التقارب بين السعودية وإيران: وساطة صينية ترسّخ تراجع الهيمنة الأميركية
أثارت التفاهمات الجديدة بين الرياض وطهران عدة ردود أفعال وقراءات، أبرزت قوة الدبلوماسية الصينيّة في مقابل تراجع الهيمنة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
تطرَّقت عدة آراء وتحليلات، لشخصيات أكاديمية وباحثين، إلى التفاهم الجديد الذي جرى اليوم بين السعودية وإيران، بحيث تم استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعلان إعادة فتح السفارتين بين البلدين، في غضون شهرين.
وقال أستاذ بحوث السلام والنزاع في جامعة أوبسالا السويديّة، أشوك سوين، إن "إيران والسعودية اتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد محادثات في بكين".
وأضاف سوين، في تغريدة في موقع "تويتر"، أنّ الهيمنة الأميركية على سياسات الشرق الأوسط، "انتهت رسمياً"، و"الصين تُظهر قوتها الدبلوماسية".
Iran and Saudi Arabia have agreed to re-establish diplomatic relations after talks in Beijing - China displays its diplomatic power. American domination of Middle East politics officially comes to an end.
— Ashok Swain (@ashoswai) March 10, 2023
وأوضح مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، جايسون برودسكي، أنّه إذا نُفّذ هذا الاتفاق، الذي توسطت فيه الصين بين إيران والمملكة العربية السعودية، بالكامل، فإنّه سيُظهر التكاليف التي تتحملها المصالح الأميركية بعد "معاملتها للشركاء كخصوم".
وأشار مراسل الشؤون الأمنية والدفاعية في شبكة "Wion news" الإخبارية الهنديّة، سيدانت سيبال، إلى أنّ إيران والسعودية تعيدان العلاقات في صفقة تمّت بوساطة الصين، لافتاً إلى أن هذه الصفقة تغيّر "الجغرافيا السياسية لغربي آسيا"، وترفع الصين "كأبرز أصحاب المصلحة الرئيسيين في المنطقة".
ولفت الباحث والمحلل في مركز "Besa Center" الإسرائيلي، عرفان فرد، إلى أنّ استئناف "الخصمين اللدودين"، إيران والسعودية، علاقاتهما الدبلوماسية بعد وساطة صينية، وبعد أعوام من التوتر، يعني أنّ تحولاً إقليمياً كبيراً يحدث في الشرق الأوسط.
Arch-rivals #Iran & #Saudi Arabia agree to resume relations after China mediation.
— Erfan Fard (@EQfard) March 10, 2023
Reestablishing diplomatic ties & reopening embassies after years of tension.
It means a major regional shift in #MiddleEast. pic.twitter.com/GYmdyM59eJ
من جهته، أكد مايكل دوران، وهو مدير مركز السلام والأمن في الشرق الأوسط في معهد هدسون الأميركي، "أنّه، من خلال التوسط في هذه الاتفاقية بين إيران والمملكة العربية السعودية، أزاحت الصين الولايات المتحدة عن عرشها، باعتبارها القوة الاستراتيجية الوحيدة في الخليج".
وأكّد دوران أنّها النتيجة المنطقية "لإعادة الترتيب"، التي قام بها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما تجاه إيران، والتي أوقفها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنه فشل في التراجع عنها تماماً.
وركزّت الباحثة في معهد كوينسي لدراسات الشرق الأوسط، أنيل شلين، على واقع توسط الصين في الصفقة، مؤكدةً أنّه أمر مهم للغاية.
وأكّدت أنّ ذلك يوضح الدور الذي يمكن أن تؤديه بكين في تعزيز "شرق أوسط محدد"، بصورة أكبر، من خلال التعاون والتجارة، وبدرجة أقل من خلال الصراع ومبيعات الأسلحة، كما كان المعيار في ظل الهيمنة الأميركية عليه.
وأضافت شلين أنّ الصين تقدم رؤية بديلة عن المنافسة في المنطقة، وأنّه يجب على الولايات المتحدة العمل على تعزيز السلام والازدهار للشعوب، وليس فقط بيع الأسلحة وتقديم المساعدة الأمنية إلى الحكّام المستبدّين وجيوشهم.
The fact that China brokered the deal is significant
— Dr. Annelle Sheline (@AnnelleSheline) March 10, 2023
It shows the role that China could play in fostering a Middle East defined more by cooperation and trade and less by conflict and weapons sales, as has been the norm under US dominance
1/https://t.co/UQ7pi9wwKf
وصنّف الكاتب والباحث السياسي، والمُحاضر في كلية الشؤون الدولية والعامة، التابعة لجامعة كولومبيا الأميركية، إيان بريمر، "أكبر الاختراقات الدبلوماسية في الشرق الأوسط"، خلال العقد الماضي. وأكد أن أولها هو الاتفاق النووي الإيراني عام 2013، في عهد أوباما، ثمّ "اتفاقات أبراهام" في عهد ترامب عام 2020، تليهما عودة العلاقات السعودية الإيرانية بوساطة الرئيس الصيني، هذا العام.