الرئاسة الفرنسية: ماكرون يحترم الجزائر و"يأسف" لسوء الفهم معها
الرئاسة الفرنسية تكرّر توضيحها ونقول إنّ ماكرون "يأسف" لسوء الفهم مع الجزائر، وإنه يرغب في تطوير العلاقات بين البلدين، والاستجابة للتحديات الإقليمية الكبرى، بدءاً بليبيا.
أعرب مصدر في الرئاسة الفرنسية في قصر الإليزيه، اليوم الثلاثاء، عن أسفه للجدل الذي أعقب تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، بشأن الجزائر، داعياً الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "مؤتمر باريس بشأن السلام في ليبيا"، والذي سيُعقد في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وأوضح المصدر الرئاسي أنّ "ماكرون يأسف للخلافات وسوء الفهم مع الجزائر"، ويؤكد أنه "يكنّ أكبر قدر من الاحترام للأمة الجزائرية وتاريخها".
وأضاف أنّ "ماكرون يريد للعلاقات الثنائية أن تتطور لمصلحة الشعبين الجزائري والفرنسي، وأيضاً من أجل الاستجابة للتحديات الإقليمية الكبرى، بدءاً بليبيا".
يأتي ذلك في ظل أجواء التوتر بين البلدين، والمرتبطة بالتصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي.
وقال أحد المستشارين في الرئاسة الفرنسية إنّ "ماكرون شديد التمسك بتنمية العلاقات بين فرنسا والجزائر".
وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي السابقة غضب الجزائر، والتي نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واتهم فيها النظامَ "السياسي - العسكري" الجزائري بتكريس "ريع للذاكرة"، من خلال تقديمه إلى شعبه "تاريخاً رسمياً لا يستند إلى حقائق".
وبحسب الصحيفة، قال ماكرون أيضاّ إنّ "بناء الجزائر كأمة ظاهرةٌ تستحق المشاهدة. فهل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".
يُذكَر أن ماكرون اعترف سابقاً "باسم فرنسا" بأنّ الجيش الفرنسي "عذّب واغتال" المناضل الجزائري علي بو منجل، في عام 1957، ولم ينتحر كما تمّ الترويج حينها، من أجل التغطية على الجريمة.
وطلب ماكرون "الصفح" من الحركيين الجزائريين، الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، معلّناً إقرار قانون "تعويض" قريباً.
وكشف قصر الإليزيه أنّ الرئيس الجزائري تلقّى دعوة إلى حضور المؤتمر بشأن ليبيا لمساعدة الأخيرة على استعادة استقرارها، وخصوصاً من خلال التحضير للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل"، مذكّراً بأنّ "الجزائر لاعب رئيسي في المنطقة، وماكرون يتمنى مشاركة الرئيس تبون في هذا المؤتمر".
وكان الرئيس الجزائري أكّد، في وقت سابق، أنه "لن يقوم بالخطوة الأولى"، لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا بعد تصريحات نظيره الفرنسي، التي "أعادت فتح نزاع قديم بطريقة غير مفيدة".
وفي مقابلة له مع المجلة الألمانية الأسبوعية، "دير شبيغل"، تساءل تبون "لماذا قال هذا؟ أعتقد أن ذلك أسبابه انتخابية استراتيجية". واعتبر تبون أنّ "تصريحات ماكرون خطيرة جداً، وأضرّت بكرامة الجزائريين".
واعتبر تبون أنّ "خطاب ماكرون هو الخطاب نفسه الذي يستخدمه الصحافي اليميني المتطرف، إريك زمور، منذ فترة طويلة"، والذي قال إنه "لم تكن الجزائر أمة، إن فرنسا جعلت منها أمة".
ورأى تبون أنّ تصريحات ماكرون تُثبت أنه "وقف في صفّ الذين يبرّرون الاستعمار".