بلينكن: موسكو هي الطرف المعتدي.. و"الناتو" لم يقدم وعوداً بعدم التوسع
وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يقول إنه "على الرغم من صعوبة حدوث تقدم في المحادثات المرتقبة مع موسكو، فإنّه ليس مستحيلاً"، ويشير إلى أن "الناتو رفع حجم المساعدات لأوكرانيا إلى 60٪".
أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن أمله في "تحقيق تقدم في محادثات بلاده مع روسيا"، مضيفاً أنه "على الرغم من علمنا بصعوبة تحقيق ذلك، في ظل التصعيد الحالي، لكنه ليس مستحيلاً".
ورأى بلينكن أنّ "طريقة حل الخلافات بشأن أوكرانيا ودونباس يجب أن تكون وفق اتفاق مينسك، ومستعدون لتسهيل تنفيذ الاتفاق"، قائلاً "نحن ملتزمون مبدأَ مشاركة كييف في كل ما يتعلق بالبحث بشأن أوكرانيا، والالتزام والتنسيق هذان سيستمرّان".
وتابع أنّ "الناتو رفع حجم المساعدات لأوكرانيا إلى 60% بعد التهديدات الروسية"، مشيراً إلى أنّ "هناك كثيراً من إجراءات بناء الثقة والشفافية مع روسيا، ونحن مستعدون لمناقشة هذه الأمور معها، ونسمع منها ما يُقلقها من أجل حل بعض التحديات".
وإذ رأى أن "من الصعب تحقيق تقدم إذا استمرت روسيا في خطابها الاستفزازي"، إلاّ أنه قال "نحن ملتزمون الدبلوماسية، ونأمل في أن تُفضي إلى نتائج".
وأضاف بلينكن أنّ "روسيا تعلم جيداً ما هي التداعيات للتصعيد"، مشيراً إلى أن "روسيا بدأت جمع قواتها حول أوكرانيا، وهناك نحو 100 ألف جندي". وتساءل: "كيف تفسر موسكو ذلك، وهي تقول (قوات) دفاعية؟".
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنّ "موسكو هي الطرف المعتدي في الوضع الراهن، فهي تحتل القرم، وتغذّي الحرب في أوكرانيا، وترفض تطبيق اتفاقية مينسك. وكل هذه الأفعال هي تحدٍّ لاستقرار أوروبا".
وقال "نحن ملتزمون الوقوف من أجل مبادئنا، وستكون هناك إجراءات اقتصادية ومالية. والدعم لأوكرانيا للدفاع عن نفسها سيستمر في حال غزتها روسيا".
لم نَعِد روسيا بأنّ الناتو لن يضمّ دولاً أخرى
وإذ اعتبر أنه "لم يكن هناك وعد بأنّ الناتو لن يتوسع أو يضمّ دولاً أخرى"، لفت إلى أنّ "روسيا تطالب بسحب قوات الناتو من شرقي أوروبا، وعدم ضم أوكرانيا إلى الناتو. وهذا جزء من جهود روسيا من أجل منع استقلال هذه الدول، وبهدف التدخل في شؤونها"، على حدّ تعبيره.
وشدّد بلينكن على أنه "لم تكن هناك وعود لروسيا بأنّ حلف الناتو لن يتوسّع"، واتهم موسكو بأنها "تريد تقويض النظام الدولي".
وبرّر بلينكن قائلاً إنّ "الناتو حلف دفاعي وليس للهجوم، وخفّض قوته النووية لأنه ليس في حاجة إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه منذ الحرب الباردة"، إلاّ أنّ وزير الخارجية الأميركي ذكر أنّ "الدبلوماسية هي الحل الأمثل"، و"نفضل المسار الدبلوماسي لأزمة خلقتها روسيا".
وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر 2021، كررت واشنطن اتهاماتها موسكو بمواصلة "التصعيد" و"الحشد العسكري عند حدود أوكرانيا".
بلينكن يعلن لنظيره الأوكراني دعم واشنطن لسيادة كييف
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ بلينكن جدّد، خلال اتصال هاتفي بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا، على "دعم الولايات المتحدة الثابت لاستقلال أوكرانيا، وسيادتها وسلامة أراضيها، في مواجهة العدوان الروسي المستمر".
وذكر بيان الخارجية الأميركية أنّ "بلينكن ناقش ردّ الولايات المتحدة وحلفائها المحتمل على الحشد العسكري الروسي عند طول حدود أوكرانيا، والانخراط الدبلوماسي المقبل مع روسيا". ووفق البيان، أكد بلينكن أنه "لن تكون هناك أي محادثات بمعزل عن أوكرانيا".
واليوم، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إنَّه "مع استمرار التعزيزات العسكرية الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا"، فإن هناك "خطراً فعلياً في اندلاع نزاع".
وأضاف ستولتنبرغ أنّ "الناتو يجب أن يكون مستعدّاً لفشل الدبلوماسية".
وقبل نحو أسبوعين، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه لا يستبعد رغبة الغرب في إثارة "حرب صغيرة" في أوكرانيا، وأوضح أنّ الولايات المتحدة ودول الناتو "تضخ الأسلحة" إلى أوكرانيا منذ عام 2014.
من جهتها، طالبت المفوضية الأوروبية اليوم بإشراك أوروبا في أي محادثات بشأن أوكرانيا. ومن المقرر أن تبدأ محادثات أميركية روسية الإثنين المقبل في جنيف، يليها اجتماع بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، واجتماع آخر في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تعهّد منذ يومين دعمَ التكتل الكامل لأوكرانيا، مؤكداً أنّ "أي عدوان عسكري ضد أوكرانيا ستكون له عواقب مربكة وتكاليف باهظة".
نائبة بلينكن تؤكد مع منظمة الأمن الأوروبي الالتزام باستقلال أوكرانيا
وفي سياق متصل، كشفت وزارة الخارجية الأميركية أنّ نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان، بحثت هاتفياً مع الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، هيلغا شميد، "القلق المشترك بشأن الحشد العسكري الروسي عند طول حدود أوكرانيا"، و"إعادة تأكيد الالتزام بشأن استقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها".
واتفقت شيرمان وشميد على أنّ اجتماع المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الأسبوع المقبل، "سيكون فرصة للدعوة إلى وقف التصعيد، واعتماد الدبلوماسية"، بالإضافة إلى "مناقشة سبل الحدّ من التوترات الإقليمية".
بلينكن: واشنطن "قلقة" من الوضع في كازاخستان
في سياق آخر، أعرب بلينكن عن قلق بلاده بسبب الوضع في كازاخستان، وأمل في أن "يكون الرد على الأحداث فيها بصورة ملائمة، مع الاحتفاظ بحق المتظاهرين ومطالبهم، والتعامل مع التظاهرات السلمية على نحو سليم"؟
وأعرب، في الوقت نفسه، عن "إدانة العنف من جانب كل الأطراف"، مثمّناً العلاقات بكازاخستان، و"مشجعاً الأطراف على التوصل إلى حلول سليمة".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت أنّ "قوات حفظ السلام في كازاخستان لا تؤدي مهمّات قتالية"، بينما أشار رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، إلى أنه تمّت استعادة النظام الدستوري بصورة أساسية في جميع مناطق البلاد، وأنّ السلطات المحلية تسيطر على الوضع، وذلك بعد مواجهات دامية بين متظاهرين مسلحين والحكومة.