الماسونية.. قصة منظمة سريّة من العصور الوسطى
ينقسم الرأي العام بشأن الحركة الماسونية بين مؤيد ومعارض لها؛ مؤيد يؤكد أنها حركة تهدف إلى تطوير المجتمعات والارتقاء بها، ومعارض يعتبر سرية هذه الحركة وغموضها دليل على أنها "خطيرة على المجتمعات" و"تعمل على تحقيق أهداف الصهيونية".
الماسونية
مازالت الماسونية، بالرغم من قدم نشأتها وسعة انتشارها عالمياً وتغلغلها في المجتمعات، منبوذة في بعض الدول، العربية والإسلامية تحديداً. ففي العام 1979 أصدرت الجامعة العربية قراراً يحمل الرقم 2309 يعتبر "الحركة الماسونية حركة صهيونية وهي تدعم إسرائيل ومجهودها الحربي". كذلك اعتبرت لجنة الفتوى في الأزهر أن "المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً لأن ذلك يؤدي إلى انسلاخه تدريجياً عن دينه".
فقد "تورطت المحافل الماسونية المصرية في السياسة، رغم الشعار الماسوني المعروف الذي يحظر على المحافل التدخل في أمور السياسة أو الدين، من أبرزها مناشدتها أهالي فلسطين الهدوء والسلام والعيش المشترك مع اليهود خلال عشرينيات القرن الماضي".
وفي الإطار نفسه، محفل لندن قاطع محافل فرنسا، بعد إعلان الدولة الفرنسية دولة عَلمانية، أي فصل الدين عن الدولة.
بالرغم مما يُنشر بين الحين والآخر عن انضمام رؤوساء ووزراء وعلماء ومفكرين ومشايخ ومثقفين وفنانين، وغيرهم من أصحاب المناصب الرفيعة والمؤثرة إلى هذه الحركة، مازالت صفة "الماسوني" تهمة وأحياناً خطيرة تلاحق الشخص الذي ينتمي إليها. فما هي الماسونية؟ ولماذا كل هذا اللغط حولها؟
ما هي الماسونية؟
لا يوجد توصيف واحد للماسونية، فاللغط وتضارب الآراء والتأويل، أول ما يلفت انتباه أي باحث. وذلك نظراً للسرية الكبيرة المحاطة بها. فكل ما يُكتب أو ينشر عنها، إما نتاج لأحكام مسبقة، وهي آراء بغالبها لا تستند إلى وقائع حقيقية بقدر ما هي فانتازيا الكتّاب أنفسهم.
حتى الكتب الموثقة من أصحاب الشأن والتجربة، تضيء على جانب من الحقيقة، كبير أو صغير، ولكن ليس كلها. قد يرجع ذلك إلى أن أصحاب تلك الكتب، لهم تجارب غير مكتملة في الحركة الماسونية. أو لأن طبيعة التدرج والانتقال بين درجات الماسونية، لا تتيح معرفة أسرار الدرجة الأعلى لمن هم في درجة أدنى، فكيف بالنسبة إلى أشخاص خارج هذه التجربة كلياً.. بالإضافة إلى أنه "لا ينبغي تسريب أسرار معينة. السر الحقيقي يكمن في تجربة الطقوس. وهذا هو السر المطلق الذي لا يمكن خيانته". بحسب الخبير في الأيديولوجيات والأديان ماتياس بولمان.
يشير بولمان إلى أنه "في السنوات الأخيرة، صار لدى الناس معرفة أفضل بكثير من قبل عن الماسونية. وأعتقد أن هذا تطور مهم. فبعض المحافل تسمح للناس المشاركة في (يوم المعالم المفتوحة)، وتفتح أبوابها خلال (ليلة المتاحف الطويلة) في برلين".
كما أن طبيعة الموقف من الماسونية، سلبياً كان أم إيجابياً، بين الماسونيين الذين خرجوا أو استقالوا من محافلهم، يعود إلى طبيعة المحفل الذي كانوا ينتمون إليه. فالمحافل الماسونية ليست واحدة التوجه والأهداف والعمل. تختلف باختلاف الدول التي نشأت فيها، وباختلاف مؤسسي هذه المحافل وخلفياتهم، السياسية والدينية.
اقرأ أيضاً: نيوم وطريق موسى
تعريف الماسونية
تُعرّف الموسوعة البريطانية الحركة الماسونية بأنها "تعاليم وممارسات النظام الأخوي السري،للرجال فقط من الماسونيين الأحرار والمقبولين. هي أكبر جمعية سريّة في جميع أنحاء العالم. وانتشرت بفضل تقدم الإمبراطورية البريطانية، وظلت أكثر الجمعيات شعبية في الجزر البريطانية، وفي البلدان الأخرى التي كانت موجودة أصلاً داخل الإمبراطورية".
كما يُعرّف قاموس Toupie الفرنسي الماسونية أنها: "في الأصل، كانت الماسونية أخوية دينية للبنائين الإنكليز في القرن الـ12. يعود اسمها وبعض استخداماتها إلى نقابات البنائين في العصور الوسطى. وأتت الأشكال الأخرى من طقوسها لاحقاً، من طقوس عبادة زرادشت. وظهرت الماسونية الحديثة في القرن الـ17 في بريطانيا العظمى، في اسكتلندا تحديداً، قبل أن تنتشر في أوروبا خلال القرن الـ18".
مراتب الماسونية
يوجد في الماسونية 3 مراتب وهي: المبتدىء، والزميل أو المُرافِق، والخبير أو المعلم البنّاء.
من غير المعروف تحديداً شروط وكيفية الانتقال من مرتبة إلى أخرى. ما هو معروف طقوس قبول العضو كمبتدىء في أي محفل ماسوني.
من تلك الطقوس وضع عصابة على عيني العضو أثناء أدائه لليمين. ويفسر الماسونيون وضع عصابة، على أنها ترمز إلى الجهل أو الظلام الذي كان فيه الشخص قبل اكتشافه لحقيقة نفسه عن طريق الماسونية. وإن هذه العصابة سترفع عندما يصبح المبتدئ الذي أدى القسم مستعداً لاستقبال الضياء.
وبالنسبة للحبل المستخدم أثناء تأدية قسم العضوية، فيفسره الماسونيون كرمز للحبل السري الذي يعتبر ضرورياً لبدء الحياة، لكنه يقطع أو يستبدل بعد القسم بمفاهيم الحب والعناية التي تعتبر ضرورية لإدامة الحياة.
يتدرج الماسوني على سلم يتألف من 33 درجة. البعض ينفي وجود هذه الدرجات لكن الوثائق بغالبيتها الساحقة تثبت وجودها.
تعالوا نستكمل كلامنا عن الماسونية الحديثة الصهيونية العالمية وفي الجزء السادس دا هنتكلم شوية عن رموز الماسونية ودرجاتها ال(33) ...تابع التويتات 👇 pic.twitter.com/Rq2ps4jNbE
— الصقر المصرى🇪🇬(سارد الحقائق) (@medoesmaeil) February 12, 2021
مؤسس الماسونية
ليس هناك ما يشير إلى مؤسس الماسونية، ولا يوجد حتى الآن وثائق، قديمة أو جديدة، تتحدث عن شخص واحد مؤسس للماسونية، بما في ذلك الكتب والمراجع المتوفرة.
يقول الكاتب والمؤرخ اللبناني جرجي زيدان الذي كان ماسونياً، في كتابه "تاريخ الماسونية العام" إن "مهد هذه الجمعية رومية (روما)، وأول اجتماع التأم تحت اسم البناية (البناؤون) كان في العام 715 ق.م، بأمر نوما بومبيليوس وتحت عنايته (..) فبعد موت بانيها "روملس" أصبحت في احتياج لمن يحكم فيها وينظم أحوالها، (..) وأقرّ السراة ورجال الدولة على أن يختاروا لهم ملكاً من غير أبناء ملتهم، وأن يكون صابنيّاً (من إيطاليا) فأقر الرومانيون على انتخابه (بومبيليوس) ليحكم فيهم (..) وكان هذا الملك يعتقد بإله واحد واجب الوجود غير متغير وغير منظور، ولا ريب أنه كان عضواً في إحدى الجمعيات السرية المقدسة في ذلك العهد، لأن مثل هذا الاعتقاد كان معدوداً من التعاليم السريّة لا يباح به إلا لمن يستحقه (..) كان من المتعمقين في تلك الأسرار، ولعله كان من الكهنة العظام".
أما المراجع الأخرى فتتحدث عن نشأة الماسونية. فكيف نشأت؟
نشأة الماسونية
في نشأتها كما في توصيفها وتعريفها، لا يوجد كثير توافق. وهنا نعرض على القارىء بعض المراجع المعتمدة التي تتحدث عن النشأة وأسباب غياب أي توثيق لها.
من الروايات المعروفة عن نشأة الماسونية، يوردها الكاتب الماسوني "بات مورغان" في كتابه "أسرار الماسونيين الأحرار"، والكاتبان الماسونيان "جون هاميل" و"روبرت غيلبرت" في كتابهما الموسوعي "الحركة الماسونية: احتفال بالصنعة". ويؤكدون أن الماسونية هي امتداد لتنظيم عسكري "منقرض" كان يعرف باسم "فرسان الهيكل" ظهر في نهاية الحملة الصليبية الأولى (1095-1099) على المشرق العربي.
اقرأ أيضاً: الشرق أوسطية في ثياب الأخوية الإبراهيمية
أما زيدان فيشرح في كتابه السابق ذكره، اللغط حول نشأة الماسونية وأسبابه، ونقتبس هذه الفقرة التي قال فيها:
"للمؤرخين في منشأ هذه الجمعية أقوال متضاربة، فمن قائل بحداثتها، فهي على قوله لم تدرك ما وراء القرن الثامن عشر بعد الميلاد، ومنهم من سار بها إلى ما وراء ذلك، فقال إنها نشأت من جمعية الصليب الوردي التي تأسست سنة 1616ب.م. ومنهم من أوصلها إلى الحروب الصليبية. وآخرون تتبعوها إلى أيام اليونان من الجيل الثامن قبل الميلاد، ومنهم من قال إنها نشأت في هيكل سليمان، وفئة تقول إن منشأ هذه الجمعية أقدم من ذلك كثيراً، فأوصلوها إلى الكهانة المصرية والهندية وغيرها. وبالغ آخرون في أن مؤسسها آدم، والأبلغ من ذلك قول بعضهم إن الله سبحانه وتعالى أسسها في جنة عدن، وإن الجنة كانت أول محفل ماسوني، وميخائيل رئيس الملائكة كان أول أستاذ أعظم فيه. إلى غير ذلك من الأقوال المبنية على مجرد الوهم".
يشرح زيدان بأن "السبب في تفاوت هذه الأقوال وتضاربها طموس التاريخ الماسوني قبل القرون المتأخرة؛ لأن الماسونية كما لا يخفى هي جمعية سرية، ونظراً لما كان يتهددها من الاضطهادات المتواترة (..) كانت تبالغ في إخفاء أوراقها إخفاءً، ربما لا يعود يتيسر معه لمن يبقى حيّاً بعد الاضطهاد أن يكتشفها، هذا إذا لم يعثر عليها المضطهدون ويعدموها حرقاً. ولكنهم نهضوا مؤخراً إلى جمع تاريخ هذه الجمعية، فعثروا على أوراق قديمة العهد أمكنهم الاستدلال منها ومن غيرها - مع ما هو محفوظ في أعمالها الحاضرة من التقاليد - أن يتوصلوا على سبُل مختلفة إلى إتمامه، على أنهم مع ذلك لا يزالون في تضارب من حيث منشئها على ما تقدم".
أما الموسوعة البريطانية فتُعيد "نشأة الماسونية إلى النقابات التي شكلها البناؤون عندما تولوا بناء القلاع والكاتدرائيات في العصور الوسطى. وعندما تراجع بناء الكاتدرائيات كثيراً، بدأت بعض محافل البنائين العاملين في قبول أعضاء فخريين، لوقف تراجع الإقبال على عضويتها، بسبب تراجع عمليات البناء، ومن هذه المحافل، نشأت الماسونية الحديثة الرمزية والنظرية، غير المرتبطة بحرفة البناء".
خلال القرنين الـ17 والـ18، بدأت المحافل الماسونية بتبني تقاليد الطرق الدينية القديمة والأخوة والفروسية. وفي العام 1717، تأسس المحفل الأكبر بشكل رسمي في لندن، كرابطة تضم جميع المحافل في إنكلترا، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بلدان أخرى.
لماذا السرية والغموض؟
موضوع السرية والغموض لا يقتصر على الحركة الماسونية ولم يبدأ معها، فالسرية من أساس عمل بعض الأحزاب والجمعيات حتى من قبل نشأة الماسونية. ويمتد هذا الأمر إلى بعض الطوائف الدينية التي حتى الآن من غير الممكن لمن هو خارج هذه الطوائف معرفة طقوسها وشعائرها، لا بل بعضها يحرّم على أبناء الطائفة نفسها، من غير الملتزمين دينياً، معرفة أسرارها.
أما بالنسبة للجمعيات السرية التي سبقت الماسونية، فهي كما وردت في الكتاب نفسه للكاتب والمؤرح جرجي زيدان:
الكهانة المصرية
يستفاد من المصادر التاريخية القديمة أنه كان في مصر عند تمدنها جمعية تدعى "جمعية إيزيس السرية"، وكانت ذائعة الصيت في سائر أنحاء العالم، وكان يقصدها الطالبون من أنحاء شتى، ولم يكن يُقبَل فيها إلا مَن عُلم عنه - بعد التحري التام والشهادات الحسنة - أنه أهل لنوال تلك "الأسرار الثمينة".
مجمع "الإلوسينيا"
نشأ في تراسيا (اليوم بلغاريا وروملي) نحو الجيل الرابع عشر قبل المسيح، أسسها تلاميذ أورفيوس التراسي بعد موته، وكان من عائلة ملوكية تلقى العلم في الجمعية الإيزيسية السرية في مصر (..) وقد اشتهر هذا المجمع في تلك الأعصر بالعلم والصناعة والفلسفة على أنواعها، وكانت تُلقَّن فيه العلوم سراً، ولم يكن يُقبَل في سلك هذا المجمع إلا المنتخبون والذين يُجمع على أنهم لائقون.
مجمع "الكبراء"
يظهر أن منشأ هذا المجمع قديم العهد جداً، وتعاليمه كانت منتشرة في سائر المدن القديمة كفينيقيا والهند ومصر وسوريا واليونان وغيرها، حتى قيل إنها أصل لجميع تعاليم المجامع السرية القديمة في العالم، ولا يجتمعون إلا ليلاً.
تعاليم فيثاغورس
أخذ فيثاغورس العلم عن الكهنة المصريين في الجمعية الإيزيسية السرية، ومن سحرة وعلماء الكلدانيين، ومن جمعية الكبراء في فينيقيا، وتعاليم الإسكندينافيين وجمعياتهم السرية. ثم عاد إلى وطنه ساموس، ونظم مجمعاً لتعليم العلوم والآداب التي اكتسبها في تلك السياحة الطويلة، وجعل طريقة تعليمه على مثال سائر المجامع، سرية وشاقة.
جماعة الهرمنداد
جماعة "الهرمنداد" في إسبانيا، التي نشأت في كستيل وليون في العام 1295 بعد الميلاد، وكانت غايتها التعاون على اتقاء مظالم الحكام في ذلك العهد ومقاومة التعسف والعتو. وكانت وثيقة الارتباط بين أعضائها أن يدافعوا بعضهم عن بعض ما استطاعوا.
ويعتبر زيدان أن أمثال هذه الجمعيات السرية كانت في مقدمة كل تمدن قديم وحديث. وهذا لأهميتها وحاجة المجتمعات إليها. وأن انتشار العلم والفضيلة عن طريق الجمعيات السرية أمر طبيعي، فالبشر منقادون إليه بالفطرة.
كما يُعتقد بأن الماسونية هي امتداد لإحدى تلك الجمعيات السرية.
اقرأ أيضاً: اليهود والماسون في ثورات العرب
أهداف الماسونية
لا خلاف جوهري حول تحديد أهداف الماسونية بين الماسونيين.
يقول قاموس Toupie الفرنسي، إن "الماسونية هي حركة عالمية ذات أهداف أخلاقية وإنسانية، تعمل من أجل تقدم الإنسانية، مع مثال الأخوة والتضامن (..) وهي منظمة هرمية، لها وظائف طقسية للغاية. يتصرف الماسونيون بطريقة سرية وغير سرية (..) يعتمد تعليمهم على أساليب عمل تسمى الطقوس. استخدام الرموز في الطقوس مهم جداً، وأشهرها هو المثلث والبوصلة والمئزر".
وينقل القاموس عن موقع المحفل الماسوني البلجيكي الإلكتروني، بأن "أكثر المغامرات بطولية هي أن تصبح إنساناً". في إشارة إلى أهداف الماسونية وغايتها المعلنة.
الماسونية والسيطرة على العالم
ولكن، هناك الكثير ممن لا يقتنع بأهداف الماسونية الأخلاقية والإنسانية المعلنة. ويعتبر أهدافها الحقيقية هدم المجتمعات من الداخل وإعادة بنائها وفقاً لمبادئها وتوجهاتها، ثم السيطرة على العالم والقضاء على كل مختَلفٍ عنها. فهي برأي هؤلاء، غير منفتحة على مفاهيم الآخر ولا تتقبلها.
ففي حين يزعم الماسونيون بأن الماسونية لا علاقة لها بالسياسة أو الدين، يؤكد أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية الدكتور حسان حلاق حلاق، في كتابه "دور اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني 1908_1909"، على علاقة الماسونية باليهود بأن الذي تزعم حادثة خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1908، هو المحامي اليهودي الماسوني عمانوئيل قره صو، وهو الذي أسس محفلاً ماسونياً من أهم المحافل الماسونية في الدولة العثمانية.
ويشير إلى تصريح أحد كبار الماسونيين ويدعى يوسف الحاج بأن "الماسونيين يؤمنون بالتوراة لأن الماسونية بنت اليهودية، إنهم يؤمنون بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين".
بالإضافة إلى حادثة معروفة حصلت خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1991) حين عُثر في أحد المحافل الماسونية على وثيقة لشيفرة الاتصال بين الأعضاء، وكلمات السر الخاصة بكل درجة، ومعظم هذه الكلمات هي عبرية.
اضطهاد الماسونيين
في معرض شرحه لماهيّة الماسونية، يعتبر قاموس Toupie أنه "بسبب التزاماتهم الإنسانية، وحريتهم العقلية ورفضهم لأي عقيدة، غالباً ما تعرض الماسونيون للاضطهاد عبر التاريخ، لا سيما من قبل الكنيسة الكاثوليكية. وفي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، كانت الماسونية تعتبر من أصل برجوازي (وجرح في جسد الشيوعية الفرنسية، يجب حرقه بحديد أحمر). كما تم حظر المحافل الماسونية في العام 1935 من قبل النازية في ألمانيا". ويقول القاموس إنه يوجد نحو 6 ملايين ماسوني في العالم، ثلثا هذا العدد في الولايات المتحدة.
واجهت الماسونية في هذا السياق معارضة شديدة من الأديان، خاصةً من الكنيسة الكاثوليكية، وواجهت الحظر في العديد من الدول، مثل الاتحاد السوفياتي السابق وإسبانيا وإندونيسيا وغيرها من الدول.
يورد كتاب "اللغة العالمية للماسونية" أنه "لطالما كانت الماسونية محط عداء الكنيسة، ولا سيما الكاثوليكية، وحتى النازية، ونظر إليها الناس بعين الارتياب والخوف. وما زال العداء لها ماثلاً بين المسيحيين المتزمنين، رغم أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، رفع في 27 أكتوبر/تشرين الثاني 1983 الحرم الكنسي المفروض على جميع الماسونيين، منذ عهد البابا كليمنت الثاني عشر في العام 1738".
الماسونية العالمية
يُعتبر "المحفل الكبير" في لندن، الذي أُنشئ خلال صيف العام 1717، أقدم المحافل الماسونية الرسمية العالمية وأكثرها سلطة، وقد نشأ من اندماج 4 محافل ماسونية. وأعطى لنفسه صلاحية العمل على توحيد الحركة الماسونية العالمية، تحت وصاية "أستاذه الأكبر".
من بريطانيا تمددت الماسونية إلى فرنسا في عشرينيات القرن الـ18 الميلادي، الذي كان قرن الرواج الكبير للأفكار الماسونية. انتشر النموذج البرلماني البريطاني وبعض الليبرالية السياسية والتسامح الديني والعقلانية العلمية في جميع أنحاء أوروبا.
روّج المبادرون المشهورون، الذين انضم إليهم فولتير، وموزارت، وغوته، ولا فاييت، وفرانكلين، وغيرهم كثيرون، "لأفكار التنوير" التي ألهمت بشكل خاص الثورتين الأميركية في العام 1776 والفرنسية في العام 1789. ومن فرنسا، ومع حملة نابليون بونابرت، انتقلت الماسونية إلى مصر.
بحسب روجر داتشيز. انضم العديد من الأرستقراطيين الإنكليز، مثل أولئك الموجودين في بلاط لويس الـ15 ولويس الـ16، إلى المحفل. ويشكل السادة الكبار عموماً جزءاً من الحاشية الملكية، مثل دوق أنتين وكونت كليرمونت. المراسيم الأخيرة في لوائح العام 1755 تقول إنه يجب على "الأخوة" حضور القداس في يوم القديس يوحنا. كما بدأ القساوسة والكهنة الكاثوليك بالدخول إلى المحافل الماسونية.
ويعتبر الكاتب مايكل بينسون في كتابه "داخل الجمعيات السرية" أن "العين التي تظهر في أعلى مثلث الختم الأعظم للولايات المتحدة وعلى ورقة فئة الدولار الأميركي الواحد، والكلمات المكتوبة تدل على سيطرة الماسونيين على الولايات المتحدة، وعلى رغبتهم بالسيطرة على العالم باعتبار أن من صمم الختم ووضع الرسم والكلمات له خلفية ماسونية".
ويعتبر بينسون شعارات الماسونية مثل: Novus Ordo Seclorum ) New Secular Order) (وتعني النظام العلماني الجديد)، و Odru ab Chao (وتعني: النظام من داخل الفوضى) هو الشعار الذي يتبناه "المحافظون الجدد" الذين بات نفوذهم السياسي متعاظماً في الولايات المتحدة. ويفسر الشعار الأخير على أن الماسونيين "يغتنمون فرص الفوضى لأنه من السهل استغلال حاجة البشر للنظام".
شعار الماسونية
يجسد شعار الماسونية تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي. ولهذا معنيان: معنى بسيط، ويدل على حرفة البناء. ومعنى باطني والذي يدل على علاقة الخالق بالمخلوق، إذ يرمز إلى زاويتين متقابلتين: الأولى تتجه من أسفل إلى أعلى وترمز إلى علاقة الأرض بالسماء، والأخرى من أعلى إلى أسفل وترمز إلى علاقة السماء بالأرض. وهناك من يفسرهما على أنهما يمثلان "الطبيعة الأخوية" للماسونية.
أما النجمة السداسية، فالبعض يعتبرها نجمة داوود، ولها نفس المعنى وترمز إلى اتحاد الكهنوت (السماء) مع رجال الدولة (الأرض).
في المقابل، يؤكد مؤرخون بأنها نجمة في أساس الثقافة والحضارة الشرقية، استخدمتها حضارات كثيرة وهي موجودة عند الفينيقيين والهندوس، حتى أنها موجودة على المعابد الرومانية الأثرية. وهي أيضاً رمز هيروغليفي لأرض الأرواح، بحسب معتقدات قدماء المصريين. واتخذ داوود منها رمزاً لليهود بسبب إحدى زوجاته وكانت مصرية، بحسب الروايات. وبعض الحضارات تعتبرها اتحاد بين الذكورة والأنوثة، الذي يولد الحياة.
ويتضمن شعار الماسونية أيضاً، حرف G بين زاوية القائمة والفرجار، ويختلف الماسونييون في تفسيرها، فالبعض يفسرها بأنها الحرف الأول لكلمة الخالق الأعظم "God" أو "الإله" فالماسونيون "ملزمون" بالإيمان بوجود كائن أسمى يسمونه "مهندس الكون الأعظم" وإن كانوا لا يطلقون عليه اسم الله.
والبعض الآخر يعتقد أنها أول حرف من كلمة هندسة باللاتينية Geometry. ويذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك ويرى أن مصدر حرف G كلمة "gematria"، والتي هي 32 قانونًا وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس في العام 200 قبل الميلاد.
في المقابل، تقول الدكتورة كاثي بيرنز في كتابها "شرح الرموز الماسونية" إن "الحرف G يمثل كوكب الزهرة (كوكب الصباح). وهو أيضاً أحد أسماء الشيطان، وهو يمثل عند الماسونيين الإله "بافوميت" ( الإله الشيطاني الذي اتُهم فرسان الهيكل بعبادته سراً، وهو يجسد الابليس لوسيفير).
أهمية الرموز الماسونية
"هنا، كل شيء هو رمز". هذه واحدة من العبارات الأكثر شيوعاً في المحافل الماسونية. بعبارة أخرى، لا شيء لا أهمية له في الزخرفة أو خالٍ من المعاني. التخطيط، وترتيب المحفل الماسوني، تماماً كما هو الحال في الزخارف التي يرتديها الماسونيون أو المصطلحات المستخدمة في الطقوس. وهكذا ، تقدم الماسونية لأتباعها عالماً من الإشارات أو الأشكال أو الأشياء أو الكلمات المادية أو الصوتية، وكلها لها معنى أخلاقي أو روحي، بحسب الماسونيين.
التطور التاريخي للرموز الماسونية
بما أن الحركة الماسونية واكبت التاريخ واستمرت حتى يومنا هذا، فقد استطاعت في كل مرحلة أن تطور وسائل التعبير عن نفسها. لذلك فإن الرموز التي استخدمتها تطورت بدورها. فالرموز المسماة "رموز ماسونية" تأتي من مصادر متعددة، غالباً ما تكون قديمة جداً ومستمدة من ثقافات مختلفة، وليست حكراً على مهنة البنائين فحسب. فمن أين تأتي؟
- مهنة البنائين:
الأشياء المرتبطة مباشرة بممارسة مهنة البناء: المئزر، المطرقة، الإزميل، المسطرين، الشاقول، المسطرة، الفرجار.. وغيرها. ومواد البناء كالحجر، والمكعب.
- الرموز الفلكية:
الشمس والقمر والنجوم.
- الرموز الكيميائية:
الملح والزئبق والكبريت.
- الرموز العالمية:
عادة ما تكون الأشكال الهندسية البسيطة لها معاني دينية في تقاليد مختلفة، مثل: النقطة، الصليب، الدائرة، المثلث.
- الأحرف:
الحرف G، وهو الحرف الأول من كلمة الهندسة، وتعني أيضاً كلمة الله.
- الكتاب المقدس:
هناك عناصر مستعارة من الكتاب المقدس، لا سيما من معبد سليمان:
العامودان J و B، والرصيف الفسيفسائي، والشمعدان بـ7 أفرع، ومن الممكن أيضاً أن يكون 3 أو 5 أو 9 (وكلها أرقام مفردة ذات دلالات)، وتابوت العهد، وبرج بابل.
الزخارف:
لا تقتصر الرموز الماسونية على ما تقدم، فهناك ما يسميه الماسونيون "زخارفهم" الخاصة بكل محفل. وهي تعني كل العناصر التي يرتبون بها محافلهم وأماكن اجتماعاتهم لمنحهم معنى رمزياً.
الملابس:
ولكن قبل أي شيء، هناك الملابس المحددة التي يرتدونها والتي تشير إلى وظائفهم ورتبهم و"كراماتهم"، مثل القلائد والخواتم، والأوشحة والحبال (غالباً ما تكون مرصعة بمجوهرات ذات رمزية)، وقفازات وأغطية رأس، بالإضافة إلى الخنجر أو السيف مع حزامه، وأخيراً المآزر ( tabliers) من جميع الأشكال والأحجام والألوان.
رموز صوتية
الرموز الماسونية لا تتوقف عند هذا الحد، فما يعرف بعالم الأصوات أو الصوتي لا يعد استثناءاً من هذا الاستخدام الرمزي مثل:
الضربات بالمطرقة، التصفيق المنظم، الكلمات المنطوقة، طرق الباب بعدد محدد من الطرقات، الشعارات المعلنة كلها رموز سمعية ليست فقط ذات دلالة رمزية تأملية.
باختصار، الماسونية عالم من الرموز ذات التفسيرات المتعددة للرمز الواحد، وهو ما يفتح باب التأويلات بشأن هذه المنظمة.
تعتبر الرمزية نقطة ضعف وقوة الماسونية على حد سواء. فهي التي تمنح الماسونية هذه الديناميكية العميقة بالتفكير وتبرر وجودها الفكري وبنفس الطريقة تجعلها غامضة وصعبة الفهم. بدون الرمزية تصبح الماسونية مجرد رابطة للمساعدة المتبادلة، أو حلقة فلسفية، أو مجتمع أخوي، أو حتى نادي خدمة، أو جماعة ضغط سياسية أو شبكة نفوذ. لقد حدث للماسونية أن تكون بعضاً مما ذُكر، معاً أو بشكل منفصل.
المصافحة الماسونية
يُقال إن للماسونيين مصافحة خاصةٌ، يُحيّي بها أعضاؤها بعضَهم البعض. وجميع تلك التحيات والمصافحات تعتمد على رتبة الفرد داخل المنظمة. فهناك مصافحة لكل درجة، للمعلمين والزملاء والمبتدئين، وكل مصافحة مختلفة تماماً عن الأخرى. كما أنّه لكل طقسٍ من الطقوس، تحية أو مصافحة خاصة به، لذا فثمة تنوّع كبير في هذا المجال. وكل هذه التحيات أو المصافحات تتم داخل المحفل.
كيف تعرف الشخص الماسوني؟
نادراً ما يتم استخدام الإشارات والكلمات والمصافحات خارج المحفل. لكن لديهم سلوك محدد يسمح للماسونيين ذوي الخبرة بالتعرف على الماسوني فوراً.
العناق
الخد الأيمن، ثم الخد الأيسر، ثم الخد الأيمن، القبلة الماسونية، التي تتم عن طريق لمس الكتف، هي أول علامة يتعلمها الماسوني من رتبة مبتدئ.
المصافحة
تتم المصافحة بضغط الأصابع الوسطى والسبابة والإبهام، والتي يتم تشغيلها بشكل مختلف حسب الدرجة، عن طريق عدة ضغوط متتالية.
كتاب الماسونية
ظهر أول كتاب عن الماسونية في القاهرة في العام 1889، وهو كتاب "تاريخ الماسونية العام" لجرجي زيدان، تلاه مؤلفات شاهين مكاريوس التي بلغت 10كتب، كان أولها كتاب "الآداب الماسونية" في العام 1895، ومؤلفات إدريس راغب الـ5 التي نشرت في مطبعة المقتطف التي كان يديرها مكاريوس.
خلال مرحلة انتشار واستقرار الماسونية في مصر، برزت 10 صحف ومجلات بين يومية وأسبوعية وشهرية مهتمة بالماسونية اهتماماً عاماً، مثل "اللطائف" و"المقتطف" و"المقطم"، هذا فضلاً عن الصحف المتخصصة التي اهتمت بالماسونية اهتمامًا خاصًا، وكان عددها 7 صحف، من أبرزها "المجلة الماسونية" و"الجريدة الماسونية" ومجلة "الإخاء".
مشاهير الماسونية
انضم إلى الماسونية عدد لا يُعد ولا يحصى من مشاهير العالم قاطبة، عرب وأجانب من الديانات كافة من جميع الأوساط الفكرية والثقافية والفنية والسياسية و.. غيرها الكثير. منهم من استمر في عضويته وتدرج وترفع، ومنهم من رفض الاستمرار فيها لتناقضها مع مبادئه فتركها. لذلك نورد أبرز مشاهير الماسونية الذين استقالوا من الحركة ولماذا، وهم:
1-السيد جمال الدين الأفغاني
(..) أدرك السيّد الأفغاني دور تنظيم الماسونية وأهميته في حركة التغيير، وكانت الحركة الماسونية حينئذ ذات سمعة حسنة، فهي ترفع شعار الثورة الفرنسية "حرية إخاء مساواة" (..) كما كانت تضم صفوة المجتمع، بصرف النظر عن الجنس والدين. ولعل ذلك ما جعله يتخذها شكلاً من أشكال التنظيم، ولكنه اكتشف الخيوط التي تربط قيادات المحفل بالاستعمار، فقد دعاهم لتطبيق شعارات المحفل فقالوا إن الماسونية لا دخل لها بالسياسة، فقاد الأفغاني التمرد ضد المحفل الغربي في مصر، وأحدث انشقاقاً في المحفل الماسوني فيها.
خرج الأفغاني بخيرة عناصر المحفل وأسس بهم محفلاً ماسونياً شرقياً ارتبط بعلاقات مع المحفل الفرنسي، نظراً لمناوأة الفرنسيين لأطماع الإنجليز بمصر، وبلغ عدد أعضائه 300، وقسمه إلى شُعب للدراسة والتشريع والتخطيط لمختلف أوجه الإصلاح في المجتمع.
في هذه الشعب ثم في الحزب الوطني الحر، تكونت القيادات التي لمعت في مصر وقادت الثورة العرابية، ومنهم أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي وعبد السلام المويلحي وإبراهيم المويلحي ومحمد عبده وإبراهيم اللقاني وعلي مظهر والشاعر الزرقاني وسليم نقاش وأديب إسحق وعبد الله النديم.
2- الزعيم أنطون سعادة
كان ينتمي مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة إلى "محفل نجمة سوريا" لكنه استقال لعدة أسباب، أهمها عدم تطبيق الماسونية لشعاراتها.
بدأ أنطون سعادة رسالة استقالته، المؤرخة بـ30 آب/أغسطس للعام 1926، بـ"تحية أخوية مثلثة لكم".
ثم أشار إلى أن "جمعية البنائين الأحرار أُنشئت لأصحاب الأفكار الحرة في العالم. والقصد منها تحرير الشعوب من قيود الاستبداد واستعباده، وتحرير العقل البشري من عبودية الأوهام والخرافات وسيطرتها، ومحاربة الجمعية الحكم الاستبدادي المطلق في الشعوب شاهدة على القسم الأول، ولها أمثال كثيرة منها الثورة الفرنسية، والحملة القومية على الأوهام والخرافات الإكليريكية". لافتاً إلى أن "تنفيذ قصد الجمعية يقتضي 4 أمور هي السياسية والعلم والاقتصاد والحرب، والتاريخ يفيدنا أن الجمعية كانت تنفذ مقاصدها بواسطة هذه الخصائص الأربعة".
منتقداً عدم قدرة محافل سوريا على توحيد نفسها "في شرق مستقل تبعاً للقاعدة الطبيعية التي سارت عليها محافل الجنسيات الأخرى. إن عدم توحيد المحافل السورية غلطة فاضحة يجب الإسراع إلى إصلاحها حالاً وسريعاً".
اعتبر سعادة في نص استقالته أن "الاشتغال في القضية الوطنية هو ما عجّل في انضمامي إلى محفل نجمة سوريا، وهو ما عجّل في انضمام كثيرين غيري، ولكن المنطق الذي استعمل في هذا المحفل وهو التباعد عن السياسة قد قضى على أكبر آمالنا، ومن غريب أمر هذا المنطق أنه فشل في قضية التوافق فشلاً تاماً".
منتقداً "إهمال محافل كثيرة في العالم أمر المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأدخلت في عداد أعضائها من ليسوا أهلاً للانخراط في سلك العشيرة المقدسة، فكان ذلك باعثاً على فشلها في مهمتها المقدسة وفي هذا الخطأ الخطير، الخطر أوقع كثيراً من المحافل السورية ".
منبهاً من أن "العمل بروح مبدأ جمعية البنائين الأحرار واجب دائماً وأبداً، والاقتصار على الطقوس والتقاليد لا يعني إلا الانحطاط".
وأشار إلى أن "كل المحاولات التي قُصد منها حمل المحفل على التدخل في مسألة حرية وطننا انتهت بالفشل(..).
وبعد 23 عاماً من رسالة الاستقالة في الـ21 من آذار/مارس للعام 1949، وكان أسس الحزب السوري القومي الإجتماعي، وجه رسالة إلى عميد الداخلية في الحزب، بشأن القوميين المنتمين إلى الماسونية، جاء فيها:
"إن أهداف الماسونية التعميمية والغامضة تتضارب مع الأهداف القومية الاجتماعية، بحيث لا يمكن التوفيق في الولاء لكليهما فإما أن يكون الشخص قومياً إجتماعياً، وإما أن يكون ماسونياً في العقيدة والأهداف. فمن كان ماسونياً وأراد الانتماء إلى المذهب القومي الاجتماعي والدخول في عضوية الحزب القومي الاجتماعي وجب عليه أن ينتفض على المبادىء الماسونية وينشق عن جمعياتها وأن يعلن ذلك صراحة في وثيقة الانتماء.
3- الشاعر اللبناني إبراهيم اليازجي
لا تتوفر كثير معلومات عن كيفية انتماء اللغوي والأديب والشاعر اللبناني إبراهيم اليازجي إلى الماسونية ولا السبب وراء خروجه منها، سوى بعض أبيات من قصيدة قال بها في الماسونيين:
الخير كل الخير
في هدم الجوامع والكنائس
والشر كل الشرِ
ما بين العمائم والقلانس
ما هم رجال الله فيكم،
بل هم القوم الأبالس
يمشون بين ظهوركم
تحت القلانس والطيالس
لكن المدافعين عن الماسونية ينكرون أن يكون القصد من هذه القصيدة وصف الماسونيين وانتقادهم.