بوتين: روسيا ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا حدّد سقف للأسعار

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يٌلقي كلمةً خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي، يتحدّث فيها عن ملفات وقضايا عالمية عدة، أهمّها تصدير موارد الطاقة الروسية والعقوبات الغربية على موسكو.

  • بوتين حول تقرير خبراء الوكالة الذرية: أثق بهم رغم الضغوط الغربية
    الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا جرى تحديد سقف للأسعار. 

ويأتي ذلك بعد أن حدّد وزراء المالية لمجموعة الدول السبع، في وقتٍ سابق، سقفاً لأسعار إمدادات النفط والغاز من روسيا، داعين "جميع الدول" إلى الانضمام إلى المبادرة.

بوتين: خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي-2" لم يُشيّد سدى

وأضاف بوتين: "نصرّ دائماً على تنظيم الأسعار، على أساس العقود طويلة الأجل، وأن يجري ربطها بفئة السوق، مثل أسعار النفط والمنتجات البترولية".

وتابع أنّ الوضع مع الغاز في الأسواق الأوروبية، "هو نتيجة لتصرفات المتخصصين الأوروبيين والمفوضية الأوروبية"، لافتاً إلى أنّ روسيا من جانبها عرضت عقود طويلة الأجل.

وأعلن بوتين أن خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي-2" لم يشيّد سدى، مؤكداً أنّه إذا لزم الأمر سيجري تشغيله.

وأضاف أنّ "هناك عدداً من الدول العالمية مستعدة للتعاون مع روسيا، في حال عدم حاجة أوروبا إلى مزايا الغاز الروسي الرخيص".

وقال بوتين، إنّ "اقتصادات الدول الأوروبية الرائدة كانت تتمتع بمزايا تنافسية واضحة ذات طبيعة عالمية، وذلك بالحصول على الغاز الطبيعي من روسيا على مدى عقود". 

بوتين: أثق بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية 

وفي سياق منفصل، شدد بوتين على ثقته بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية "على الرغم من الضغط الذي يتعرضون له من جانب الولايات المتحدة الأميركية". 

وأضاف بوتين بشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "أنا أثق بهم، على الرغم من الضغوط التي يتعرضون لها من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. هم لا يمكنهم القول مباشرة إنّ القصف يأتي من أوكرانيا".

ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ "هناك شظايا لقذيفة لراجمات هيمارس أميركية الصنع، وغيرها من وسائل التدمير ملقاة حولها. هل تشكل تهديداً أم لا؟ بالطبع تفعل ذلك".

وأشار إلى أنّ أوكرانيا تخلق تهديدات للأمن النووي، متسائلاً: "لماذا يفعلون هذا؟ لا أفهم. للفت العالم إلى وضعهم؟ لخلق أزمة إضافية؟"، موضحاً أنّ التهديد الرئيس ليس للمفاعل نفسه، ولكن لأماكن تخزين الوقود المستنفد.

يأتي ذلك بعد أن  نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً تحدثت فيه عن النتائج التي توصلت إليها بعثتها إلى محطة زاباروجيا النووية، التي تتعرّض منذ أكثر من شهر لقصف أوكراني متكرر ومتعمد.

كذلك، أعلن بوتين أنّ "أوكرانيا حاولت تفجير خطوط الكهرباء قرب المنشآت النووية في روسيا"، قائلاً إنّ "من غير المفهوم لماذا يفعلون ذلك، الأمر يهدّد أوروبا كلها".

وأضاف: "قلما نتحدث عن هذا، لكننا لا نخفيه. لقد حاولوا حتى تنفيذ أعمال إرهابية على أراضي روسيا، وتفجير خطوط الكهرباء عالية الجهد قرب منشآتنا للطاقة النووية، أي إنهم يعملون عن قصد في هذا الاتجاه وخلق تهديدات لأوروبا كلها". 

بوتين يرى أنّ العقوبات الغربية تنمّ عن "قِصَر نظر"

وأكّد بوتين أنّ "الخطوات المتهورة للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، المهووسين بالأفكار السياسية الوهمية، ستؤدي حتماً بالدول الغربية إلى طريق مسدود وإلى أزمة اقتصادية واجتماعية".

وفي الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية، قال بوتين: "الدول الغربية تسعى للإبقاء على نظام عالمي يبقي على هيمنتها ويحقق مصالحها"، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة لا تخشى أي شيء لتحقيق أهدافها".

وتابع: "ليس مستغرباً متابعة نتائج مكانة الأعمال الأوروبية، سواء في القارة أو في السوق العالمية ككل. إنّهم يسعون وراء مصالحهم، ولا يقيدون أنفسهم أبداً بأي شيء، ولا يخجلون من تحقيق أهدافهم".

ورأى أنّ "أحد أبرز أسباب التراجع الاقتصادي في أوروبا هو قرار قطع العلاقة بروسيا"، وأكد أنّ "عقوبات الغرب تنمّ عن قِصَرِ نظر وتمثّل خطراً على العالم بأسره"، مشيراً إلى أنّه "يميل بصورة متزايدة إلى  تعزيز العلاقات بآسيا، حيث "سيكون لروسيا مزيد من الفرص لدخول أسواق إيران والشرق الأوسط". 

وفي السياق، أكّد بوتين أنّ "الغرب قوض الاقتصاد العالمي بمحاولة شرسة لفرض هيمنته على العالم، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أنّ "منطقة آسيا والمحيط الهادي آخذة في الصعود".

وأوضح الرئيس الروسي أنّ موارد الطاقة الروسية يجب أن توجه أولاً لسد احتياجات البلاد، لكن "هناك كثيراً منها بحيث يمكن توفيرها لدول أخرى". 

الرئيس الروسي يحذر من تفاقم أزمة الغذاء في العالم

كذلك، حذّر بوتين من أنّ "المشاكل في أسواق الغذاء العالمية ستتفاقم"، مبيّناً أنّ "موسكو بذلت كل ما في وسعها لضمان قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب".

وتوقّع بوتين أن تتفاقم المشكلات في أسواق الغذاء العالمية، وحّذّر من أنّ "كارثة إنسانية تلوح في الأفق"، لافتاً إلى إنّ "كل صادرات الحبوب التي خرجت من موانئ أوكرانيا صُدّرت إلى أوروبا لا إلى الدول الفقيرة". 

بوتين: اتهام روسيا بانتهاك القانون الدولي ليس صحيحاً

وفي شأن اتّهام روسيا بانتهاك القانون الدولي، أكّد الرئيس الروسي، أنّ "القانون الدولي ينتهك باستمرار، كما حدث في العراق ويوغسلافيا وغيرهما، ومن دون فرض عقوبات من الأمم المتحدة، مشدداً على أنّ اتهام روسيا بانتهاك القانون الدولي، "ليس صحيحاً البتة".

وأضاف متسائلاً: "من بدأ الحرب في العراق، من دون أي عقوبات من الأمم المتحدة؟ ومن الذي دمر يوغوسلافيا تحت ذرائع في ظاهرها معقولة. ومن أطلق العنان لحرب في وسط أوروبا بقصف بلغراد؟ لم يتذكر أحد حينها مبادئ القانون الدولي".

يذكر أنّ المنتدى الاقتصادي العالمي "الشرق الاقتصادي" هو حدث سنوي يعقد منذ عام 2016. ويعتبر المنتدى منصة مهمة لتسليط الضوء على التحفيزات، التي تمنحها الحكومة الروسية، لتشجيع الاستثمارات في منطقة الشرق الأقصى والمشاريع الواعدة في المنطقة. 

ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي  هذا العام، من 5 إلى 8 أيلول/سبتمبر الجاري، في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية بجزيرة روسكي في فلاديفوستوك. 

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك