التحضير ليوم كسر القواعد الخميس المقبل في باريس !!
بروحية صدامية تغرق فرنسا في أزمة وإفلاس سياسي لم يعد يمكن محاصرتها إلا بإجراءات جذرية ربما تقود إلى حل البرلمان كخيار ماكروني.
التحضير ليوم كسر القواعد الخميس المقبل في باريس على قدم وساق، بحسب أوساط نقابية وشبابية، وقد مهدت له الحرائق المنتتشرة في أكثر من حي وشارع في العاصمة وسط صدامات عنيفة بين آلاف المحتجين على قانون إصلاح التقاعد وقوات كبيرة من الشرطة.
بينما بدأت دمى تمثل ماكرون وأركانه تحرق في الشوارع، تطورت شعارات المتظاهرين لتصف ماكرون بالمجرم و" ماكرون يحتضر" و "السلطة للشعب" وهو نفس جديد يتجه لقطيعة مع السلطة، وميلاً واضحاً نحو كسر القواعد التي أرسيت طيلة احتجاجات الأشهر الماضية .
العنف بات سيد الموقف سواء من قبل الشرطة أو المتظاهرين الذين يئسوا من التظاهر السلمي، وباتوا مصممين على التصدي لخطة وزارة الداخلية الرامية إلى إحباط حركتهم الإحتجاجية: وزير الداخلية جيرالد دارمانين يعطي المزيد من التعليمات المتشددة إلى محافظي الشرطة للتعامل بحزم وقسوة مع المظاهرات، وتجنب "زيادة حجم" الساحات، وحماية رموز الجمهورية، والانتباه إلى قطع الطرق وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى أنه يجب على الشرطة أيضاً الاتصال بالبرلمانيين لمعرفة ما إذا كانوا بحاجة إلى الحماية.
بالرغم من كل ذلك، ساحات الاحتجاج وآخرها في الكونكورد حيث رمز إنتفاضة متنامية، تؤكد الغضب وإمتداده إلى معظم أحياء قلب العاصمة ومدن رئيسية أخرى، ما يبرز ديناميكية متدرجة لتصعيد المواجهة بين النقابات والطلاب وجمهور المعارضة اليسارية على وجه التحديد عبرالشارع، طالما أن الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته قررا إلغاء الحياة الديمقراطية بالإستيلاء على البرلمان وتجاوز التصويت على إصلاح يرفضه أكثر من 60 من الفرنسيين على ضفتي اليسار واليمين.
بروحية صدامية تغرق فرنسا في أزمة وإفلاس سياسي لم يعد يمكن محاصرتها إلا بإجراءات جذرية ربما تقود إلى حل البرلمان كخيار ماكروني يعيد خلط الأوراق على الرغم من أن إستطلاعات الرأي لاتصب في صالح فريق الرئيس، وقد تطيح أي انتخابات قادمة بفريقه النيابي الضعيف أصلا.