بلدية دير البلح: مدينتنا الأكثر استيعاباً للنازحين عالمياً وتاريخياً.. مقارنةً بمساحتها

بلدية مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، تحذر من تقليص الاحتلال "المنطقة الإنسانية"، وتكشف عن بلوغ عدد النازحين فيها نحو مليون شخص، لافتةً إلى ما يمكن أن ينتج من ذلك من أمراض وأوبئة، وكارثة متفاقمة مع استمرار عدوان الاحتلال.

0:00
  • النازحون يخلون مركزا للإيواء شرق دير البلح، قطاع غزة، 16 آب/أغسطس 2024 (أسوشيتد برس)
    نازحون يخلون مركزاً للإيواء شرقي مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، متجهين إلى غربيها، في الـ16 من آب/أغسطس 2024 (أسوشيتد برس)

أكدت بلدية دير البلح تقليص "جيش" الاحتلال "المنطقة الإنسانية الآمنة" التي يزعم أنّه لا يستهدفها، وذلك في قراره الأخير إخلاء عددٍ من الأحياء في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وكذلك طلبه إخلاء مناطق إضافية في المحافظة الوسطى للقطاع.

وحذّرت البلدية، في تصريحاتٍ لرئيس لجنة الطوارئ فيها، إسماعيل صرصور، الأحد، أن تقليص مساحة "المنطقة الإنسانية" في الجنوب، من 30 كيلومتراً إلى 20، يرفع عدد النازحين في دير البلح إلى ما يقارب المليون نازح، ما يؤدي إلى "ازدحامٍ رهيب وتكدس مخيف للأهالي في شريطٍ ضيق في ظل الحر الشديد"، لافتةً إلى أنّ ذلك الازدحام سيُنتج أمراضاً وأوبئة في صفوف النازحين.

وشددت البلدية على أنّ ارتفاع عدد النازحين في المدينة الصغيرة من حيث المساحة، وتوزيع ما يقارب المليون نازح على 200 مركز إيواء تقريباً فيها، يجعل من دير البلح "المنطقة الأكثر استيعاباً للنازحين على مر التاريخ، وعلى مستوى العالم، مقارنةً بمساحتها".

وتجدر الإشارة إلى أنّ دير البلح تقع ضمن المحافظة الوسطى لقطاع غزة، يحدها من الشمال مخيما المغازي والنُصيرات، ومن الجنوب محافظة خان يونس، وتبعد من مدينة غزة نحو 16 كيلومتراً.

مساحة دير البلح تبلغ ما يقارب 56 كيلو متراً مربعاً، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يتوزع فيها حالياً قرابة مليون نازح، يُضافون إلى ما يقارب 300 ألف من سكانها.

وتخوّفت بلدية المدينة من عدم القدرة على تأمين أماكن يلجأ إليها النازحون، في ظل ضيق المساحة، التي حددها "جيش" الاحتلال، ما يجعلهم "يهيمون على وجوههم في الشوارع والطرقات"، حسب ما قال رئيس لجنة الطوارئ في البلدية.

وأعلنت البلدية عجز طواقمها عن توفير الخدمات المطلوبة لأهالي المدينة والنازحين إليها، بسبب خروج عدد من آبار وخزانات المياه عن الخدمة لوجودها في المنطقة التي طلب الاحتلال إخلاءها، كاشفةً أنّ هذه المنشآت كانت تزوّد الأهالي بـ 60% من المياه الصالحة للاستخدام، ما يخلق صعوبةً شديدة في الحصول عليها حالياً.

وحذرت من تكدس النفايات في الشوارع والطرقات وفي مراكز الإيواء، لعدم مقدرة آليات البلدية على الوصول إلى منطقة تفريغ النفايات، التي تم تخصيصها في الحرب، بسبب وجودها ضمن المنطقة التي طلب الاحتلال إخلاءها وحوّلها إلى منطقة عسكرية، مُشدّدة على أنّ ذلك سيؤدي إلى "انتشارٍ للأوبئة والأمراض، خاصةً مع اكتشاف أول حالة مصابة بمرض شلل الأطفال في القطاع، والتقارير الواردة عن عشرات الحالات".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، سجلت أول إصابة بمرض شلل الأطفال لطفل يبلغ عشرة أشهر من عمره في غزة، وذلك في مدينة دير البلح للطفل الذي "لم يتلقَ أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال". وأكدت أنّ "نقص احتياجات النظافة الأساسية، وعدم توافر خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توافر مياه الشرب الآمنة، خلقت بيئة مواتية لتفشّي وانتقال العديد من الأوبئة".

في هذا السياق، أكد مراسل الميادين في غزة، أنه ووفقاً للتقديرات شبه المؤكدة، فإنّ "ما لا يقل عن 200 طفل يعانون من مرض شلل الأطفال في القطاع"، بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، وتدمير الاحتلال البنية التحتية وتجريف مصارف مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى سريان مياه الصرف الصحي بين خيم النازحين.

وطالبت بلدية دير البلح، الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات الدولية والمنظمات الأهلية بتمكين طواقم البلدية من الوصول بحرية إلى مرافقها من أجل أن تقوم بتقديم الخدمة المطلوبة للأهالي والنازحين الفلسطينيين.

يُذكر أنّ "جيش" الاحتلال قام، الأحد، بقصف منزل في منطقة حِكر الجامع في مدينة دير البلح، أدى إلى ارتقاء امرأة وأطفالها الـ6، فيما واصل القصف المدفعي بشكل مكثف على المدينة.

وكثّف الاحتلال من قصفه على المنطقة الوسطى من القطاع، بعدما ألقى مناشير ورقية من طائراته مُطالباً سكان جزءٍ واسع من مناطق المحافظة الوسطى بمغادرتها تمهيداً لبدء عملية عسكرية، مقلصاً بذلك مساحات المناطق التي ادّعى أنها "آمنة". وأوضح مراسلنا أنّ النازحين يواجهون أوضاعاً كارثية بعد تأكيد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الاحتلال قلّص "المساحة الآمنة" في القطاع إلى 11% فقط.

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": مخاوف "إسرائيل" الوجودية تفاقم عدوانيتها

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك