انتخاب المالطية المحافظة روبرتا ميتسولا رئيسةً للبرلمان الأوروبي
البرلمان الأوروبي ينتخب النائبة المالطية روبرتا ميتسولا رئيسة جديدة له. ويأتي ذلك ضمن اتفاق مسبق يعود إلى أكثر من عامين ونصف، اتفقت فيه الكتل البلمانية الأوروبية على تقاسم السلطة.
انتُخبت المالطية المُحافظة روبرتا ميتسولا، اليوم الثلاثاء، رئيسةً للبرلمان الأوروبي بالأغلبية المطلقة في الجولة الأولى من الاقتراع، رغم موقفها المناهض للإجهاض الذي أثار انتقادات عديدة.
وميتسولا هي ثالث امرأة تترأّس البرلمان الأوروبي بعد الفرنسيتين سيمون فيل (1979-1982) ونيكول فونتين (1999-2002) وأول مالطية. وعبرت عن أملها في ألا يتم الانتظار "عقدين لكي تصل امرأة" مجدداً إلى هذا المنصب.
وإذا كانت تدافع بشكل شخصي عن منع الإجهاض، فان روبرتا ميتسولا عبرت في أول خطاب لها بعد إعلان النتائج عن عزمها "الذهاب أبعد من أجل المزيد من المساواة بين الرجل والمرأة لضمان حقوق المرأة والدفاع عنها وعن كل حقوقنا".
أثارت معتقدات هذه الأم لأربعة أطفال انتقادات من بعض زملائها في البرلمان الأوروبي. وقال وزير الخارجية الفرنسي المكلف بالقضايا الأوروبية كليمان بون، إنه "يشعر بالانزعاج من رمز انتخابها".
هي مدركة للتحفظات التي تثيرها حول هذه المسألة وأكدت قبل التصويت أن واجبها سيكون "تمثيل موقف البرلمان" بما يشمل ما يتعلق بالحقوق الجنسية وقضايا الإنجاب.
وتخلف ميتسولا التي احتفلت بعيد ميلادها الـ43 الثلاثاء، الديمقراطي الاجتماعي الإيطالي ديفيد ساسولي الذي توفّي الأسبوع الماضي في المستشفى والذي كان سينتهي عهده على رأس البرلمان هذا الأسبوع.
ستتولى قيادة هذه المؤسسة حتى الانتخابات الأوروبية المقبلة في صيف 2024. وهي أصغر رئيس للبرلمان الأوروبي.
ميتسولا نائبة أوروبية منذ 2013 وأعلنت عزمها الدفاع خلال رئاستها عن "المبادئ المؤسسة لأوروبا" في مواجهة "الحلول الخاطئة التي تمثلها القومية والسلطوية أو الانعزالية". وشددت أيضاً على طموحها أن تجعل أوروبا "أول قارة خالية من الكربون" مراهنة على الميثاق الأخضر من أجل "إعادة تشكيل" الاقتصاد.
وقالت في خطابها "في السنوات المقبلة، سيتطلع الناس في جميع أنحاء أوروبا إلى مؤسستنا من أجل القيادة والتوجيه، بينما سيستمرّ الآخرون في اختبار حدود قيمنا الديموقراطية والمبادئ الأوروبية".
وأضافت "يجب أن نقاوم الخطاب المناهض للاتحاد الأوروبي والذي يترسخ بسهولة وبسرعة".
تقليد تناوب
انتخاب روبرتا ميتسولا يأتي في إطار احترام تقليد التناوب بين اليسار واليمين في رئاسة البرلمان الذي تم الالتزام به خلال انتخابات منتصف الولاية في البرلمان.
نالت ميتسولا التي تنتمي إلى الحزب الشعبي الأوروبي، أكبر كتلة سياسية في البرلمان، دعم مجموعة الاجتماعيين الديمقراطيين و"تجدد أوروبا" بفضل اتفاق أبرم الاثنين بين التنظيمات الثلاثة حول خارطة طريق مشتركة.
ما يدل على التيقظ الشديد حيال موقف الرئيسة الجديدة من الإجهاض، تذكر الوثيقة كأولوية أساسية "الالتزام من الأعلى بحقوق المرأة في أوروبا" بما في ذلك "الصحة الجنسية والإنجابية".
تعطي خارطة الطريق هذه أيضا انتباها مشدداً للحفاظ على دولة القانون في مواجهة "انتهاكات تتكثف وتترسخ" في العديد من الدول الاعضاء.
بين الأولويات أيضاً وضع "ميثاق أمني" لمواجهة "التهديدات الهجينة" واعتماد إطار جديد "ضرائبي أوروبي" أو دخول حيز التنفيذ مذكرة أوروبية حول الحد الأدنى للاجور.
ثلاثة مرشحين
كانت تنافس روبرتا ميتسولا مرشحتان: الإسبانية سيرا ريغو (يسار متشدد) والسويدية أليس باه كوهنكي (الخضر).
سحب البولندي كوزما زلوتوفسكي (من حزب مشكك بأوروبا) والذي كان يحظى بدعم تكتل الهوية والديمقراطية (يمين متشدد)، ترشيحه ليلاً.
نالت 458 صوتاً من أصل 690 تم الإدلاء بها من بين النواب الأوروبيين الـ705 الذين دعيوا للتصويت. نالت أليس باه كوهنكي 101 أصوات مقابل 57 لسيرا ريغو.
إلى جانب رئيس البرلمان، سيتم انتخاب نوابه الـ14 خلال الجلسة لولاية من سنتين ونصف السنة.
سيتم أيضاً تجديد مناصب مسؤولين في لجان برلمانية وفي البعثات الأوروبية ما يؤدي الى مداولات صعبة بين الكتل السياسية.
بحسب قانون البرلمان فان الرئيس يملك عدداً من السلطات لا سيما سلطة البت في إمكانية تسلم نصوص وتعديلات تعرض على تصويت البرلمان بالإضافة إلى مسار النقاشات. رئيس البرلمان يمثل أيضاً المؤسسة خلال القمم الأوروبية للدول الأعضاء الـ27.