الجيش السوري يتصدى لهجمات "هيئة تحرير الشام" على محاور في ريف حلب
اشتباكات عنيفة اندلعت بين وحدات من الجيش السوري، وبين مسلحي "هيئة تحرير الشام" على عدّة محاور في ريف حلب، بالتزامن مع تصدّي الجيش لهجومٍ عنيف شنته الهيئة على خطوط التماس في ريف إدلب.
اندلعت اشتباكات عنيفة على جبهتي ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، اليوم الأحد، في هجماتٍ نفّذتها "هيئة تحرير الشام" على مواقع الجيش السوري الذي استعاد زمام المبادرة في صدّ الهجمات بمساندةِ سلاحي الجو والمدفعية.
وتدور معارك عنيفة على جبهة بلدة الملاجة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، والتي شنّ فيها مسلحو "أنصار التوحيد" وبتغطية مدفعية من "هيئة تحرير الشام"، قبل أسبوع، هُجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري، وفجّروا نفقاً استمرّ حفره أشهراً باتجاه إحدى التلال المحيطة بالبلدة.
وقالت مصادر ميدانية إنّ الجبهة تشهد عملية عسكرية للجيش السوري بمساندة سلاح الطيران لاستعادة تل الملاجة، وتأمين جبهته على محور البلدة التي ما زالت تحت سيطرته، وقد أفشل هجمات المُسلحين حينها في السيطرة عليها بعد تفجيرهم النفق في محيطها.
ونفّذ سلاح الجو سلسلةَ ضرباتٍ جوّية بعد رصده عبر طائرات الاستطلاع مواقع انتشار المسلحين وخطوط إمدادهم، حيث أكّدت مصادر محلية في إدلب وصول عشرات القتلى والجرحى لمسلحين من على جبهة تل الملاجة إلى مستشفى إدلب الوطني، ومشفى ابن سينا والمستشفى الميداني في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية.
وما زالت جبهة الملاجة، تشهد معارك عنيفة يحاول فيها المسلحون الاستماتة لمنع تقدّم الجيش على تلة الملاجة، التي ما زالت تحت ضربات التمهيد الجوي والصاروخي قبل بدء الهجوم البري لاستعادتها بعد استنزاف المسلحين.
وتزامن هذا التطور الميداني، مع كمينٍ نفّذته "هيئة تحرير الشام" عبر عملية تسلل لمجموعاتٍ صغيرة نحو إحدى النقاط للجيش السوري على جبهة الصراف في ريف اللاذقية الشمالي، استشهد خلالها عددٌ من جنود الجيش السوري، وقتل عددٌ من المسلحين خلال عملية انسحابهم.
وكما شنّت "هيئة تحرير الشام" هجماتٍ على مواقع الجيش السوري على محور ريف حلب الغربي عبر خطوط إمداد من ريف إدلب الشرقي، حيث تدور اشتباكات عنيفة على محاور كفرتعال وكفرعمة والفوج 46، يحاول خلالها المسلحون استعادة نقاط سيطر عليها الجيش السوري في وقتٍ سابق.
وقالت مصادر ميدانية إنّ الجيش السوري أحبط محاولاتِ المسلحين في إحراز أيّ تقدّم مع تنفيذه ضرباتٍ صاروخية مُكثّفة نحو خطوط إمداد المسلحين، حيث ما زالت الجبهة تشهد اشتباكاتٍ عنيفة من دون أيّ تغيير في خارطة السيطرة.
وبيّن ناشطون معارضون أنّ الجولاني يُحاول استعادة مكانته العسكرية بعد حالةِ الركود التي تسببت باضطراباتٍ داخل تنظيمه، وإعادة لفت الأنظار نحوه كقوّةٍ عسكرية ما زال بإمكانها إحداث تغييراتٍ ميدانية، بعد فضيحة تنظيمه التي انتهت بالكشف عن شبكةٍ كبيرة ضمن صفوفه تعمل لصالح التحالف وموسكو.
وأشار الناشطون إلى أنّ الجولاني أشعل الجبهات لصرف الأنظار عن الوضع الداخلي لتنظيمه الذي بات يشهد تفككاً غير مسبوق، بعد الاعتقالات التي طالت قياداتٍ في الصفوف الأولى بذريعة تواصلهم مع التحالف، حيث لم يبقَ أمامه إلا فتح جبهاتٍ لإشغال عناصره بالقتال، وإعادة خلط الأوراق الميدانية بين روسيا وتركيا الضامنة لمناطق خفض التصعيد.
ولفت ناشطون إلى أنّ هذه الجبهات ليس مستبعداً أن تكون بقرارٍ تُركي بعد الركود الذي شهدته المفاوضات بين الجانب التركي والدولة السورية، بهدف إعادة الأمر إلى واجهةِ المفاوضات، وذلك بعد التطورات التي تشهدها المنطقة الشرقية بين العشائر العربية و"قسد".