السودان: حصيلة النزاع تتجاوز 7 آلاف قتيل.. والبرهان ينتقد الاتحاد الأفريقي
قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، ينتقد الاتحاد الأفريقي، ويؤكد أنه في غنىً عن مساعدته، ويطالب التكتل بتصحيح موقفه. في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا النزاع إلى أكثر من 7 آلاف قتيل.
أكّد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم السبت، أنه "في غنىً" عن مساعدة الاتحاد الأفريقي، من أجل إيجاد حلّ للنزاع بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، والذي أودى بحياة أكثر من سبعة آلاف شخص، في زهاء خمسة أشهر.
وفي خطاب له في مدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق، انتقد البرهان، بصورة لاذعة، الاتحاد الأفريقي، وأي دور محتمل قد يؤديه في البحث عن تسوية.
وقال البرهان إن "بعض منظماتنا الإقليمية لم يتمكن من النظر إلى الأزمة، بصورة صحيحة".
وأضاف أن "رسالتنا إلى الاتحاد الأفريقي، مفادها أنه إذا كان هذا نهجكم، فنحن في غنىً عن مساعدتكم"، مطالباً التكتل القاري بـ"تصحيح موقفه".
وكان البرهان انتقد أيضاً الهيئة الحكومية للتنمية في شرقي أفريقيا (إيغاد)، محذّراً من أنه "إذا "انحرفت عن مسارها، فنحن، كسودانيين، قادرون على حل مشاكلنا من دون الحاجة إلى أحد".
وأكد "أننا لا نرفض السلام، والدليل على ذلك قبولنا عدداً من المبادرات، بما فيها منبر جدة (الوساطة السعودية - الأميركية)"، مؤكداً أنه "ليس من المقبول سلام يعيدنا الى ما قبل 15 نيسان/أبريل".
وقال البرهان إنّ "السلام سيحلّ بعد التخلص من كل من يحاول تكوين جيش آخر، ويعتدي على الآخرين، ويعمل على السيطرة على الدولة، عبر وسائل غير مشروعة".
وفي وقت سابق اليوم، استنكرت وزارة الخارجية السودانية تصريحات الناطق الرسمي باسم مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن لبات، ووصفت لغته بـ"الهابطة".
واستنكرت وزارة الخارجية السودانية استقبال موسى فكي محمد ليوسف عزت، مؤكدةً أنّ اللقاء "سابقة خطيرة في عمل الاتحاد الأفريقي"، و"مخالفة واضحة لنظم المنظمة القارية وأعرافها"، كونها "تجمعاً لدول ذات سيادة، لا مكان فيها للحركات الإرهابية والميليشيات الإرهابية المتمردة".
وأثار لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، مع يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو، غضب السلطات في الخرطوم، التي يشرف عليها البرهان.
وزار البرهان مؤخراً مصر من أجل إجراء مباحثات مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بشأن تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما زار جنوب السودان وقطر، الأمر الذي يشير إلى احتمال تعزيز الجهود الدبلوماسية، على رغم غياب أي مبادرات ملموسة في العلن.
وقبل أيام، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات "الدعم السريع"، بسبب مخالفتها الأهداف والمهمّات والمبادئ لإنشائها، والواردة في قانون قوات الدعم السريع، عام 2017.
ميدانياً، تركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها، وفي إقليم دارفور غربي البلاد، بحيث أفاد شهود عيان، اليوم السبت، بنشوب معارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" عند أطراف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمالي دارفور.
وقبل يومين، أعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان أنّ واشنطن "اتخذت إجراءات ضد اثنين من كبار قادة قوات الدعم السريع".
وأوضح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّ وزارة الخزانة "فرضت عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان في السودان".
وحصد النزاع بين الحليفين السابقين أكثر من 7 آلاف قتيل، وفق ما أفادت به الجمعة منظمة "أكليد" غير الحكومية، منذ 15 نيسان/أبريل، والتي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك كثيراً.