بوتين يجمع الجانبين الأرميني والأذربيجاني لتمكين الهدنة بينهما
لقاء ثلاثي بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا يبحث في الهدنة التي تم إعلانها بعد جولة المعارك الأخيرة في إقليم ناغورنو كاراباخ، وفي ترسيم الحدود وتوقيع معاهدة سلام.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعٍ ثلاثيٍّ، جمعه في سوتشي بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إنه "تمَّ إنجاز الكثير في عامٍ، إذ لم تحدث أعمالٌ عدائيةٌ واسعة النطاق في كاراباخ. وهذا، في حدِّ ذاته، أمرٌ جيدٌ جداً"، مؤكِّداً أن هذا الاجتماع يهدف إلى "تجنّب الحوادث الخطيرة في المنطقة في المستقبل".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه "خلال هذا الوقت، تمّ بمساعدتنا إنجاز كثير من العمل فيما يتعلق بعودة اللاجئين"، مضيفاً أنه "عاد فعلاً 53 ألفًا إلى أماكن إقامتهم الدائمة، وتم إنشاء مجموعة مراقبة جيدة".
وقال إنه "لسوء الحظ، لم تتم تسوية جميع القضايا حتى الآن. أعلم بحوادث مأسَوية وقعت عند الحدود، من قتل وجرح أشخاص من الجانبين، وكل هذه الأمور تتطلب اهتماماً من جانبنا".
وتابع أن "وحدتنا تعمل. ووفقاً لكِلا الجانبين، الأرميني والأذربيجاني، فإنها توفر ظروفاً معيشية آمنة للناس على نحو كافٍ"، كما رحّب بمشاركة الدول الأوروبية في تسوية كاراباخ.
وأشار بوتين إلى أسفه لأنَّه لم تتمَّ تسوية جميع القضايا حتى الآن، وقال إن أرمينيا وأذربيجان "مهتمتان بتطبيع الوضع عند الحدود، وتطويره بصورة إيجابية".
علييف: مستعدون لبدء عملية ترسيم الحدود بصورة عاجلة
من جهته، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خلال الاجتماع الثلاثي، أنه سيناقش اليوم الجمعة موضوع ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا. وأضاف أنه "لم يتم ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان. لذلك، أعلنّا مراراً وتكراراً أننا مستعدون لبدء عملية ترسيم الحدود بصورة عاجلة".
وعبّر علييف عن تقدير بلاده للدعم الروسي، بما في ذلك الدعم الاستشاري.
ولفت الرئيس الأذربيجاني إلى أنه "عرض على الجانب الأرميني أن يبدأ العمل على معاهدة سلامٍ من أجل إنهاء المواجهة، للاعتراف بوحدة الأراضي وسيادة بعضنا البعض، وتعلّم كيفية العيش كجيرانٍ في المستقبل من جديد".
وفي الـ 16 من الشهر الجاري، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأنَّ "أرمينيا أعلنت هدنة مع أذربيجان بعد وساطةٍ روسية"، وذلك بعد نحو 3 أيام من التوتر الحدودي بين البلدين.
وتجدَّدت الاشتباكات بين جيشي البلدين عند الحدود في إقليم ناغورنو كاراباخ، قبل أيام من التوصل إلى الهدنة، الأمر الذي أسفر عن وقوع خسائر بشرية، وخصوصاً في الجانب الأرميني.
وفي العام الماضي، اشتدّت المعارك بين البلدين في إقليم ناغورنو كاراباخ، وسط تبادل الاتهامات بينهما بشأن المسؤولية عن هذه المعارك.