الشهابي للميادين: العقوبات الغربية تؤخر إزالة أنقاض الحرب والزلزال

رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي يناشد المجتمعات الغربية للضغط على حكوماتها لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا لإزالة تداعيات الزلزال، ويكشف أنّ تنظيم القاعدة هو المستفيد في إدلب وعفرين.

  • الشهابي للميادين: العقوبات الأوروبية تؤخر إزالة أنقاض الحرب والزلزال
    الشهابي للميادين: العقوبات الأوروبية تؤخر إزالة أنقاض الحرب والزلزال

قال رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي، إنّ "الزلزال الأول الذي ضرب حلب قبل الزلزال الأخير، كان بدخول الجماعات الإرهابية إليها عام 2012".  

وأضاف الشهابي، ضمن برنامج "بايجاز" على الميادين، أنه "منذ 8 سنوات وحلب تعاني من الأزمات بدءاً بالإرهاب، مروراً بالحصار والعقوبات الدولية، وصولاً إلى الزلزال اليوم"، مشيراً إلى أنّ "نيات البعض لتدمير سوريا باتت واضحة".

وتابع: "نحن قلقون على المواطنين السوريين الذين يقطنون المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وهم بحاجة إلى المساعدات، لكن زعيم تنظيم القاعدة أعلن رفضه لها".

واعتبر أنّ "المستفيد اليوم من الكارثة في إدلب وعفرين هو تنظيم القاعدة"، وأنّ "المساعدات التي تصل إلى المواطنين المنكوبين يسرقها الإرهابيون".  

العقوبات الأوروبية تؤخر عمليات إزالة الأنقاض

وأوضح المسؤول السوري أنه "قبل الزلزال كنا نعمل على إزالة الأنقاض التي خلّفتها الحرب في حلب، ولكن ما أخّرنا ويؤخّرنا اليوم هو العقوبات الأوروبية"، لافتاً إلى أنّ كثيرين ماتوا تحت الأنقاض بسبب النقص في الآليات، و"نحن نحمّل المسؤولية عن ذلك للحكومات الأوروبية التي تفرض علينا العقوبات". 

وقال: "العقوبات الأوروبية تحرمنا تسلّم التبرعات النقدية في وقتها، وتحرمنا أيضاً الحصول على الآليات لإزالة الأنقاض".

كما أوضح أنّ "هناك صعوبة في تحويل التبرعات النقدية من الخارج بسبب العقوبات، علماً أنّ هذه التبرعات هي للمواد الإغاثية من غذاء وأدوية ومساكن بديلة".

وفيما كشف رئيس غرفة صناعة حلب عن  طرح مبادرة لتأمين مساكن بديلة سواء بالإيجارات أو الأبنية الحكومية القديمة أو عبر تأمين مساكن مسبقة الصنع، إلا أنه أوضح "نحتاج إلى اتّفاق مع دولة حليفة لتنفيذ مشروع السكن البديل، بأقلّ كلفة وأقصى سرعة ممكنة"، وأنّ "الصين مثلاً أثبتت من خلال تجاربها في أفريقيا أنّها قادرة على ذلك".

وشدد الشهابي على أنه "حتّى الساعة لم نلمس على أرض الواقع أيّ سهولة في عمليات تحويل الأموال لإجراء عمليات الإغاثة". ولفت إلى أنّ "الاتّحاد الأوروبي لم يسهّل وصول المساعدات، علماً أنّ هذا الزلزال سبّب كارثة إنسانية طالت في حلب وحدها 1.5 مليون شخص"، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة. 

وتابع أنّ "طواقم الأمم المتحدة حاضرة على الأرض وبإمكانها الإشراف على أنّ المساعدات هي لأغراض إنسانية"، مجدداً تأكيده أنّ "هناك نيّات مبيّتة عند البعض لتدمير سوريا، وباتت واضحة بدءاً بدعم العصابات الإرهابية، مروراً بفرض العقوبات وصولاً إلى عدم رفعها بعد كارثة الزلزال". 

وناشد الشهابي المجتمعات الغربية للضغط على حكوماتها، لرفع العقوبات عن سوريا، "لأنّ الموضوع اليوم إنساني وبعيد كل البعد عن التجاذبات السياسية". 

شكر كل الدول التي قدّمت مساعدات إلى سوريا

وشكر الشهابي كل الدول العربية التي قدّمت مساعدات إلى سوريا، وخصوصاً العراق تلك التي فتحت جسوراً برية وجوية لإيصالها، مؤكداً أنّ "الشعب العراقي بأكمله قدم المساعدات إلى سوريا، لذلك كان هناك شريان من المساعدات العراقية التي لم تتوقّف حتى الساعة". 

كما أشار إلى أنّ "الطواقم الروسية والإيرانية كانت في غرفة العمليات منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، ووضعت كلّ إمكانات البلدين لإغاثة الشعب السوري"، وأنّ "القوات العسكرية الحليفة ساعدت على إزالة الأنقاض، وتوزيع المعونات من دون المساس لا بسيادة سوريا ولا بحرية شعبها، وبالتالي لا صحّة لكل ما يُشاع خلاف ذلك".  

وكشف الشهابي أنّ "أحد مطلقي حملات التشويه ضدّ القوات الحليفة كان في فلسطين المحتلة، بضيافة الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال، وبالتالي بات معلوماً مصدر توجيه هذه الحملات".  

رئيس غرفة صناعة حلب تناول قضية التشكيك في إمكانية سرقة المساعدات، وأوضح أنه "قد يكون هناك بعض الحالات الفردية، ولكن بالمجمل كل المساعدات تصل إلى أصحابها والوضع هنا أسلم بكثير مقارنة بما حدث في تركيا". 

وطالب الشهابي الحكومة السورية بضورة "إصدار قوانين استثنائية خاصّة بالمناطق المتضررة، لتسريع عملية الإغاثة بعيداً عن الإجراءات الروتينية المعهودة". 

وأشار إلى أنه "جرى تشكيل لجان هندسية مدنية بإشراف من المحافظة والبلديات، لتقييم حالة المباني المتضررة ومن ثمّ تدعيمها أو هدمها انطلاقاً من نسبة تصدعها وخطورة انهيارها".  

كذلك دعا الشهابي الدول العربية، وتحديداً دول الخليج إلى "إقامة مشاريع سكنية تؤوي المتضررين من الزلزال في سوريا"، معتبراً أنّ "أيّ استثمار في مدينة حلب سيكون مربحاً للشركات التي تُقدم عليه". 

رئيس غرفة صناعة حلب أمل في الختام أن يتوقّف الحصار على سوريا، وأن تُستكمل المبادرات التي بدأت مع الزلزال في المراحل اللاحقة.

زلزال مدمر ضرب أجزاءً واسعة من سوريا وتركيا، ودمر الآلاف من المباني وحصد الآلاف من الأرواح في البلدين، في هذه الصفحة تجد كل الأخبار والمستجدات والتقارير المرتبطة بالزلزال.

اخترنا لك