السودان: تجدد الاشتباكات في الخرطوم ودفن عشرات الجثث المجهولة
اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تتجدد بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، والهلال الأحمر يدفن 180 جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من السودان.
تجددت الاشتباكات بين القوات المسلحة و"قوات الدعم السريع" جنوبي العاصمة الخرطوم، صباح اليوم الجمعة، وفق ما أكد شهود عيان لوكالة "سبوتنك" الروسية.
وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر محلية: "تجري، منذ صباح اليوم الجمعة، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع قرب مقر سلاح المدرعات التابع للجيش، وفي مناطق أبو حمامة والسجانة مطابع صك العملة جنوب الخرطوم".
وكانت وسائل إعلام محلية قد أكدت أمس الخميس أن الجيش السوداني سيطر على قاعدة تابعة لقوات "الدعم السريع" تقع في ضواحي جنوبي الخرطوم، وتعدّ من أبرز المواقع العسكرية لتلك القوات.
جمعية الهلال الأحمر تدفن جثثاً مجهولة الهوية
وأعلنت جمعية "الهلال الأحمر" السوداني أنها استطاعت دفن 180 جثة مجهولة الهوية ممن لقوا حتفهم خلال الصراع الدائر بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع".
وقالت في تعميم صحافي اليوم الجمعة: "تم دفن 102 جثة في ولاية الخرطوم في مقابر (الشقيلاب) الواقعة جنوب العاصمة الخرطوم. وأيضاً، تم دفن 42 جثة في ولاية شمال دارفور".
وتم أيضاً "دفن 19 جثة في ولاية غرب دارفور، إضافة إلى دفن جثة 17 جثة في ولاية جنوب دارفور".
وأوضحت جمعية الهلال الأحمر أنها "بذلت هذه الجهود عبر فرق الطوارئ المدربة لدفن الجثث، بالتعاون والدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وفي آخر إحصائية لنقابة الأطباء، بلغ عدد الضحايا المدنيين 865 قتيلاً و3643 جريحاً منذ بدء النزاع المسلح في البلاد.
وأعلنت الولايات المتحدة والسعودية، في بيان مشترك أمس، تعليق محادثات السلام في جدة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بسبب عدم التزام الطرفان بوقف إطلاق النار وعرقلة جهود الإغاثة والتهدئة. كما فرضت واشنطن عقوبات على الطرفين.
وكان الجيش السوداني قد أعلن يوم الأربعاء تعليق مشاركته في المحادثات مع قوات "الدعم السريع" في مدينة جدة السعودية، متهماً "الدعم السريع" بعدم الالتزام ببنود الاتفاق والاستمرار في خرق الهدنة.
وتوصل الجانبان، بوساطة أميركية - سعودية، إلى اتفاق هدنة أكثر من مرة، إلا أن أجواء التوتر والاشتباكات المتقطعة استمرت رغم إعلانها.
وتدور منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم.
وأرغم الصراع الدائر ما يزيد على مليون شخص على النزوح داخل السودان؛ أحد أفقر بلدان العالم، وهجّر 300 ألف سوداني على الأقل إلى الدول المجاورة التي تعاني في الأصل أزمات، بحسب الأمم المتحدة.