الدفاع المدني: 2210 جثامين اختفت من مقابر غزة.. والمئات تبخرت بأسلحة محرّمة
الدفاع المدني في قطاع غزة ينشر معطيات بشأن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر، كاشفاً عن اختفاء آلاف جثامين الشهداء والموتى، وما تعانيه فرقه على الأرض، بعد نحو 11 شهراً من حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
أكد الدفاع المدني في غزة وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت أنقاض المنازل والمباني التي قصفها الاحتلال في قطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشيراً إلى عدم تمكنه من انتشالها من جراء تداعيات الحصار ومنع إدخال المعدات اللازمة.
وفي بيانٍ بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية، في اليوم الـ317 من العدوان، نقل الدفاع المدني ما تعانيه فرقه على الأرض، إضافةً إلى نشره تفاصيل مروّعة لأوضاع السكان، وحالة مئات جثامين الشهداء الذين ارتقوا في قصف الاحتلال، وكشفه عن سرقة "جيش" الاحتلال أكثر من ألفي جثمان من مقابر القطاع.
"مجهولو المصير وجثامين متبخرة"
وشدّد الدفاع المدني على وجود نحو 8240 شخصاً أخفاهم الاحتلال قسراً، ولم يُعرف مصيرهم إلى اليوم، معلناً إخفاء الاحتلال أيضاً لـ2210 جثامين من مقابر متفرقة في قطاع غزة.
العدوان الذي ألقى فيه "جيش" الاحتلال أكثر من 85 ألف طنٍ من المتفجرات، والذي أكّدته تقارير أممية وحقوقية سابقة، واستخدم فيه الأسلحة المحرّمة دولياً، أدى إلى تبخر جثامين نحو 1760 شهيداً، وفقاً لبيان الدفاع المدني.
ولفت الدفاع المدني إلى أنّ هذه الكمية من المتفجرات تسبّبت أيضاً في تدمير ما يزيد على 80% من البنية الحضرية، و90% من البنية التحتية للقطاع.
"عدوان يستهدف طواقم المؤسسة"
ارتقى منذ بداية العدوان الإسرائيلي 82 شهيداً من ضباط الدفاع المدني، وأصيب أكثر من 270 من كوادره، بينهم ضباط أصيبوا أكثر من مرة ثمّ عادوا إلى عملهم.
كذلك، أعلن الدفاع المدني تعرّض مقارّه للتدمير الكلي والقصف المباشر والتجريف والضرر الجزئي، "بشكل يخالف ملحق اتفاقيات جنيف الخاص بحماية أجهزة الدفاع المدني"، إضافة إلى تعرض مركباته للاستهداف المدفعي والقصف والحرق.
على الرغم من هذا الاستهداف الإسرائيلي المباشر والمتعمّد، استقبل الدفاع المدني في حرب الإبادة 87000 نداء استغاثة، واستجاب إلى 72000 نداء، نتج عنها ما يزيد على تنفيذ 255000 مهمة تنوعت بين إطفاء وانتشال وإطفاء وإسعاف وإجلاء مدنيين.
وأوضح الدفاع المدني أنّ مديريته العامة لم تتمكن من الاستجابة إلى 15000 نداء استغاثة، وذلك بسبب نقص الوقود واستهداف المعدات والمقدرات، وإغلاق الاحتلال العديد من المناطق التي المأهولة بالسكان.
وشدّد الدفاع المدني على أنّ ما يتعرض له "هو عار على المؤسسات الدولية التي بات من المؤكد أنهم يتراجعون في دورهم المنوط بهم، وتتراجع تدخلاتهم بشكل واضح ومقصود".
وطالب المنظمات الدولية الإنسانية، في بيانه، توفير الاحتياجات الأساسية من الوقود، إضافة إلى مركبات ومعدات وقطع الغيار الخاصة، مع تأمين السُبل للوصول إلى مصادر وقنوات المياه المستخدمة في مهمات الإطفاء.
وأيضاً تأمين المساعدة في نجاح عمليات التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوصول طواقم الدفاع المدني إلى الأماكن الإنسانية التي يحتجز الاحتلال فيها مدنيين وجرحى وجثامين شهداء.
"أكثر من 40 ألف شهيد.. وضحايا لا نصل إليهم"
من جهتها، نشرت وزارة الصحة في قطاع غزة معطيات جديدة في تقريرها الإحصائي اليومي، مؤكدةً ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 40099 شهيداً و 92609 إصابات.
ورصدت الوزارة ارتكاب الاحتلال مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 25 شهيداً و 72 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت الوزارة إلى أنّ عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ ساعات الفجر الأولى، قصفه على مختلف مناطق القطاع، ومرتكباً المزيد من المجازر بحق المدنيين، ضمن منهجية حربه لإبادة العائلات الفلسطينية، ومحاولة شطب وجودها.
وسط قطاع غزة، ارتقت امرأة وأطفالها الـ6 من جراء قصف إسرائيلي على منزلهم في منطقة حِكر الجامع في مدينة دير البلح، كما وارتقى 4 شهداء، بينهم سيدة، وأصيب 3 آخرون في استهداف شارع العشرين في النصيرات.
وأكد مراسل الميادين ارتقاء 4 شهداء وإصابة 6 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة مصبح في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأفاد بارتقاء 4 شهداء وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في شارع الهوجا في مخيم جباليا، شمالي القطاع. وارتقت شهيدة وأصيب عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي لمنزل في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة.
يُشار إلى أنّ القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى من القطاع، يتكثّف منذ ليل السبت، خصوصاً بعد أن ألقى "جيش" الاحتلال الإسرائيلي مناشير ورقية من طائراته مُطالباً سكان جزءٍ واسع من مناطق المحافظة الوسطى بمغادرتها تمهيداً لبدء عملية عسكرية، مقلّصاً بذلك مساحات المناطق التي ادّعى أنها "آمنة".
وضمن السياق ذاته، أوضح مراسلنا أنّ النازحين يواجهون أوضاعاً كارثية بعد تأكيد وكالة "الأونروا" أن الاحتلال قلّص "المساحة الآمنة" في القطاع إلى 11% فقط.