العدوان الإسرائيلي على غزة يدخل شهره الخامس.. وعدد الشهداء يتجاوز 27700

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة يدخل شهره الخامس وسط انتشار أمراضٍ وتفاقم أزمات النزوح القسري ومحاولة الحصول على الغذاء، ومنظمات عالمية تحذّر من أزمات إنسانية تضرب قطاع غزّة.

  • فلسطينيون يحاولون الحصول على وجبات طعام في خان يونس في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ضد القطاع (أرشيف)
    فلسطينيون يحاولون الحصول على وجبات طعام في خان يونس في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ضد القطاع (وكالات)

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة، اليوم الأربعاء، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزّة، راح ضحيتها 123 شهيداً، و169 جريحاً خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.

وقالت الوزارة إنّ العديد من الشهداء والجرحى لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وبذلك، يرتفع عدد الشهداء المُسجّلين حسب وزارة الصحة في القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 27708 وعدد الجرحى إلى 67147. وكذلك، لفتت الوزارة إلى أنّ 11 ألف جريح ومريض بحاجة ماسّة وعاجلة إلى مغادرة قطاع غزّة لإنقاذ حياتهم.

ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، اليوم، شهره الخامس وسط ارتفاع غير مسبوق في أعداد الشهداء (70% من الأطفال والنساء)، وكذلك، تفاقم الوضع الإنساني نتيجة نزوح قرابة 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأفاد مراسل الميادين في قطاع غزّة، باستشهاد المدير في الشرطة الفلسطينية مجدي عبد العال في قصف سيارة مدنية في رفح جنوب القطاع.

وأضاف مراسلنا أنّ "جيش" الاحتلال يُحاصر قُرابة 250 نازحاً في مؤسسة تنمية المرأة بين الصناعة وجامعة الأقصى في غزّة وسط ظروفٍ صعبة.

وأجبرت قوات الاحتلال النازحين داخل مدرستي مصطفى حافظ وزهرة، ومستشفى الأمل غرب خان يونس على النزوح إلى رفح مشياً على الأقدام تحت تهديد السلاح.

من ناحيته، أطلق الهلال الأحمر الفلسطيني نداء استغاثة لفكّ حصار الاحتلال عن مستشفى الأمل في خان يونس حيث يحضر في المستشفى نحو 220 شخصاً.

انتشار مقلق للأمراض

بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في منشورٍ لها في منصّة "إكس" للتواصل الاجتماعي إنّ هناك انتشاراً مقلقاً للأمراض في غزّة، بسبب الافتقار للصرف الصحي والمياه النظيفة.

وحذّرت "الأونروا" من أنّ 4 فقط من المرافق الصحية التابعة لها، من أصل 22 مرفقاً، لا تزال عاملة في قطاع غزّة، بسبب استمرار قصف الاحتلال الإسرائيلي، مبينةً أنّ 84% من المرافق الصحية تضررت بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وحذّرت "الأونروا" من موت الفلسطينيين في غزّة بسبب نقص الغذاء، وكذلك نقص الأدوية ولا سيما للأمراض المزمنة مثل السكري، محذّرةً من نقص الخدمات الطبية في المستشفيات ولا سيما المتخصصة بالولادات.

وفي وقتٍ سابق اليوم، أكّدت "الأونروا"، أنّ 84% من المرافق الصحية في قطاع غزّة المحاصر تأثرت بـ"الهجمات الإسرائيلية".

مرضى السرطان محرومون من العلاج

من ناحيتها، قالت منظمة "أكشن إيد" الدولية، أمس الثلاثاء، إنّ 10 آلاف مريض بالسرطان في قطاع غزّة محرومون من الحصول على الأدوية والعلاج، في ظلّ استمرار القصف ونفاد الإمدادات الطبية، ووصول النظام الصحي إلى حافّة الانهيار.

وأشارت المنظمة إلى أنّ المستشفى الوحيد في غزّة المتخصص في علاج مرضى السرطان، مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، توقّف عن العمل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وذلك بعد نفاد الوقود وتضرره بسبب قصف الاحتلال.

وذكرت المنظّمة أنّ قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان نحو 20,000 مريض يطلبون إذناً لمغادرة غزّة كل عام لأنّهم يحتاجون إلى رعاية صحية مُتخصصة لم تكن مُتوفّرة داخل القطاع.

حرق 3000 وحدة سكنية

من ناحيته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، أنّ الاحتلال أحرق 3000 وحدة سكنية بشكلٍ كامل تجاوزت خسائرها عشرات ملايين الدولارات خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة، وكان أغلب هذه الوحدات السكنية في محافظتي غزّة وشمالي القطاع.

وأضاف المكتب أنّ عمليات الحرق تمّت وفق تعليمات وأوامر واضحة ومباشرة من قادة "جيش" الاحتلال الإسرائيلي للجنود بإضرام النار في الوحدات السكنية والمنازل بطريقةٍ تجعلها غير صالحة للسكن نهائياً، لإجبار سكانها على عدم العودة.

وأشار المكتب إلى أنّ العديد من جنود الاحتلال نشروا مقاطع فيديو وصوراً فوتوغرافية لهم في وسائل التواصل الاجتماعي وهم يشاركون في عمليات إحراق المنازل في محافظات قطاع غزّة بشكلٍ غير مبرر، ويظهرون فرحتهم بعمليات الحرق.

تهجير جديد

وفي أحدث أشكال التهجير، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين 5 شباط/ فبراير 2024، ثمانية آلاف نازح كانوا قد نزحوا إلى مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يضم مستشفى الأمل، ويقع في حي الأمل غرب مدينة خان يونس، على النزوح مجدداً باتجاه مواصي خان يونس، بعد 15 يوماً من الحصار الخانق والقصف المتكرر على مقر الجمعية والمستشفى.

كما أُجبر النازحون على المرور عبر شارعٍ مُحدد يُوجد فيه حاجز تفتيش لقوات الاحتلال قرب مقرّ وزارة التنمية الاجتماعية غرب خان يونس، وأَجبر جنود الاحتلال العشرات من الرجال على التعري التام، وطلب من بعضهم الالتفاف (الدوران) مرات عدّة على مرأى باقي النازحين بشكلٍ مُهين، كما تعرّض العديد منهم للاعتقال والاحتجاز، وسمح للبقية بالتوجّه نحو منطقة المواصي، وجزء منهم توجّه نحو رفح.

ووفق ما أعلنت جمعية الهلال الأحمر فقد بقي داخل المستشفى 40 نازحاً فقط من كبار السن، بالإضافة إلى نحو 80 مريضاً وجريحاً، و100 من الطواقم الإدارية والطبية.

هذا وتستمر القيود والمخاطر على طواقم الإسعاف أثناء أداء عملهم في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، والذي يتعرّض محيطه للقصف بشكلٍ مُستمر، ويُعاني من نقصٍ حاد في أدوية التخدير والعناية المركزة ومستلزمات وخيوط العمليات الجراحية.

يُذكر أنّ عدد النازحين داخل المجمع (ناصر الطبي) يُقدّر بنحو 10 آلاف نازح، بالإضافة إلى 450 جريحاً، و300 من الطواقم الطبية. وبات المستشفى ومن هم داخله في مرمى نيران قناصة الاحتلال الذين يُطلقون النار بشكلٍ عشوائي، حيث استشهدت طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، صباح اليوم الأربعاء خلال حضورها في باحة المستشفى خلال محاولتها الحصول على المياه.

كما استمرت قوات الاحتلال في الأيام الماضية، في محاولة تفريغ غرب مدينة غزّة من السكان الذين بقوا هناك، عبر مداهمة مراكز الإيواء والمنازل، واعتقال العديد من المدنيين وإجبار البقية على التوجّه نحو دير البلح وسط قطاع غزّة.

وعلى الرغم من أنّ الاحتلال حدد دير البلح ورفح، كمناطق آمنة، بيد أنّه كثّف هجماته الجوية على المنازل السكنية والتجمعات التي تؤوي نازحين، ما أدّى إلى وقوع عشرات الشهداء، بمن فيهم أطفال ونساء. 

أزمة المجاعة

وكذلك، تتفاقم أزمة المجاعة التي تتفشى بشكلٍ خاص شمالي وادي غزّة، إذ لا يزال قرابة 400 ألف نسمة (وفق تقديرات الجهات الحكومية في غزّة) مع محدودية وصول المساعدات إليهم، ويتكرر هناك استهداف الاحتلال للمدنيين الذين يأتون من مناطق بعيدة إلى المنطقة القريبة من الحواجز الإسرائيلية التي تقع على شارع صلاح الدين، حيث تتوقف الشاحنات القليلة التي يسمح بوصولها إلى تلك النقطة، على أمل استلام الطحين أو أي مساعداتٍ أخرى، وأدى ذلك بشكلٍ مُتكرر إلى وقوع شهداء وجرحى.

كما تتواصل المآسي الناجمة عن الحرب والنزوح، ولا سيما على صعيد الفئات الأكثر هشاشة مثل النساء والأطفال، حيث تزيد الأعباء عليهم مع ارتفاع أعداد الأرامل والأيتام، وفقدان المعيلين إما بسبب القتل أو الاعتقال أو الفقد، أو التشتت نتيجة النزوح.

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأطفال "اليونيسيف"، يُعدّ جميع الأطفال في غزة تقريباً، والبالغ عددهم 1.2 مليون طفل، في حاجةٍ إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وهو ما يُمثّل ضعف عدد الأطفال بالمقارنة مع التقديرات التي كانت قائمة قبل العدوان. من بين هؤلاء نحو 17,000 طفل لا يرافقهم أحد أو مفصولون عن أسرهم.

العدوان الإسرائيلي نكبة جديدة 

وكذلك، جددت مؤسسات فلسطينية عدّة وهي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان ومؤسسة الحق، تحذيراتها أمام استمرار التهديد الإسرائيلي بالهجوم البري على رفح، بأنّه سوف يُشكّل ذروة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة.

وأضافوا أنّ الهدف منه إيقاع أكبر قدر من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين وإجبارهم على النزوح جنوباً باتجاه الحدود المصرية التي لا تبعد عنهم سوى عشرات الأمتار، وعندئذ ستفرض نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني وتصبح أمراً واقعاً لا محالة.

وحذّرت المؤسسات المجتمع الدولي، وخصوصاً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامي لحقوق الإنسان، من خطورة الوضع القائم في قطاع غزّة وتطالبهم باتخاذ تدابير فورية لمنع النكبة الجديدة في فلسطين ووقف الإبادة الجماعية ضد قطاع غزّة.

وأيضاً، أكّدت المؤسسات أنّه تقع على المجتمع الدولي ضرورة إنهاء الاحتلال وتفكيك الاستعمار الاستيطاني، وإلغاء جميع القوانين والسياسات والممارسات التمييزية واللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وعودة اللاجئات واللاجئين من ون قيدٍ أو شرط.

اقرأ أيضاً: "لوموند": في غزة قد تكون الأزمة الصحية أكثر فتكاً من القنابل 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك