السودان: والي القضارف يعلن تسليح كل مواطني الولاية لمواجهة "الدعم السريع"
بعد تأجيل اللقاء التفاوضي الذي كان مقرراً عقده في جيبوتي نهاية العام الفائت، إلى كانون الثاني/ يناير الحالي، تزداد الأمور تعقيداً على الأرض في السودان لتهدد إمكانية عقد اللقاء، وتعمّق من الانقسام الذي كرسته الحرب التي اقتربت من دخول شهرها العاشر
ذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا)، اليوم الأحد، أنّ والي القضارف (شرق السودان) محمد عبد الرحمن محجوب، أعلن تسليح كافة مواطني ولاية القضارف من أجل التصدي لقوات الدعم السريع.
وأضافت الوكالة أنّ الوالي دعا المواطنين لإخراج "أسلحتهم ومركباتهم الخاصة من ذات الدفع الرباعي لحماية الأرض والعرض والقتال حتى آخر جندي ومستنفر".
كما دعا المسؤول السوداني إلى "عدم التفاوض مع الميلشيات المتمردة والأحزاب الداعمة لها، والتي لم تدن حتى الانتهاكات الكبرى التي وقعت على المواطن السوداني"، مؤكداً إدانته لكافة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الخرطوم ومدني وزالنجى وإقليم دارفور.
وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد دعا، خلال كلمة ألقاها أثناء زيارته معهد المشاة ومعهد ضباط الصف في منطقة جبيت العسكرية، إلى "تسليح المقاومة الشعبية"، قائلاً: "لن نمنع المقاومة السودانية من جلب أي سلاح"، مشيراً إلى أنه "لا صلح ولا اتفاق مع الدعم السريع".
وتتواصل، منذ 15 نيسان/أبريل 2023، اشتباكات عنيفة واسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان. واتفق طرفا النزاع عدة مرات على وقف إطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.
وظهرت الخلافات بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية في كانون الأول/ديسمبر 2022، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمرداً ضد الدولة. وتسببت المعارك في سقوط عشرات الآلاف بين قتيل وجريح، فضلا عن نزوح الملايين داخل السودان وخارجه.
وكان مقرراً أن يلتقي البرهان ودقلو في جيبوتي في الثامن والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت ضمن جهود التنسيق التي تبذلها "الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد) لحل الأزمة السودانية، حيث أبلغ البرهان منظمة "إيغاد" بموافقته على عقد لقاء مباشر مع قائد قوات "الدعم السريع".
ولكن اللقاء تم تأجيله إلى شهر كانون الثاني/يناير الحالي، بعد تعذّر حضور حميدتي إلى جيبوتي "لأسباب فنية خاصة به" وفق ما أبلغته وزارة الخارجية في جيبوتي للخارجية السودانية، وذلك بعد أن كان حميدتي قد رحّب قبل يوم واحد عبر حسابه الرسمي في موقع "إكس"، بلقاء رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية عبد الله حمدوك لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها.