الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا تناقش كيفية تنفيذ الاتفاق المحتمل

مصادر تكشف أنّه تمّ تقليص العديد من الاختلافات في مفاوضات فيينا، والصين تقول إنّ واشنطن تتحمل المسؤولية الأساسية عن الصعوبات المستمرة مع طهران.

  •  كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني
    كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني

كشفت مصادر خاصة لوكالة "إيرنا" الإيرانية للأنباء، اليوم السبت، أنّه تمّ تقليص العديد من الاختلافات في مفاوضات رفع العقوبات عن إيران.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنّ "الوفود تناقش الآن كيفية تنفيذ الاتفاق المحتمل، وتمت معالجة الكثير من المواضيع ذات الصلة بالحظر والقضايا النووية".

كما أضاف المصدر: "نحن الآن في مرحلة التفاوض حيث نناقش المسائل الصعبة وكيف يمكننا ترجمة القضايا المتفق عليها من حيث المبدأ إلى كلماتٍ ونصوص".

الصين: نرفض العقوبات

في المقابل، جددت الصين، اليوم السبت، معارضتها للعقوبات أحادية الجانب من الولايات المتحدة على إيران وذلك في اجتماعٍ بين وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، ونظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في حين أيدت الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى الكبرى وإيران.

وقال وانغ إنّ "واشنطن تتحمل المسؤولية الأساسية عن الصعوبات المستمرة مع طهران بعد انسحابها من جانب واحد من الاتفاق النووي في 2018".

وأكد أنّ الصين "تدعم بقوة استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي"، لكنه أوضح أنّ "بلاده تعارض بشدّة العقوبات أحادية الجانب غير القانونية ضد إيران والتلاعب السياسي من خلال مواضيع تشمل حقوق الإنسان والتدخل في الشؤون الداخلية لإيران والدول الأخرى بالمنطقة".

البيت الأبيض: هناك بعض التقدّم

أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، اليوم السبت، إلى حدوث "بعض التقدم" في المحادثات النووية في فيينا، لكنها قالت في المقابل: "إذا لم نتوصل إلى تفاهم قريباً بشأن العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي، فسيتعين علينا التفكير في مسارٍ مختلف للمضي قدماً".

وقالت ساكي للصحفيين في البيت الأبيض إنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن "لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، وأضافت: "قبل أسابيع طلب الرئيس من فريقه إعداد مجموعة من الخيارات،  لقد فعلوا ذلك، ومن الواضح أننا نفضل الدبلوماسية".

وألقت ساكي باللوم على إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، معتبرةّ أنّ "محاولتها غير المجدية لإحضار إيران إلى طاولة المفاوضات لصياغة اتفاق أفضل زادت فقط من احتمال حصول إيران على القنبلة النووية".

مناخ أكثر تفاؤلاً

وبعد جولةٍ أولى من الجلسات من نيسان /أبريل إلى حزيران /يونيو في النمسا، استؤنفت الاجتماعات في 29 نوفمبر/تشرين الثاني بين الدول التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق الذي يحمل رسمياً اسم "خطّة العمل الشاملة المشتركة"، وهي الثلاثي الأوروبي ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إضافة إلى الصين وروسيا وإيران.

والهدف هو إعادة واشنطن إلى الاتفاق الذي انسحبت منه في 2018، وإعادة طهران إلى احترام التزاماتها التي انتهكتها رداً على إعادة فرض العقوبات الأميركية أبرزها فرض حظر نفطي صارم وأي تعامل مالي مع إيران.

وبدأت المحادثات في أجواء "سيئة"، لكنها استؤنفت في نهاية ديسمبر/كانون الأول في مناخ أكثر تفاؤلاً. ووصفها نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف مطلع الأسبوع، بأنها "تسارعت"، معتبراً أن "فرص التوصل إلى حل ازدادت".

وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "هناك تقدماً حقيقياً". كان ذلك أيضاً رأي طهران التي أشادت بالرغبة الحالية لجميع المفاوضين في التوصل إلى "اتفاق موثوق ومستقر".

بالمثل، تراجعت واشنطن عن تشاؤمها الشديد الذي أظهرته، أمس، وسجّلت على لسان المتحدث وزير خارجيتها إنّ "التوصّل إلى اتفاق مع طهران سيكون أفضل لأمن واشنطن".

وأمس الجمعة، أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنَّ أجواء المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية "باتت أفضل مما كانت عليه قبل عيد الميلاد".

إلا أنّ وزير الخارجية الفرنسي، جان لودريان، اعتبر الثلاثاء الماضي، أنّ مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني "بطيئة جداً"، مشدداً على أنّ ذلك يهدد إمكانية التوصل إلى اتفاق في "إطار زمني واقعي".

اخترنا لك