العشائر تصد هجوم "قسد" على ذيبان.. ومشايخ العكيدات يدعونها للخروج من دير الزور
لليوم العاشر، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات عشائر قبيلة العكيدات و"قسد" التي تحاصر بلدتي ذيبان والحوايج شرقي دير الزور، في محاولة للسيطرة عليها، ومشايخ العكيدات يشددون على ضرورة خروج "قسد"من ريف دير الزور.
أفاد مراسل الميادين بأنّ قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تحاصر بلدتي ذيبان والحوايج شرقي دير الزور بعد محاولات متكررة لاقتحامهما مساء أمس الاثنين.
وصدّ مقاتلو العشائر في ذيبان هجوماً واسعاً لـ"قسد" من 3 محاور على البلدة في محاولة للسيطرة عليها، بعد قصفها بشكل عنيف بالهاون والقذائف الصاروخية، في وقت هاجم مقاتلو العشائر مواقع لـ"قسد" في الريفين الشرقي والغربي لدير الزور لتخفيف الضغط على جبهة ذيبان، وذلك في اليوم العاشر من المعارك بين الطرفين.
كذلك، حشدت "قسد" عدداً كبيراً من المقاتلين في بلدة البصيرة شمالي دير الزور، في محاولة لاقتحام الريف الشرقي لدير الزور الذي يمتد على مساحة تزيد على 70 كم واستعادة السيطرة عليه.
وتركز "قسد" في هجماتها على ذيبان التي تُعد معقل مقاتلي العشائر ومقر قيادتها في مضافة شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، الذي اتهمته "قسد" بأنه "رأس الفتنة والتحريض ضدها"، معلنة أنه "بات مطلوباً لقواتها".
هذا الاتهام زاد حالة الاحتقان لدى مقاتلي العشائر الذين تضاعفت أعدادهم بعد بيان "قسد" بحق الشيخ الهفل الذي يؤدي دوراً مهماً في تنظيم أبناء العشائر ومنعهم محاولات "قسد" استعادة السيطرة عن القرى والبلدات الخارجة عن سيطرتها.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر عشائرية أنّ "قوات العشائر نجحت في صدّ هجوم هو الأعنف على بلدة ذيبان لثلاث مرات متتالية خلال ليل أمس الاثنين، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف قسد"، مشيرةً إلى "اغتنام أبناء العشائر 4 عربات عسكرية لقسد مع تدمير آلية بشكل كامل".
ولفتت المصادر إلى أنّ "هناك حالة تكاتف بين أبناء العشائر مع الإصرار على منع قسد من العودة إلى المنطقة للضغط على الأميركيين للقبول بالأمر الواقع والموافقة على إخراج قسد من ريف دير الزور".
وأكّدت المصادر أيضاً أنّ "أبناء العشائر دمروا حاجزاً كاملاً لقسد في بلدتي الكبر والهرموشية في الريف الغربي، مع مهاجمة حاجز آخر في بلدة الحصان شمالي دير الزور، بهدف تخفيف الضغط عن ذيبان".
إلى ذلك، أكد شيخ العكيدات الهفل، في تصريحات إعلامية، أنّ "تحرك العشائر في ريف دير الزور ليس لأجل اعتقال أبو خولة، وإنما استعادة حقوق أبناء المنطقة التي سلبتها قسد"، موضحاً أنّ "الحراك ليس موجهاً ضد أشخاص أو لمصلحة أشخاص آخرين، إنما هو انتفاضة عشائرية للدفاع عن حقوق أبناء المنطقة المشروعة والمسلوبة".
وكشف الشيخ الهفل قائلاً: "لم تطرح علينا أي مفاوضات، وهذا يؤكد أنّ لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي تنتهجها قسد في التعامل مع أطياف المجتمع المدني".
وأشار إلى أنّ "العشائر ترفض الظلم والانتقاص من حقوقها كمكون عربي، ولن تسمح بالمساس بها"، داعياً التحالف الدولي إلى "أداء مهامه في استقرار محافظة دير الزور، من خلال انسحاب قياديي قسد بقرار رسمي وعلني منه".
بدوره، أكّد الشيخ مصعب الهفل، شقيق الشيخ إبراهيم الهفل، في تصريحات إعلامية، أنه "اجتمع بالسفارة الأميركية بالدوحة مع ممثل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ورئيس القسم السياسي بالسفارة مع بداية الاشتباكات في دير الزور شرقي سوريا، بهدف إيصال مطالب العشائر في شرقي سوريا".
وأشار إلى أنّ "الاجتماع الذي أعلنت عنه السفارة الأميركية في دمشق لم تحضره قبيلة العكيدات"، مشيراً إلى أنّ "من حضر الاجتماع شيوخ محسوبون على حزب PYD/PKK". كما نفى في الوقت نفسه "وجود أي علاقة لحراك العشائر العربية بالحكومة السورية أو إيران".
ولفت إلى أنّ "تحركهم جاء للمطالبة بحقوقهم وكفّ يد قسد عن ممارساتها في المنطقة"، وأنه "لا يوجد أي تواصل مع تركيا أو دعم من أنقرة لحراك العشائر".
وطالب الشيخ مصعب التحالف الدولي "بوقف القتال عبر الضغط على "قوات حزب PYD/PKK التي لا تتجاوب مع أي دعوة للتهدئة"، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ "العشائر لن تتخلى عن كرامتها"، قائلاً: "نموت بشرف أو نحيا بعزة ولا نخاف من تهديدات أحد".
وأمس الاثنين، أفاد مراسل الميادين باندلاع اشتباكات عنيفة بين "الجيش الوطني" و"قسد" على محاور قريتي البويهج والبوغاز في منبج بريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة "قسد"، التي استقدمت تعزيزات عسكرية من الرقة إلى جبهات منبج مساء الأحد الماضي.
وشهدت جبهات شمالي الرقة عند تل أبيض وريف الحسكة الغربي عند تل تمر قرب طريق (M4) اشتباكات عنيفة بين مسلحي "الجيش الوطني" و"قسد"، تركزت في قرى الطركي التي سيطر عليها مسلحو "الجيش الوطني".
وسيطرت العشائر، الأحد الماضي، على ريف دير الزور في الشرق السوري.
وفي السياق نفسه، تشهد جبهة منبج عند محور قرية العجمي (شرقي منبج شرقي حلب) اشتباكات عنيفة بين مسلحي "الجيش الوطني" التابع لتركيا و"قسد" في محاولة من "الجيش الوطني" للتقدم إلى منبج من جهتها الشرقية.