بيلاروسيا تعلن وصول بريغوجين إلى أراضيها.. و"الناتو" يحذر من الاستخفاف بروسيا
بيلاروسيا ترحب بقائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، الذي وصل إلى منفاه على أراضيها، والأمين العام لحلف الناتو يؤكد ضرورة ألا يقلل الغرب من شأن روسيا على الرغم من التمرد.
رحبت بيلاروسيا بقائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، الذي وصل الثلاثاء إلى منفاه على أراضيها في إطار اتفاق وضع حدّاً لتمرّده في روسيا، في حين أكّد حلف شمال الأطلسي جاهزيته للدفاع عن نفسه بوجه "أي تهديد" من موسكو أو مينسك.
وأعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أنّ بريغوجين في طريقه جواً إلى بيلاروسيا، قبل أن يذكر في التصريح نفسه أنه بات في البلاد، في إعلان أوردته وكالة الأنباء البيلاروسية "بيلتا".
وأفادت وسائل إعلام بيلاروسية بأنّ طائرة خاصة تابعة لبريغوجين حطّت في مينسك صباح الثلاثاء.
وكان قائد "فاغنر" قد غاب عن الأنظار منذ مساء السبت بعد انتهاء تمرّد سيطر خلاله مقاتلوه على قواعد عسكرية وزحفوا نحو موسكو، إلى أن تم أمرهم بصورة مفاجئة بوقف الزحف والعودة أدراجهم.
والثلاثاء، قال بوتين خلال مراسم أقيمت في موسكو: "مع رفاق السلاح، وقفتم في وجه هذه الاضطرابات التي كانت نتيجتها ستغدو الفوضى لا محال... في الواقع، لقد منعتم وقوع حرب أهلية".
ولزم الرئيس الروسي دقيقة صمت تحية لذكرى طياري الجيش الذين قُتلوا خلال التمرّد فيما كانوا "يؤدّون واجبهم ببسالة".
وفي لاهاي، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، إن "من السابق لأوانه أن نصدر تقييماً نهائياً بشأن تداعيات واقعة انتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا، حيث سيتمركز على الأرجح أيضاً بعض من قواته".
وأضاف إثر مأدبة مع قادة سبع دول: "ما هو واضح تماماً هو أننا وجّهنا رسالة واضحة إلى موسكو ومينسك، مفادها أن حلف شمال الأطلسي موجود لحماية كل حليف وكل شبر من أراضيه".
وأشار إلى أنّ حلف شمال الأطلسي سيقرّ تعزيز دفاعاته في قمة ستعقد الأسبوع المقبل في ليتوانيا بغية "حماية" كل أعضائه، خصوصاً أولئك المحاذين لبيلاروسيا، حليفة روسيا.
كذلك، شدد ستولتنبرغ على وجوب ألا يقلل الغرب من شأن روسيا على الرغم من الفوضى التي سادت في نهاية الأسبوع.
وكانت روسيا قد أجهضت، السبت، تمرداً مسلحاً بقيادة بريغوجين الذي أعلنت في وقتٍ لاحق أنه سيتم إعادة قواته إلى مواقعها "حقناً للدماء".
جاء ذلك بعد محادثات أجراها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مع بريغوجين، وموافقة الأخير على مقترح للوكاشينكو لوقف تحركات مجموعة "فاغنر" على الأراضي الروسية واتخاذ إجراءات إضافية لخفض التصعيد.
وتضمن الاتفاق العديد من النقاط، وأولها أنّ بعض مقاتلي "فاغنر" ممّن رفضوا منذ البداية الانخراط في "حملة" بريغوجين ستتاح أمامهم إمكانية الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الروسية والتعاقد مع وزارة الدفاع، ولن يخضعوا لأي مساءلة قانونية.
وبموجب الاتفاق، يُسقط الكرملين جميع تهم "التمرد" ضد بريغوجين ومقاتليه، على أن ينتقل للعيش في المنفى في بيلاروسيا.