الولايات المتحدة قلقة من الاتفاقية الأمنية بين جزر سليمان والصين
الولايات المتحدة تعرب عن قلقها من إبرام الاتفاقية الأمنية بين الصين وجزر سليمان، والمتحدث باسم الخارجية الأميركية يؤكد أنّ توقيعها يشكل "سابقة مقلقة لمنطقة المحيط الهادئ".
أعربت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، عن قلقها من إبرام الصين اتفاقاً أمنياً محتملاً مع جزر سليمان؛ الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادي، والتي توجه إليها وفد من كبار الدبلوماسيين الأميركيين، في مسعى "لإحباط تمدد بكين" في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، إنّ "منسق منطقة المحيطين الهندي والهادئ في المجلس كيرت كامبل، ومساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي دانيال كريتنبرينك، سيقودان الوفد الذي ستشمل جولته أيضاً فيجي وبابوا غينيا الجديدة".
وعلى الرغم من أنّ تفاصيل الاتفاق لا تزال غير واضحة، فإنّ مسودة مسرّبة أثارت مخاوف أستراليا والولايات المتحدة من حصول الصين على موطئ قدم عسكري جديد في جنوب المحيط الهادي.
وكان رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاره أكّد، في الأول من نيسان/أبريل الجاري، أنّ حكومته لن تسمح ببناء قاعدة عسكرية صينية على أراضي بلاده "ما دامت في السلطة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "على الرغم من تصريحات حكومة جزر سليمان، فإنّ الطبيعة الواسعة للاتفاق الأمني تترك الباب مفتوحاً أمام نشر جمهورية الصين الشعبية قوات عسكرية في جزر سليمان".
وأضاف برايس: "نعتقد أنّ توقيع مثل هذه الاتفاقية يمكن أن يزيد زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان، ويشكل سابقة مقلقة لمنطقة المحيط الهادئ الأوسع"، مشيراً إلى أنّ "جزر سليمان تحصل على الدعم من خلال علاقتها الأمنية مع أستراليا، التي أرسلت قوات إلى الأرخبيل العام الماضي في أعقاب اندلاع أعمال شغب فيه".
بدورها، طلبت أستراليا من سوغافاره عدم توقيع بلاده اتفاقية أمنية "مثيرة للجدل" مع الصين، في لقاء جمعه بوزير المحيط الهادئ زيد سيسيلجا في هونيارا عاصمة جزر سليمان.
وأكدت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، منذ يومين، أنّ "أستراليا ستواصل التعاون مع جزر سليمان بشأن المسائل الأمنية، حتى إذا وقّعت على الاتفاقية الأمنية المقترحة مع الصين"، واصفةً التأكيدات التي قدمها سوغافاره (بعدم إنشاء قاعدة عسكرية صينية في جزر سليمان) بأنّها "مهمة للغاية".
يُشار الى أنّ جزر سليمان، التي كانت مسرحاً لجبهة قتال في الحرب العالمية الثانية، لم تقم علاقات مع الصين إلا في العام 2019، بعد الابتعاد عن تايوان.