي السابق ومدير وكالة المخابرات المركزية، ليون بانيتا، إنّ "الغزو البري يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على وضع استراتيجية للخروج من الصراع، كما أنّ من شأنه أن يخلق تأثيرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما يعرض التقارب الهش بين إسرائيل وبعض العرب للخطر، ويزيد من مخاطر تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع".
وفي السياق عينه، تحدث المحلل العسكري شون بيل، وأكّد أنّ "البيئة الحضرية الشديدة وأسلحة حماس وتدريباتها، تلغي بعض المزايا التكنولوجية التي تتمتع بها إسرائيل".
وقال بيل إنّ "الهجوم البرّي على شوارع غزة المبنية، سيكون شديد الخطورة بالنسبة لإسرائيل"، موضحاً أنّ "القتال في المناطق الحضرية أمر خطير للغاية - فكل زاوية، وكل مدخل، وكل نافذة قد تخفي تهديداً محتملاً، وسيكون الجيش الإسرائيلي مكشوفًا للغاية".
كما ذكر أنّ "المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن حماس تمتلك أسلحة مضادة للدبابات، وبالتالي فإن استخدام المدرعات في المدينة سيكون مشكلة".
أيضاً، دعا المحلل والكاتب توماس فريدمان، في مقاله "إسرائيل"، إلى أن "تكون أكثر ذكاءً، وأن لا تنجر إلى ما تريده إيران وحماس، وهو اجتياح غزة".
وذكر فريدمان أنّ "العدوان البرّي لإسرائيل على غزة، يقوّض أي تعاطف تكتسبه إسرائيل على الساحة العالمية، ويجبر إسرائيل على نشر قواتها لاحتلال غزة والضفة الغربية بشكل دائم".
كذلك، تحدثت وكالة "بلومبرغ" عن العدوان البرّي الذي تعتزم "إسرائيل" شنّه على قطاع غزّة، وقالت إنّه "سيكون معقداً بسبب الكثافة السكانية في القطاع"، مشيرةً إلى وجود "شبكة الأنفاق المعقدة تحت الأرض، والخطر الذي قد يشكله على الإسرائيليين والأميركيين وغيرهم من المحتجزين كرهائن".
من جهتها، ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" أنّ "حركة حماس لديها شريان حياة يتمثل في احتجازها لرهائن إسرائيليين"، ورأت أنّ هذا الأمر يعرّض نتنياهو لضغوط للتفاوض في نهاية المطاف على إطلاق سراحهم"، مشيرةً إلى أنّه في عام 2011، أطلقت "إسرائيل"، سراح أكثر من ألف سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وأكدت الصحيفة أنّ "إنقاذ الرهائن الإسرائيليين يمثل أولوية بالنسبة لإسرائيل، ولكن هذا ليس سوى واحد من الأسباب العديدة التي تمنع إسرائيل من القيام بتوغل بري نهائي والذي فكرت فيه منذ فترة طويلة وقررت عدم القيام به".